عام من الحرب، سكان القدس يريدون العودة إلى حياتهم الطبيعية

 
يارا المصري
منذ يوم بداية هذا الأسبوع، وتحديدًا يوم الأثنين الماضي، أحيى سكان قطاع غزة ذكرى مرور عام على الحرب المستمرة في القطاع، وبينما تدور الحرب هناك، يمكن الشعور بتأثيرها بوضوح في جميع المدن الفلسطينية، وخاصة القدس، حيث كانت المشاعر التي شعر بها سكان مدينة القدس الشرقية خلال العام الماضي صعبة.
وكان أبرز ما يميز هذا العام هو التواجد المكثف للشرطة في جميع الأحياء والعمليات العسكرية التي لا يمكن السيطرة عليها، وكان تأثير آخر محسوسًا في القدس الشرقية من قبل تجار السوق في الأحياء المختلفة.
وفي ذلك الإطار أخبرنا أحد التجار في البلدة القديمة كيف شعر خلال العام الماضي، حيث أحس جميع التجار هنا بانخفاض حاد في التجارة وحركة البيع والشراء، حيث لم يعد عدد السياح يأتون إلى هنا، خوفًا من حدوث شيء لهم، وهذا يؤثر على معيشتنا المباشرة.
وأضاف: آمل أن يتحسن الوضع وأن يشعر الناس بالأمان عند مجيئهم إلى هنا، ومن ثم يمكننا الاستمرار في كسب عيش كريم.
وفي هذا السياق، يقول رئيس التجمع السياحي المقدسي رائد سعادة إن القدس تدفع ثمنا كبيرا يؤثر على وضعها الاقتصادي في أي وضع سياسي متغير في غزة أو لبنان، أو الأردن، مشيرا إلى أن المعاناة تضاعفت بعد الحرب على قطاع غزة.
وأوضح سعادة من القدس” أن المقدسيين يواجهون 3 تحديات هي المسجد الأقصى والإسكان وبقاء المؤسسات في المدينة، كاشفا أن عدد الفنادق بالمدينة قد تقلص من 40 فندقا في عام 2000 إلى 24 فقط وأغلقت البقية.
وأضاف أن 30% من دكاكين البلدة أغلقت بشكل تام، وتضاءل أكثر من 70% من حجم النشاط الثقافي، في حين تواجه المؤسسة التعليمية والطبية الفلسطينية تحديا مع ضعف الزخم الذي يحيى الحالة الثقافية وكذلك الاقتصادية، وزاد ذلك عندما وصلنا إلى حرب غزة الحالية، التي قال إنها خلقت خسائر مباشرة، وقد تؤدي إلى غلق مؤسسات سياحية أو تجارية أو ثقافية.
وحذر من خطر تهميش المدينة المقدسة عبر هروب من عدد السكان وتقليص المؤسسات، مؤكدا أن الجهود منصبة على منع القدس أن تكون حارة ضمن القدس الكبرى بالحفاظ على هويتها ومقدساتها والاستثمار فيها، في ظل ضعف الحالة الاقتصادية لكافة المؤسسات والهيئات بالقدس.
وأكد أن الوضع الاقتصادي في القدس صعب، مستدلا بنسبة الإشغال في القطاع السياحي التي كانت تصل إلى 75% لكنها تراجعت اليوم إلى 20%، إضافة إلى وجود منشآت سياحية مغلقة، مقدرا حجم الخسائر بهذا القطاع بـ750 مليون دولار من دون احتساب الخدمات الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى