تنتابُنِى حالة فرِيدة كى أُوثِقُكَ المحبة يا رسُولى فى يقِين، وسُؤالُ حالى بى يقول كيف الدخولُ إلى رحابِ المُصطفى؟
للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
تنتابُنِى حالة فرِيدة كى أُوثِقُكَ المحبة يا رسُولى فى يقِين، وسُؤالُ حالى بى يقول كيف الدخولُ إلى رحابِ المُصطفى؟… أغرقتُنِى بِكُلِ حيرة تُفتدى، كى أُشاطِرُكَ الحدِيث إلى الأمم، إقتِناعاً لِنهجِ سيرتُكَ التقِية للأبد، فِى إنصِياعٍ بِى يحُوم
فكتبتُ لكَ تِلك القصِيدة يا رسُولِى بِكُلِ معنى يُقتدر، مُتزوِدة بِجُلِ عِطرُكَ كالوِشاحِ بِى يلُوذ… فقرأتُ سيرتُكَ العفِيفة، ودنونتُ منك كمثلِ طفلة تائهة، تُلهِمُنِى رمزاً فِى الخيالِ مِن حِكم
وطفقتُ أكتُب، أىُ دربٌ يلتقِينِى فِى رِحابِ المُصطفَى؟، يومَ شرُفت الدُنِيا بِمجِيئِه كمِثلِ عِيدٍ عِندُنا… أتيتُكَ بِمحبتِى عِندَ بابُك لِأصطفِيكَ، دينُ حقٍ حملتُه لِلعالمِينَ، فِى خِيارٍ مِن عِندِ مولى عظِيم
تمتلِكُ قلبِى يا مُحمد مع الشِعُوبِ والأُمم بِكُلِ رحمة مُوقرة، كجُزءِ مِنك فِى بِرُوزٍ يُرتوى… جِئتَ إلينا مِنْ السماءِ نافِذاً بِكُلِ عُمقٍ يُختزل، خيرُ من يمشى على قدم، مُلقباً بِأمينِ عصرُكَ يا رحِيم
وُضعتُك على الصدرِ شارَة، أسِيرُ فِيها وأهتدِى، أقبُس بنُورِك فى رِداءٍ كالعبِير، فحكمتَ عدلاً ذُو شرف لا يميل… مُتوغِلة تفاصِيلُ مِنك تُثيرُ رهبة، لِكُلِ ما قد كُتِبَ عنك بِكُلِ صوبٍ كالوِسام يستقِيم
أتصفح لِأجلُكَ يا نبِينَا بعضَ النِصُوصِ أوِ التراجُم والسير، لدينُ حقٍ به نُدين، وأميلُ شكراً وإحتراماً لُحُسنِ منكَ به نسير… أضعُ الكثيرَ مِنْ الكُتُب فِى كل بُقعة من رحابِ المُصطفى، تحكِى عنكَ على الرِفُوفِ والورق، كحُسنِ سِيرة عن نبِىٍ فِى زخم
وأضأتُ شمعة تتقِد عِندَ الكِتابة فِى لهِيبٍ يُحتضر، تُهدِيكَ حُباً كالإِنارة لا يُحِيدُ ويُلتزم، أأعودُ ظمآى ومثلِ غيرِى يُرتوى؟… وشُغِلتُ أعتكِفُ الصراحة، وكُلِى حِيرة عن بِداية أو نِهاية لكُلِ سيرة فى رحابُك، أُحاكِى عنكَ فِى قسّم
وبدأتُ يومَ سافرتُ المدِينة فِى الطِفُولة، حيثُ قبرُك يا نبِينا يُنادِى فِينا لِلزِيارة فى جلل، ولسانُ حالى يشتدُ طاعة ويُبتهج… بكيتُ عِندُك رُغمّ عُمرِى فِى إرتِماءٍ وغفى، كان ظنِى وقتُها كأى طِفلة تُلتهى، أن تُبادِرُنِى السلام أو ترُد فى حسّم
