المستشارة تهاني التري : المرأة هي قوة التأثير للعالم
في اليوم العالمي للفضاء على العنف ضد المرأة يأتي شعار هذا العام: “جعل العالم مكانًا آمنًا للمرأة” حيث يمثل شعار هذا العام دعوة عاجلة وطارئة لضرورة العمل على إيجاد بيئة آمنة وحاضنة وداعمة للمرأة في كافة مجالات الحياة. لأن المرأة وإلى يومنا هذا لا تزال تعاني من التهديد والتحديات والمعيقات في الكثير من الأماكن التي يجب أن تكون الأمان والحماية لها، كما أن الكثير ما زال يحتفظ بالصورة النمطية للمراة قديماً وأنها مازالت تحتفظ بنسختها القديمة بأدوات بسيطة لا تستطيع من خلالها قيادة شعوب العالم إلى مصاف الدول، مما جعلني استلهم عنوان المقال من شعار منتدى المرأة العالمي الذي عقد بنسخته الثالثة هذا العام ليدل على أن المرأة هي قوة التأثير الحقيقي الذي يتطلع له العالم بأكمله من خلال اسناد الكثير من الأدوار لها لتثبت أنها جديرة بهذا المنصب المجتمعي بامتياز.
كثيرة هي المناسبات العالمية التي تخص المرأة في كل بقاع الأرض ولا يخفى علينا أننا نحرص على الاحتفال بالمناسبات المختلفة كنوع من التعزيز والتحفيز لاستكمال انجازاتها ومسيرتها التي تسعى جاهدة لأن تسلط الضوء عليها في مختلف المحافل والمجالات في كل بقعة تتواجد فيها المرأة، ومن الواجب علينا أيضاً دعم المرأة في الحفاظ على انسانيتها والحصول على حقوقها مما يستوجب علينا جميعاً تسليط الضوء ومناقشة أهم القضايا وأحد أخطر الانتهاكات التي مازالت تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، والتي تطال نصف الإنسانية من النساء، في كافة أرجاء العالم. ويعتبر العنف ضد المرأة ليس قضية فردية أو محلية؛ لكنه ظاهرة عالمية يقف معه الكثير من المساندين والمدافعين عن حقوق المرأة من مؤسسات مدنية ومنظمات دولية، لحمايتها من العنف الجسدي والنفسي إلى العنف الاقتصادي والجنسي، حيث تعاني ملايين النساء من أشكال متعددة من الانتهاكات التي تؤدي إلى تدمير حياتهن وإعاقة مشاركتهن في التنمية والمجتمع.
هناك خطوات كثيرة وجادة يمكن العمل عليها لحماية المرأة من العنف والتسلط والتحرش والتنمر والكثير من الأمور التي تمر المراة بها في حياتها كضرورة تعزيز التوعية المجتمعية بكافة المجالات ونشر ثقافة ترفض جميع أشكال العنف ضد المرأة عبر حملات توعوية مستمرة تنسف وتغير المفاهيم الخاطئة التي تبرر هذا العنف، من خلال استخدام أدوات الإعلام كشريك أساسي والمؤسسات التعليمية والدينية لضرورة الالتزام بأهمية احترام حقوق المرأة وكرامتها، العمل على تمكين المرأة على كافة المستويات العمل وأهمها تعليمياً واقتصاديًا من خلال توفير فرص العمل المتكافئة وبرامج الدعم الاقتصادي، كما أن تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، وضمان تمثيلها العادل في مراكز صنع القرار، يجعلها تشارك في مسيرة التنمية ودفع عجلة الإنتاج والتقدم وتطور الأفراد في المجتمعات، كما أنها تمثل النصف الأكبر في شريحة المجتمع،
كما يجب وضع وتنفيذ تشريعات فعّالة ومراجعة القوانين الوطنية لضمان حماية المرأة من جميع أشكال العنف في كثير من الدول التي لا زالت لا تعرف كيف تحمي المرأة مما تتعرض له، بما في ذلك العنف الأسري والتحرش والاتجار بالبشر، كما أن فرض العقوبات الصارمة على مرتكبي العنف، وضمان تنفيذ هذه العقوبات دون تساهل أو تمييز، وهناك نقطة مهمة أحب أن نوه عليها وهو ضرورة الاهتمام ودعم النساء الناجيات من العنف من خلال توفير مراكز حماية ودعم للنساء اللواتي تعرضن للعنف، تشمل الاحتواء والدعم النفسي، والاستشارات القانونية وتعزيز برامج إعادة التأهيل للمساعدة في إدماج الناجيات في المجتمع، ضرورة تغيير الصورة النمطية السلبية للمرأة إلى صورة حيوية جديدة بدور تأثير قيادي مجتمعي، التأكيد على التزام دور المؤسسات الدولية والمجتمعات المحلية والقضاء على العنف ضد المرأة يتطلب تعاونًا دوليًا ومحليًا. فمن الضروري أن تتحمل الحكومات مسؤوليتها في تطبيق التشريعات الدولية.
رسالتي إلى العالم تعامل مع المرأة أنها الحياة، رمز السلام، مفتاح السعادة، قوة النجاح، وغيرها الكثير مما يؤهلها لقيادة العالم نحو قوة التأثير الإيجابي الذي نتطلع اليه وننتظره ونسعى لتحقيقه معها بشكل تكاملي .