“الجمهورية الإيرانية” تقرر عدم الرد وتترك غزة بمفردها
تقرير – يارا المصري
عقب خروج العديد من التقارير التي تفيد بأن لبنان شرع في مفاوضات لوقف إطلاق النار، وأن إيران ليست في عجلة من أمرها للرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، فإن قيادة حماس تشعر بقلق متزايد من أن المحور الشيعي يسحب دعمه لقطاع غزة وسيركز على شؤونه الداخلية. والنتيجة المترتبة على هذا هي أن حماس تظل وحيدة في الحملة ضد إسرائيل، وبدون القوة الشيعية، فمن غير الواضح كيف ستتمكن من وقف العدوان الإسرائيلي خاصة بعدما أصدر الجيش الإيراني بيانا مساء السبت، يتضمن اقتراحا مفاده أن وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان له الأولوية على أي رد انتقامي من طهران على الهجوم الإسرائيلي الأخير. وفي معرض تأكيد البيان على “الحق في الرد”، أشار في الوقت ذاته إلى أن طهران ربما تحاول إيجاد طريقة لتجنب المزيد من التصعيد بعد الهجوم الإسرائيلي. وكانت إسرائيل قد هاجمت أهدافا عسكرية في إيران من خلال ضربات جوية قبل الفجر، ردا على وابل الصواريخ البالستية الذي أطلقته إيران على إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر. وكانت الضربات هي المرة الأولى التي يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي إيران علانية، وقال الجيش الإيراني إن الضربات استهدفت قواعد عسكرية في محافظات إيلام وخوزستان وطهران، من دون الخوض في التفاصيل، وأوضح أن الهجمات تسببت في “أضرار محدودة”. وعقب الضربات الجوية، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنها تحتفظ بالحق في الدفاع عن النفس، و”تعتبر نفسها مخولة وملزمة بالدفاع ضد الأعمال العدوانية الخارجية”. ورفعت إيران حصيلة القتلى جراء الهجوم الإسرائيلي إلى 4، جميعهم من سلاح الدفاع الجوي الإيراني، وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف منشآت تستخدمها إيران لصنع الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل، بالإضافة إلى مواقع صواريخ أرض جو. وفي سياق متصل قال مسؤول أميركي إن “المحادثات بين المبعوثين الأميركيين ومسؤولين إسرائيليين، الخميس الماضي، أثمرت عن نتائج أفضل من المتوقع”. ووصف مسؤول أميركي ثان الاجتماعات بأنها “واقعية وبناءة”، لكنه قال إن الولايات المتحدة لن تتفاوض في العلن. وذكرت “هيئة البث الإسرائيلية” أن واشنطن وضعت مقترحاً لتطبيق هدنة تستمر 60 يوماً، ينسحب فيها “حزب الله” من الحدود الجنوبية للبنان، وتتوقف هجمات الطرفين، مع نشر 10 آلاف من قوات الجيش اللبناني في الجنوب. فيما رفض نجيب بري رئيس مجلس النواب، وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك “تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات”، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان “رهناً بتطورات الميدان”، مبدياً تخوفه من “تحويل لبنان إلى غزة ثانية”.