لوحّتُ لك فِى رِحابُك بِكُلِ راحة تستطِيبُ فتُلتهم، وهُناكَ حاجِز يقفُ إنتِصافاً بينى وبينُك فِى المُنتصف… فوجدتُ عائِق، كمِثلِ حائِط أو زُجاج يعُوقُ لمسُكَ فِى إعتِناءٍ يُختصم، حاولتُ لمسُكَ بكلِ طيبٍ يُلتئم
ضممتُ قبرُك فى اللِقاءِ فِى فِضُول يُنشغل، أهمِسُكَ جُملاً بِغيرِ صوتٍ لا يبُوح ويُرتجى… أُحدِثُكَ خِيفةَ بِهِمُومِ شتى كانت صغِيرة تشتدُ حِيرة بِغيرِ صوتٍ فى التفوهِ أوِ الكلام يُنطقُ، أسألُكَ فِهماً فِى إكتِتامٍ يُنتعم
وبعد أعوامٍ طوِيلة مِنْ لِقائُك يا رسُولِى بعد أيامِ الطِفُولة، شاخَ الزمانُ فِى إهتِرامٍ يُأتسى.. قدِ إنهزمتُ فِى شِحُوبٍ، وإنطفأ وهجِى فِى إحتِجابٍ يُحتسى، فعِشتُ فجعاً لِفُراقِ والِد أو أحبة فِى إختِتامٍ يُنفصم
خُضتُ المعارِك بينَ الرِبُوع فِى إِباءٍ كى أثُور، تتطاير شِرُورٌ تُحِيقُ بِى بين الضِلُوعِ فِى إشتِدادٍ يُنفرد… أعِيشُ حُبُك فى تحدٍ بى يمُوج، أنظُر لسيرُك فى إقتدارٍ يُغتمر، وبينَ الجوانِب شئٌ عجِيبٌ به أدُور فى إنشِغالٍ يُحترم
وعشتُ عُمرى كمِثلُ أيامِ الطِفُولة أهيمُ بِك وأفتدى، أُهدِيكَ سِراً قد فاضَ بِى كعادتِى على إنفِرادٍ يُحتشى… أنكمِشُ راحة لِنُطقِ إسمُك فِى إلتِقاءٍ يُحتمى، أسكُنُكَ همساً على الشفاهِ كالنغّم.
أنتفِضُ دوماً لِأى نقدٍ كُتِبَ فِيكَ عن سُوءِ جهّل، أتصور بهاك على الدوامِ فِى كُلِ طرحٍ أو قلم… فعزّمتُ أمرِى مُتوكِلة ألا أُقاوِمُ حُبِى فِيكَ لِلنِهاية دِفاعَ عنك يِشتعل، تُرافِقُنِى فِيكَ سجِيتِى عِند الكِتابة، مُترنِحة بينَ خوفٍ وحُلّمٍ يُغتنم
أُهدِى البشر قصِيدة جدِيدة فِيها قصصُ مِنك، تُلهِم ضميرِى بِكُلِ حُبٍ يُعترك، يلوذُ بِك بكلِ شوقٍ يُفتدى… أقُولُ فِيها، كُلُ ما مرّ يمُر، ليسَ لِلدُنيا مفر، ونبيُنَا باقٍ فِينا لِلأمد، نأخُذُ مِنه فِى نهّم
تلقيتُ فِيكَ تهانِى عِدة مِنْ كُلِ صوبٍ يُنشرِح، تنبهتُ فجأة أن أستفِيقَ لِأخُطُ لك بعضَ أمرٍ فى وثق… فخطُوتُ خُطوة ثُم أُخرى كى أنُول، قررتُ فِيها أُزِيحُ السِتارَ فِى إستِنارة عن غشاوة أو أى غيّم يُزدحم
فكتبتُ لكَ تِلك القصِيدة إبتِهاجاً بِمولِدُك، أقصُص حِكاية تلُو أُخرَى كى أُشهِدُك بُحُسنِ عطرُك فى الأنامِ والبشر… أضعُكَ سِراً فِى الجوارِح بِكُلِ ضعفٍ يفصحُ، أُفسِر غِمُوضاً فِى أى حرفٍ قد كُتِب، أُبقيِكَ فِينا نِعمة تدُومُ فِى سخّم
زادَ إقتِناعِى تمهُلاً لِكى أُزِيلُ عنكَ أى سُوءِ فهم بلا قصد، أشرح فى سيرُك بُكلِ رهبة تشتعلُ بى، وأمحُو الرّكم… ودعوتُ ربِى فِى الصلاةِ أنّ يُثبِتُى بِرِضاه لِأُقتدر، وبعضُ ناسٍ بيننا لا يفهمُونَ سيرتُك، سُنسألُ عنهُم فِى أثّم
أزُودُ عنكَ فِى بساطة تُحاكِى فِيكَ ما خفِيت حِينَ أديتَ الأمانة بِكُلِ فخرٍ فى الأُمم، أُظهِر حديثاً نسبُوه لك إلى العلن… حزّمتُ أمرِى يا حبيب لِأُسافِر إليك، حلُمتُ بِك وأنا أطِيرُ فِى رِحابُك ألتحِمُ بِك، فأُغتنِم
لجأتُ إلى ربِ العِبادِ أشتدُ حاجة كى أتلُو سيرتُك البهِية بِوهجِ حُبٍ فِى وقر، أشعر سُروراً لا يُدارى ويُتقد… ظننتُنِى أشتعِلُ وهجاً لا إختِباءً فِى معانٍ مُتدفِقة، مُسترسِلة بِغيرِ قيدٍ لِلكِتابة أوِ إيقافٍ وكتّم
أتأملُك يا بُنُ سادة مِنْ قُريش بِكُلِ هدىٍ يُرتشد، مُترجِية دعمُ الإلهِ بِكُلِ حرفٍ يُرتسم… مُتوسِمة أن يمنحُنِى الله الفصاحة فِى براعة تُقتصد، لِأزُودُ عنكَ فِى الضمائِرِ والذِمم
صبّرتُ نفسِى فِى عِناية أطلُب شفاعة تفِرُ منكَ كى تصل، تُنادى فيك بِكُلِ لهفٍ يشتعل… وأنا أحُومُ حولَ سيرتُك بِكُلِ فحصٍ أو وثق، أسألُ الله الإجابة كى أُؤديكَ الأمانة، وأنا أُحدِقُ فِى كُلِ رُكنٍ كاليتِيمِ ليُحتكم
أُلهِب عزيمِة فِى فُولاذٍ لا يلِين، يشتدُ قبضِى على الهِلالِ فيستكِين، كى أُشاطرُك المحبة فى إنسجامٍ ووله… تصدُحُ الأُمة عِقُوداً ترتجِيك يا بنُ عبدِ المُطّلِب، بِكُلِ عظمة فِى صلاتُك تُلتهِم
نُصلِى خجلاً فِى ذِنُوبٍ تُغطِى عِطرُكَ بِالنِفُور، تملأُ الدربَ بِثُور، ونرجُو عفُوك فى شفاعة تنغمِر… نطمع نزُورُك عِندَ قبرُك، نرجُوكَ تشفعُ فِى العِبادِ بلا ذنُوب، تنُوبُ بِبنا عِندَ الإلهِ رُغمّ الخطايا تجثُمُ
نشتعِلُ بِك كمِثلِ حطبٍ يُضئُ حُسناً فِى عُلاك كى ننُور، نُبقِيه فِينا فِى إرتِجاءٍ ساعة الآذان كمِثلِ نُور… نُفصِحُ عن حُسنِ سِيرة فِى النِبُوةِ والرسُولة، لِخيرِ حامِل لِلأمانة، نبىُ رحمة نقِفُ إنحِناءاً لِلأمامِ لِننتعِم
تعلمنَا مِنكَ كُلَ سِيرة تلُوحُ مِنك فى نِعُومة، تكتُبُكَ نِعمة لِلعِباد بعد ضعفٍ قد يطُولُ لُلذنُوبِ والآثام… عايشنا فِيكَ صِعابُ جمّة بِغيرِ ذنبٍ تستحِقُه يا نبينا، فجاءَ صفحُك يعلُو مقامُك كمثلِ حُلُمٍ بلا كلم
نجتمِعُ بِك فِى الصلاةِ، نستحضِر خِصالُك فِى خِشُوعٍ يزدانُ بِك فتُحتضر، نطلُب رضاك حين نكُونُ على سفر… نطرُق بِإسمُك أبوابَ السماء لِرفعِ داء أو خطب، نُلقب صِغاراً بِأسماءِ لك، لِتشفع إلينا ما ألمّ فى جسم
لا شئ باتَ اليومُ يشغِلُنا عنك ولا السفر، نستحضِر يومَ هلّتُ الدُنيا بِنُورِك فإنتشت… تحملتَ فِينا ما لا يُطاق فِى جلّد، لكن صبرتَ بكلِ رحمة تُندفع، مُتأمِلِينَ غارُكَ فِى حِراءٍ مع الصدِيقِ يُشهِدُكَ الكرم
نخافُ ننسَى أىُ شئ فِيه جُزءُ مِنك فتُغتمم، ونعلم يقِيناً أنّا فِيكَ بِكُلِ خيرٍ حتى اللقاءِ المُرتقب… وكما علِمنا والكُل يعلم فى يقينٍ ووثق، أنتَ الشفِيعُ فِينَا لِلإلهِ إلى الأبد، وأنّا إليكَ نُحتكم
حملّتُ نفسِى أمانةً بينَ العِبادِ بكُلِ رحمة تُتسع، بِأن أظلُ أنطُق بِإسمُكَ فِى القصائِدِ حتى الأجّل… وسألتُ ربِى فِى خِشُوعٍ يلهجنُى ذِكرُكَ فِى فصاحة تشتدُ عُوداً للنهاية فِى هضّم
فكرتُ فِيكَ وكُلِى عزم، وثّقتُ بعضَ القِصصِ عنك أو خِطاباً فِى الصِحابة يُنيرُ درب… أراكَ جبراً فِى الخواطِرِ ساعِياً فِى كُلِ أرض، ننصُرك قول، رُغمّ الفُؤادِ مُتصدِعاً فِى لطّم
فملأتُ يومِى أرتجِيكَ يا خيرَ زائِر لِلبشر، ودمعُ عينِى فِى إستِباقٍ بغيرِ وقفٍ يُنتهى، وثقتُ فيكَ كلُ حُب فِى جزّم… قد وجدتُ فى حدِيثُك يا مُحمد عِبرة كانت لِلأنام، وتِلكَ قِصة تحمِل مواعِظ فِى الكّلم
وجلستُ وحدِى مُتأمِلة بعضَ السِيّر، أُحكِيها عنكَ لِلعِبادِ تفرُداً، تُلهب خيالى بكلِ حِسٍ يصلُ بى إلى السما… أُجادِل فِيكَ بِغيرِ جهل بِكلِ زادٍ مع الأمانةِ والقسّم، أرفعُكَ سهماً فِى البِقاع بِكُلِ قِيمة تُنتظَم
وحينَ كُلِفتُ الأمانة لِلكِتابة عن سيرة مُحمد، كُنتُ أمتلِكُ المحبة فِى الضِلُوعِ بِغيرِ فِهمٍ يُستدل فيُنتهى… إسمُ الجلالة فى بديعِ إسمُكَ يُلمعُ، من فيضِ كرمُكَ يا كريم فتغمرُ، أطيرُ حُباً فِى غزارة للمشاعر لوحى منك، تزدادُ دِفئاً فى هضّم
أشتدُ راحة فِى الكِتابة عن نبِينَا فِى إستِراحة عن ضجِيجٍ أو بشر، أبعُد قليلاً عن أى زحم… ورُغمّ وجعٍ يشتدُ بِى، قدِ أهتُدِيتُ لِلكِتابة عن مُحمد فِى فصاحة، آلت إلىّ موهِبة مِنْ الإلهِ بِه يجُود، أهداها ربِى كالنِعّم، أدعُو يدُوم
فملأتُ يومِى مِنْ حدِيثِ أغلى البشر، كى أفُوز بِحُبِه فِى وِئامٍ إلى القيامةِ لا يُختصّم… وطفقتُ أحتصِدُ المحبة فِى عِيُونُك يا نبّينَا مُتذكِرة تفاصِيلُ هِجرتُكَ المُبينة، إنتِشاراً لِدينِ حق، يعلُو مُقامِه السلم
ووددتُ صِدقاً أن أُوفيكَ حقُك مِنْ ألمِ قومُكَ فِى قُريش يُحارِبُونك بِغيرِ عقلٍ يُنفهم، لو صدقُوكَ لطارُوا فرحاً يُغتمر… لكن رمُوك بِما ليسَ فِيك بِسُوءِ خُلق، فِى تكبُر لا يليق بحُسنِ سيرتُك النقية، فى إختِيارٍ لِلصّنم
توقفتُ حُزنُاً فِى إضطِرارُكَ لِفُراقِ دارُك مِنْ مكة إلى المدِينة فِى إرتِحالُك لِنصرِ دينُك تُلتئم…. أتلوى غضباً ثُمّ حِكمة لِتركِ وطنُك لِلطُغاة مِنْ قُريش أهل سادة فِى غِرُورٍ لا يُدامُ ويُغتمم
شُغِلتَ هماً يا نبينا بِأحزانٍ فاضت عليكَ فى وهن، مُتمسِكاً بِكُلِ حرف جاء مِن عِند الإلهِ فى ثباتٍ ووثق… قد بِعتَ دُنيا لِأجلِ دِين وتبلِيغُ حق، مُتوكِلاً فِى ثبات، مُتمهِلاً رُغمّ السِمُوم
والبدرُ هلّ فِى المدِينة لِمقدمُك، فخرجت شوارِعُها تمُوجُ وتنتفِض، والكُلُ يشدُو وأنا أُصيحُ لمولدُك… خرجُوا جميعاً يُناصِرُونُك، قد كنتُ منهم، رُغمّ أنى لم أشهد مولدُك، وأهلُ يثرب يصدحُونَ بِقولِ حقٍ يُنتعم
قد جعلَ ربُكَ يا نبِينَا فِى أهلِ المدِينة طاعة ورحمة فِى إنتِصارٍ لِلأمانة وإجتِيازٍ لِلهِمُومِ يُنهضم… يحمِلُونكَ شخصاً عزِيزاً فى القلوبِ يزدان حُباً فى وهج، فِى إحتِماءٍ من عدُو بِغيرِ دِينٍ أو شِيّم
نصّرُوكَ رحمةَ فِى المدِينة مُتدفقينا، قد هلّوا فُوجاً يشُعُ بدراً فِى طُلُوعِك كمِثلِ بدرٍ يُكتمل… والكُلُ يهتُفُ بِالشِهادة مع الدِفُوف فِى إعتِزامٍ لِحفظِ دينُك يُشتفع، وضعوكَ رمزاً لكُلِ قومٍ يُحترم
أفشيتَ سِلماً فِى المدِينة حتى الممات، رفعوا مقامُك لأعلى رُكنٍ فوق السحاب، فدُفِنتُ فِيها نصراً لدينُك فِى إكتِمالٍ يغمرُ… نعتمِرُ فِى قلبِ المدِينة، مُتوسِدينَ بهو قبرُك فى وهن، نشتدُ قبضة عِندَ بابُك بكُلِ شقٍ يُرتجى، نُشهِدُك حُباً يا نبينا فى عظم
تُجاوِر صِحابُكَ فِى البقيعِ والمدِينة بِغيرِ إبتِعادٍ ولو يسير، خاضُوا المعارِكَ لِحِفظِ دينُك فِى حماسِ يُتقد… قد علمُونا فِى ثبات معانِ عِدة فِى إزدِيادٍ يُضطرد، مُترفِعِينَ عن دُنيا تبتلينا شراً وإنقِساماً يُؤتلم
إختارُوا ربُك فِى إرادة بِالمدِينة، أعطُوكَ حقُك، رُغمّ قومُك فِى قُريش، عبدُوا ضلالاً مُؤفِكِينَا… قد أرادُوا الفتكَ بِك فِى أهلِ مكة لِوقفِ دينُك بِكُلِ صلّف وغشّم، لكن ربُكَ قد ترصد لكلِ ظالم فى خصم
فرُوا إختِباءاً لِشِراءِ دُنيا تلتهيهُم بِسُوءِ فهم، أساءوا دفعاً فِى الحِسابِ يُبتلى، والجهلُ فيهم يا مُحمد بلا فهم… ورغُم ظلمُك، حين عاودتَ المجِئَ إلى ديارُك فِى قُريش، لم تُعادِى من آذُوكَ بِأى سُوء، مُترفِقاً بِكُلِ لجّم
تُغرِق دِمُوعُك لِأهلِ منك، أرادُوا الفتكَ بِك، عبدُوا الضلال فى شِرك، ظنُوا الإله صنماً ووثناً بِغيرِ نُطقٍ يُستفد… مُتعبِدِينَ حجراً فِى جِمُودٍ لا يُراق ويُغتفى، فِى إستِهانة لِوأدِ دينُك فِى هجّم
أُجهِدتُ نفسُكَ بينَ أهلٍ يرجُونَ قهراً لِلِعبِ ميسِر أو شُربِ خمرٍ تُلتهى، لا خير فيهم حتى الحسابِ يُدفعَ… تاهت عِقُولٌ بِغيرِ وعىٍ يُستضل ويُنمحى، لا تُبالِى بِدِينِ حقٍ فِيه الخلاص مِنْ أىّ ذمٍ يُلتجم
كفكفتُ دمعُك لِخُذلانِ قومُك، مُتآمِرين فِى حماقة لِوقفِ دينُك، فى تحدٍ كى تُدافع عن دينِ ربُك فى خشوع لتنشُره… أبكِى لِحالُك يا نبينا لِنُكرانِ قومُك فضلُ فيك يُرتسم، أشتدُ حُزناً لوطن يُحّمِلُكَ همّاً كاللئِيم
تعلمتُ مِنك بِأنّ ألتزِمَ كلَ خطبٍ فى صبر، أغفِر وأصفِح عن كُلِ حاقِد بِغيرِ عقلٍ به يحس… فلو أرادَ ربُك أن يهتدِيهُم لكانُوا مِنك، وكُتِبَ عنهم فى السير، لكنهُم لا خير فيهم يُرتجى، حادُوا عنك فِى نقّم
وبكيتُ عنك فِى هِرُوبِك فِى عتمِ ليل فِى المِرُوجِ والحُفر، بِغيرِ تودِيعِ الأحِبة مِن أهلُكَ فِى قُريش لسُوءِ نية مُبيتة… مُتلفِتاً لِنصرِ دينُك بعد تبلِيغِ الإله بِمكيدةٍ تُحاقُ بِك مِنْ أهلِ قومُك مُتوعِدينُك بِشلالِ دم وجشّم
وحِينَ إرتحلتَ يا خيرَ خلقِ الله لِلمدِينة بِصُحبتُك أبا بكر صُحابِىٌ جلِيل، كان بِمثابة رفِيقُ يصدُقُكَ قول بِكُلِ شأن… يشُمُ ريحُك طُول طريقُك، يعتصِرُ قهراً لِإضِطهادُك فِى عصّم
كانَ الصديقُ أبِى بكر مِن معنى صِفةٍ تزدانُ مِنك فِى وهج، يمضِى معك، يترُك دِيارِه مُكرماً فِى صُحبتُك حتى المدِينة فى وفاءٍ يُقتدر… يسكُن معُك غارُ الحِراءِ والجِبال، يُشارِكُكَ حُلمُكَ فِى رنِيمٍ يُلتزم
أنظُر لِمكة بِغيرُك يا مُحمد باكِية، والقسوة فيهم تُعتصر، مُتيقنة لِشقائُهم عن سُوءِ قصدٍ يُحتضر… وغضبُ الإله يُحِيقُ فِيهُم بِغيرِ حصدٍ للأبد، مُتوهِمِينَ أن قتلُك هو الثمن لِوأدِ دينُك فِى المشِيمِ والهِمم
لا يُرِيدُونَ نعِيماً فِى وطن يحوِى كلِمة حق مِنك بِغيرِ إتِقاءٍ فى نقم، والعرش يزهُو فى رحابُك حتى سِدرةِ المُنتهى… فأخذتُكَ قُدوتِى يا رسُولِى يا بنُ عبدِ الله لِيومِ دِينِى دِفاعُ عنك فِى كُلِ رُكن يُنتّعم
وشرعتُ أنقُل عنك ما فهِمت بِغيرِ نقصٍ يُنفهم، أُفسِر حدِيثُك أو أى سُوءٍ لِظنِ فيكَ يُرتمى… مازالَ مِنا قومٌ يجهلُونُك فِى غِمُوضٍ يُلتفت، وعِند فِهمُك ينشغِفُوا بِك، ويُوقِرُونك فِى تيجيل وعظم
أُصارِحُكَ قولاً بِكُلِ رحبٍ، كُتِبت لِوصفُك أصنافُ كُتبٍ بِكُلِ الُلغات لِمنْ يعرِفُونك بِكُلِ وعىٍ وفخر… قد قرأُوا سيّرُك فِى ميلادُك حتى وافتكَ المنِية فى المدينة، فكتبُوا عنكَ مُتّيمِين كقدوة فيهم، يقتبسُوا منها لتُحتكم
قد كُتِب عن يومِ عودتُكَ مكة فِى ديارُك، يومَ عفوت عمن آذُوكَ كمُقتدر، نحتفلُ فيه كيومِ عِيدٍ لِلبشر…تصدُح طِيُوراً تبكِى السماءَ مُعانِقة لريحِ طيبُك فى الأمم، تمسح دِمُوعُكَ والكدّم
قد قِيلَ فِيكَ بينَ قومٍ مُلحِدِينَ عرِفُوا عنك، فتدفقُوا لِنصرِ دينُك بِكُلِ أزّرٍ يُرتجف، قد كتبُوا عنك ترجمات وكُتب… يُقابِلُنِى شخص لم تصله أشياءَ مِنكَ يا نبِينا بِغيرِ قصد، فأُرشِدُه لِمن كتبَ عنك ليقرؤنُك كالنسيم
تتدفق لدينُك أفواجٌ كثيرة ليومُنا فى حمائم تُزددن، مُخلِصينَ لِلأمانة فِى حُسنِ قولُك تُرتجى، مُجاهِرِينَ بِكُلِ قسمٍ يُهتدى.. وصُنُوفُ أُخرى تمُوجُ قوماً يجهلُونُك فِى ملامة، مُهلِلينَ عِند سماعِ حق، فينقشِعُ نُور من بعدِ ظُلم
تُلهِمُ سيرتُكَ العفِيفة كُلَ العِباد فِى المشارِق والمغارِب حتى النِيام، فملأت هذا الكونُ نُور… حاولتُ أجِدُ لكَ شبِيهاً أو صفة لتُقتسم، والأرضُ تمتلِئُ أصنافَ الرِجال، ولكِنُكَ مُتفرِدٌ بكلِ قيمة تُلتهم
فكتبتُ لك أبياتَ شِعرٍ كى تبقى خالدة، غرزتُ قلمى وأنا أصيحُ وأستعد، يساورُنى هماً كى أملأ الدُنيا بك فى أمل… أتمنَى أن تعيشُ فِينا مدى الحياةِ إلى الأبد، أُفضفِضُكَ قولاً فِى إرتِياح، لِأُبلِغُك أمرِى يا حبيبِى يا بنُ عبدُ الله وكُلِى صمِيم
