هل المستقبل يرحب بمن يرفض التغيير؟
بقلم : سحر الزارعي
في الآونة الأخيرة، ومع مراقبتي للتغيرات التي يشهدها العالم من حولنا، لاحظت أن هناك من يقف موقف الرافض لكل جديد، متشبثًا بالقديم وكأنه ملاذ الأمان الأخير. هذا الرفض يدعو للتساؤل: كيف يمكن لمن يقاوم التغيير أن يجد مكانًا في مستقبل لا يتوقف عن الحركة؟
التغيير ليس مجرد اختيار، بل هو قانون الحياة. المجتمعات والأفراد الذين أدركوا ذلك تقدموا وازدهروا، بينما من رفضوا التحرك ظلوا في الخلف، يتساءلون عن أسباب تراجعهم. الجمود ليس استقرارًا، بل هو بداية للانفصال عن تيار التطور.
المؤسسات والأفكار الناجحة لا تقوم على رأي فردي، بل على تعدد الأصوات وتكاملها. من يصر على أن يكون صوته هو الوحيد يغلق باب الإبداع، ويخسر فرصًا لا تُعوَّض للنمو والتطور. التغيير لا يعني التخلي عن الهوية، بل هو وسيلة لتعزيزها وجعلها أكثر مرونة وقدرة على التكيف.
المستقبل لا ينتظر أحدًا. إنه يمضي قدمًا مع أولئك الذين يدركون قيمة التجديد والابتكار، ويترك خلفه من يختار الجمود. إلى هؤلاء نقول: العالم لا يدور حولكم. التغيير قادم سواء تقبلتموه أم لا، والخسارة ستكون حتمية لمن يصر على البقاء في الماضي. افتحوا الأفق، استمعوا للآخرين، وتذكروا أن الفرص تُمنح لمن يملك الشجاعة لاستقبالها.