رئيس كوريا الجنوبية يعتذر عن «سلوك زوجته»

◙ وكالات:

انتقادات واسعة طالت زوجة رئيس كوريا الجنوبية، أجبرته على الاعتذار، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبيته، بحسب وكالة “يونهاب”.

وللمرة الثانية على التوالي خلال الشهر الجاري، تظهر وكالة غالوب كوريا لاستطلاعات الرأي تراجع شعبية رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، حيث بلغت 17% منذ توليه المنصب في مايو عام 2022.

 وأجري استبيان وكالة غالوب كوريا لاستطلاعات الرأي على 1,002 شخص بالغ في الفترة من 5 إلى 7 نوفمبر، وفق ما نقلته وكالة أنباء كوريا الجنوبية (يونهاب).

وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن التقييم الإيجابي لأداء يون تراجع بمقدار نقطتين مئويتين عن الأسبوع السابق إلى 17%، في حين وصل تقييمه السلبي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 74% بزيادة نقطتين مئويتين عن الأسبوع السابق.

 وسجلت شعبية يون 19% الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي تقل فيها عن 20% في استطلاعات غالوب.

وتم الاستشهاد بالمزاعم المرتبطة بالسيدة الأولى، كيم كيون-هي، والأوضاع المعيشية للشعب والاقتصاد، والافتقار إلى التواصل كأسباب رئيسية للتقييم السلبي.

 وواجهت السيدة الأولى انتقادات وفق “يونهاب” بسبب مزاعم حول قبولها حقيبة يد فاخرة بشكل غير قانوني، واتهامات بالتورط في مخطط التلاعب بالأسهم، والتدخل في ترشيحات المرشحين للحزب الحاكم قبل الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل.

غالوب ليس وحده، بل أظهر استطلاع حديث للرأي، أجرته وكالة “ريال متر”، أن نسبتي تأييد رئيس كوريا الجنوبية وحزب سلطة الشعب الحاكم انخفضتا إلى مستوى قياسي في استطلاعات الرأي التي أجرتها الوكالة منذ انطلاق إدارة يون.

وتراجعت نسبة التأييد لأداء يون في إدارة شؤون الدولة بنسبة 2.2 نقطة مئوية عن استطلاع الرأي السابق إلى 22.4%، مسجلة أدنى مستوى لها منذ تولي يون منصبه في مايو عام 2022.

لم يواجه يون استطلاعات الرأي فحسب، بل طالبه هان دونغ-هون، زعيم الحزب الحاكم، بالاعتذار عن المزاعم المتعلقة بالسيدة الأولى، كيم كيون-هي، والتعديل الشامل للمسؤولين في المكتب الرئاسي والتعديل الوزاري.

كما حث “هان” السيدة الأولى على الامتناع عن الأنشطة العامة، وكرر دعواته إلى تعيين يون مفتشا خاصا للتحقيق في الفساد المحتمل بين أفراد أسرة الرئيس، وهو ما دفع الرئيس أمس للخروج وتقديم اعتذار للشعب.

وفي خطاب للجمهور داخل مؤتمر صحفي في المكتب الرئاسي بسول، قدم يون اعتذارًا وصفه بالصادق للشعب بسبب إثارة القلق، متعهدًا بإصلاح شؤون الدولة.

وقال يون: “أعتقد أن دور الرئيس ليس تقديم الأعذار”، وأضاف أن “كل ما يحدث فهو بسبب تقصيري”.

ووقف يون وأحنى رأسه وهو يقدم هذا الاعتذار في مستهل الخطاب للجمهور والمؤتمر الصحفي بمناسبة النصف الثاني من ولايته، حيث حدد اتجاه السياسات المستقبلية.

وذكر الرئيس “كنت أعمل دون توقف على مدى العامين والنصف الماضيين”، قائلاً إنه “على الرغم من أنه قد يكون لديّ الكثير من العيوب من منظور الشعب، إلا أن إخلاصي كان دائمًا له”.

وأضاف: “مع ذلك، بغض النظر عن الجهد الذي بذلته، أثارت بعض الأشياء قلق المواطنين”.

وتابع: “المبادرات التي بدأتها من أجل معيشة الشعب ومستقبل كوريا تسببت في إزعاج المواطنين، كما أثارت القضايا المحيطة بالمقربين من حولي مخاوف العامة”.

زوجتي تسببت في قلق

وتحدث يون عن المخاوف بشأن السيدة الأولى، التي واجهت انتقادات بسبب مزاعم حول قبولها حقيبة يد فاخرة وتورطها في مخطط التلاعب بالأسهم والتدخل في الشؤون الحكومية.

وقال: “كان ينبغي لها أن تتصرف بحذر أكبر، وحقيقة أنها تسببت في قلق الشعب أمر خاطئ بلا شك”.

وأفاد بأنه عين سكرتيرًا في وقت سابق للتحضير لإنشاء مكتب مخصص لدعم عمل السيدة الأولى.

وفيما يتعلق بالأنشطة العامة للسيدة الأولى، أكد الرئيس أنها ستمتنع عن مثل هذه الأنشطة ما لم تكن ضرورية للدبلوماسية والمصالح الوطنية.

لكنه عارض مشروع القانون المقترح من قبل الحزب الديمقراطي، المعارض الرئيسي، الذي يقضي بإجراء تحقيق خاص في مزاعم تتعلق بزوجته، ووصفه بأنه غير دستوري وذو دوافع سياسية.

وقال الحزب الديمقراطي إنه سيمرر مشروع القانون في الجلسة العامة للجمعية يوم الخميس المقبل، والذي سيكون مشروع القانون الثالث من نوعه، بعد أن استخدم الرئيس حق النقض ضد مشروع قانون مماثل وتم إلغاؤه في إعادة التصويت الشهر الماضي.

ويوسع مشروع القانون الأخير نطاق التحقيق المقترح للمستشار الخاص ليشمل الادعاءات الأخيرة بأن السيدة الأولى طلبت مساعدة من وسيط سياسي يُدعى ميونغ تيه-كيون، لإجراء استطلاعات الرأي العام لصالح يون قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2022.

وفيما يتعلق باتصالاته السابقة مع “ميونغ”، الشخصية الرئيسية في فضيحة التدخل في الانتخابات، نفى يون أي تورط في التأثير على الانتخابات التكميلية لعام 2022، مشددًا على أنه لا يوجد شيء غير لائق أو يجب إخفاؤه.

وبحسب وكالة “يونهاب”، قال مسؤول رفيع المستوى في المكتب الرئاسي، اليوم الجمعة، إن السيدة الأولى كيم كيون-هي قررت عدم مرافقة الرئيس يون سوك يول في جولته الخارجية المقررة في منتصف الشهر الجاري.

وجاء قرار السيدة الأولى لكوريا الجنوبية بعد تعهد الرئيس الكوري الجنوبي بأنه سيستجيب بتواضع لإرادة الشعب، متعهدًا بتحقيق الإصلاح في إدارة شؤون الدولة. وقال: “أدرك جيدًا ما أفتقر أنا والحكومة إليه، وسنعمل على تصحيح الأمور التي تحتاج إلى تصحيح”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى