ملتقى “الخطباء الأول” بالرياض يناقش دور الخطيب في تعزيز الصحة النفسية لدى المجتمع ومهاراته المؤثرة
متابعة – علاء حمدي
انطلقت فعاليات ملتقى “الخطباء الأول” بالرياض بمحاضرتين حول دور الخطيب في تعزيز الصحة النفسية لدى المجتمع ومهاراته المؤثرة تحت تحت رعاية معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ انطلقت صباح اليوم السبت الثلاثين من ربيع الآخر 1446هـ، فعاليات ملتقى “الخطباء الأول”الذي ينظمه معهد الأئمة والخطباء بالتعاون مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض وذلك في قاعة المقصورة بمشاركة عدد من العلماء والمختصين في تطوير مهارات الخطباء، وسط حضور أكثر من “200” خطيبًا.
وافتتح الملتقى بمحاضرة تحت عنوان “دور الخطيب في تعزيز الصحة النفسية لدى المجتمع” قدمها استشاري الطب النفسي الدكتور رياض بن عبدالله النملة، بين من خلالها أهمية منبر الجمعة لدى المجتمع و أنه المنبر الوحيد الإلزامي الذي يقام بشكل أسبوعي وله دور هام في نشر أي رسالة في نفوس المصلين، وبالإمكان الاستفادة من هذا المنبر لنشر رسالة الصحة النفسية وتعزيز الوعي بها في المجتمع، وذلك لما يتمتع به من تأثير واسع النطاق يصل إلى مختلف الفئات العمرية والاجتماعية. وبين “رياض النملة” أن الخطيب يساهم بشكل كبير في غرس القيم الدينية التي تدعم الصحة النفسية من خلال الاستفادة من التعاليم الدينية التي تعزز السكينة والطمأنينة، كالذكر والدعاء والتوكل على الله، مما يسهم في تهدئة النفس وتعزيز الراحة النفسية. وأضاف “النملة” أنه يمكن للخطيب من خلال منبر الجمعة تقديم توجيهات تشجع الناس على الاعتناء بأنفسهم، وكسر الأفكار السلبية المرتبطة بالأمراض النفسية، مما يساعد الأفراد على تقبل فكرة أن التحديات النفسية جزء طبيعي من حياة الإنسان.
عقب ذلك ألقى المستشار في مركز تنمية القدرات البشرية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الاستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز المحجم المحاضرة الثانية تحت عنوان “مهارات الخطيب المؤثر” بين من خلالها أن مهارة الخطيب تعتمد على طريقة الإلقاء وانتقاء الكلمات وتحسين نبرة الصوت ولغة الجسد، لافتاً إلى أن الخطيب يكون مؤثر من خلال اختياره المحتوى وإعداده وإعداد طريقة الإلقاء واستخدام نبرة صوت متغيرة وكلام مدروس يجعل الخطبة أكثر حيوية ويزيد من انتباه المصلين.
وبين “المحجم” أنه لكي يكون الخطيب فعال ومؤثر يجب عليه أن يركز على تعزيز المصداقية ورفع الثقة في المعرفة والثقافة والرغبة في التأثير والتدرب على الإلقاء والتحكم في لغة الجسد والتدرب على مهارات الصوت، ومن جهة المحتوى يجب عليه بناء محتوى واضح وبسيط وتنظيمه على أساس علمي ومنطقي مناسب للمصلين، وكذلك يحرص على الجمهور المستقبل والمستوى المعرفي لديهم والخلفية الثقافية والاحتياجات والاهتمامات والقيم والمعتقدات.
وألقى مدير وحدة التوعية الفكرية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور علي بن يحيى حدادي المحاضرة الثالثة تحت عنوان “6 خطوات لإعداد الخطبة” بين من خلالها أنه يجب على الخطيب العناية بخطبة الجمعة وهذا المنبر الذي يعد من أهم مصادر العلم التي لها أثر كبير في المجتمع، ويجب على الخطيب تعليم الناس أمور دينهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأضاف حدادي أن يجب اختيار الموضوع المناسب وأن يكون مناسب لاحتياجات المجتمع المعاصرة والبعد عن الموضوعات التي لاتضيف للناس أي قيمة وتثير النزاعات بين المسلمين، ويجب تنظيم الخطبة من خلال اختصارها وبدايتها بتحية المصلين والتمهيد للموضوع والترتيب في طرحة بتسلسل منطقي مع الاستدلال بالقرآن والسنة، والدعاء في الخطبة يجب أن يكون للمسلمين وولاة الأمور وأن يحفظ بلاد المسلمين ووحدتهم، كما يجب على الخطيب قبل إلقاء الخطبة ومراجعتها والتأكد من تسلسلها وترابط كلماتها وصحة أدلتها والتدرب على إلقاءها.
الجدير بالذكر أن الملتقى يواصل جلساته لنهاية اليوم السبت بمحاضرات ولقاءات علمية تأتي للعمل على تطوير مهارات منسوبي المساجد للقيام بواجبهم تجاه خدمة بيوت الله ومرتاديها في إطار الخطة المعتمدة للتدريب والتطوير التي اطلقها معهد الأئمة والخطباء لهذا العام 1446هـ .