د. أيمن عدلي يكتب: الإعلام وحماية الأوطان.. دروس مستفادة من التجربة السورية

 

في خضم الاضطرابات التي اجتاحت منطقتنا العربية خلال العقد الأخير، برزت سوريا كمثال حي على النتائج الكارثية التي يمكن أن تنجم عن انهيار التماسك الوطني، وتراجع الدور المسؤول للإعلام .. هذه التجربة المؤلمة أثبتت أن الإعلام لا يمكن أن يظل محايداً أو متفرجاً في أوقات الأزمات، بل هو ركيزة أساسية لحماية الأوطان من السقوط، ولتعزيز الوحدة في وجه التحديات.

الإعلام في الأوقات الحرجة:

عندما تتعرض الأوطان لأزمات تهدد وجودها، يصبح الإعلام خط الدفاع الأول وليس مجرد وسيط لنقل الأخبار ، ففي سوريا لعب الإعلام الخارجي دوراً خطيراً في إذكاء الفتنة من خلال تضليل الرأي العام، ونشر شائعات غذّت الانقسامات الداخلية ، حيث كان بالإمكان أن يكون الإعلام المحلي منصة لتوحيد الصفوف وكشف المؤامرات، لكن غياب المهنية عن بعض المنابر الإعلامية أتاح المجال للفوضى الإعلامية أن تعمّ.

دور الإعلام في مواجهة الشائعات:

الشائعات أحد أخطر الأسلحة التي تهدد استقرار الأوطان خاصة في ظل الأزمات ، فمن خلال نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة، يمكن تفكيك الروابط الاجتماعية وإضعاف الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة..هنا يظهر دور الإعلام المسؤول الذي يعتمد على التحقق من الحقائق، وتقديم المعلومة الدقيقة للمجتمع، مما يحصّن المواطنين ضد محاولات التلاعب بعقولهم.

التوعية وبناء الهوية الوطنية :

الإعلام ليس مجرد أداة لنقل الأحداث، بل هو شريك في بناء الوعي الوطني ، فمن خلال برامج الحوار والمحتوى التثقيفي، يمكن للإعلام أن يعزز الانتماء والولاء للوطن، ويكرس قيم الوحدة والتعاون ، والتجربة السورية أكدت أهمية الإعلام في توجيه الشعب نحو رؤية مشتركة، بعيداً عن النزاعات الطائفية أو الأيديولوجية.

الإعلام المصري: نموذج للحماية

في مصر، لعب الإعلام دوراً مهماً خلال السنوات العصيبة التي شهدتها المنطقة، حيث كان جداراً صلباً في مواجهة الشائعات وحملات التشكيك التي استهدفت أمن واستقرار البلاد ، فمن خلال تقديم محتوى يعزز القيم الوطنية، وتسليط الضوء على التحديات والإنجازات، استطاع الإعلام المصري أن يكون شريكاً في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها.

وفي الختام فان الإعلام ليس مجرد وسيط لنقل الأخبار، بل هو سلاح حيوي يمكن أن يحمي الأوطان من السقوط، أو يسهم في انهيارها إذا أسيء استخدامه ، واليوم وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج أمتنا العربية إلى إعلام مسؤول يدافع عن قيم الاستقرار والوحدة، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. علينا أن نتعلم من تجارب الآخرين، وألا نسمح أبداً بأن يصبح الإعلام ساحة لصراعات تُضعف الأوطان بدل أن تحميها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى