معاناة عائلات الأسرى الفلسطينية في السجون
يارا المصري
على الرغم من الإفراج مؤخراً عن العديد من الأسرى الذين كانوا يعيشون بمدينة القدس الشرقية، إلا أن هناك العديد من العائلات التي لا يزال أفرادها في السجون.
وفي مقابلة مع بعض أفراد عائلات السجناء، تحدثوا عن الصعوبات الكبيرة التي يضطرون إلى مواجهتها، وبحسب والدة أحد السجناء: “يعرف الكثيرون أن ابني في السجن، ومنذ أن تم اعتقاله وأصبحت حياتي صعبة علي وعلى أطفالي الآخرين وأنا مضطرة أن أعيش حياتنا كالمعتاد، لكن هذا الوضع بات لا يطاق”.
وتحدثت الأم عن كيفية اضطرارها إلى التعامل ليس فقط مع فقدان ابنها، بل وأيضًا مع المراقبة المكثفة التي تقوم بها الشرطة لعائلتها، وتلقي التحذيرات باستمرار، والتعامل مع المشكلات المالية الناجمة عن النفقات التي تضطر الأسرة لدفعها للمحامي.
وقالت السيدة “أنتظر انتهاء هذه الفترة الصعبة بفارغ الصبر حتى يتم إطلاق سراح ابني، ليتمكن من مساعدتنا على تحمل الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه حاليًا وتتخلص من مشقة الزيارات للسجون.
حيث تعيش عائلات الأسرى الفلسطينيين معاناة مستمرة في رحلتها لزيارة أبنائها في السجون الاسرائيلية، تبدأ رحلة المعاناة في الصباح الباكر، وتمر بخطوات متتالية منها الطريق الطويل وإجراءات التفتيش والانتظار ساعات طويلة من أجل اقتناص مجرد دقائق معدودة مع السجين.
أما في السجن، فتنتظر الأهالي لقاءات غير مكتملة مع أحبتهم، بلا عناق ومن خلف حواجز زجاجية، فإحدى هؤلاء سماج حمدان، التي استعدت للقاء خطيبها السجين المقدسي محمود الجنيدي، فغيابه منذ نحو 9 سنوات هو الظلام الدامس، وليس موعد الانطلاق للقاء ينير قلوب من أثقلهم حمل الغياب.
تقول إن ليلة الزيارة تكون مميزة بالنسبة لها ولكل أهالي السجناء، فهم ينتظرون حلولها قبل شهر من موعدها، حيث انطلقت الحافلة من القدس إلى سجن النقب محملة بمن ينتظرون شروق شمس الحرية، وتخفق قلوبهم الصابرة للقاء غير مكتمل، يتم بلا عناق من خلف لوح زجاجي وعبر سماعة هاتف مشوشة.
بوصول الحافلة، أصبحت المسافة الكبيرة بين السجناء وذويهم صفرًا. تكدست ساحة الانتظار بالمشتاقين، وبعد انتظار لساعات ومعاناة في إدخال ملابس السجناء واحتياجاتهم وتفتيش دقيق، تمت الزيارة ومدتها 45 دقيقة.
غلبت على رحلة الإياب في الحافلة الدموع والحزن في نهاية رحلة العذاب، وأُجلت الكلمات التي لم يستطع ذوو السجناء قولها من خلف اللوح الزجاجي إلى الشهر المقبل.
ويلفت رئيس لجنة أهالي السجناء والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، إلى أن السلطات الاسرائيلية تقوم بتنفيذ مجموعة من الإجراءات القانونية بحق السجناء كالمعتاد، ويقول إن تلك السلطات تعمل في يوم الزيارة لمزيد من الإجراءات التأمينية، وتحديدًا في وضع السجناء في أماكن بعيدة عن أماكن سكنهم لأسباب أمنية، وذلك إما في أقصى شمال فلسطين أو في أقصى جنوبها في صحراء النقب بالقرب من الحدود المصرية.