فضلتُكَ مُتربِعاً عرشَ قلبِى لا أحد يُزاحِمُنِى مكانُك أيامَ عُمرِى الفائِتة رُغم المآسى والمِحن، يا ملء روحى إلى النهاية كالرُوى… إنى أسألُ من بِيدِه المصِير أن يهتدينِى دوماً إليك فِى دعّم
وعِند الضياعِ أتُوه فِيكَ لِأقرأ أحاديثَ مِنك فِيها إقتِداء لِحُسنِ رمز، أمضِى أماماً لا أُبالِى بِأى شخص سوى كلامُك بكلِ يُسر… أدنُو هزيلة لا أرى أحداً سواك، أتُوبُ دوماً عن أى ذنبٍ أو لغّم
أُقدِر صِمُودُك يا أغلى البشر، فأنت منحة مِنْ الإله فى وهج، وأنت نورٌ للعباد وشعاع حقٍ يُحتمى… نصرتَ دِينُك فِى إجتِهاد رُغمّ الآلآمِ والحِرُوب فِى نزّف، فنفذتَ عُمقِى مُتوسِداً مثل المشيمِ فى الرحم
أُصارِحُك أمرِى، لدىّ رغبة فِى البُكاء لِألتقِيكَ تقبعُ فِى السماء، لألمسُك، كل القصائد لا تُوفى حقُك فى القليل… أتوسم حِضُورِك فِى كُلِ ليلة فِى المنام، لتشُقَ صمتِى مُداعِباً، وأظلُ أضحك كى أنام
أمتدِحُ أمرُك فِى مولِدُك، علىّ أُقاوِم ضعفَ زمنى فى الكتابة عنك يوم جئت لدُنيتك، وأبكى حيناً حين إنتابتُك الكوارث مع فقدِ أُمٍ والمحن… وأظلُ أسأل كيف إحتملتَ ما لا يُطيق بشر، أنصُت لِعِبرٍ فِى حياتُك فى عِبارة تُرتسم
وظللتُ أكتُب كلامَ فيك علىّ أوثق مولدُك، يشتدُ هزى لخشية منى فى موعدى، وكُلى حيرة بماذا أبدأ فى الكلام لرحمتُك… فأعذُر دموُعى لِضعفِ منى وسُوءُ ظنٍ يُقتصد، لكى أعُودُ فِى ميلادُك بأحلى قصيدة فيها منك تُبتهج، حاولتُ أختصِر أمُورَ عِدة فِى كُل صُورة من خيالى تُجتسّم
أُتوقف لبُرهة ثُمّ أُعاود فى الكتابة بِكُلِ حِيرة لإيفاءِ حقٍ مُلتزم، سهرتُ الليالِى أنهل معارِف وعِلُوم أُخرى لدنو الإحتفالِ بين الأنامِ بمولدُك… تعثرتُ حٍيناً لِأُلِمَ شطراً مِن حياتُك، يشتعِلُ فِينا بِإتِزانٍ فِى مُقامُك يحتشم
ولم أُبارِح مِقعدِى مُتزوِدة بِعِطرِ رِيحُك يا مُحمد يا رسُولِى فِى تهجُد وإرتِواءٍ يتقِد، وتوالت الصور المُضيئة فى حياتُك كسِهامِ نورٍ فى رحب… ولم أشأ أن أُقاوِم لحظة مِنك فى حديثُك، فحينَ وقفتُ أمام قبرُك، نزلت دموعى طوال وقتِى كالحِمم
ورُغم أنِى كتبتُ لك نذراً يسيراً فِى خيالِى لِحُسنِ عبقُك وطُولِ صبرُك فِى إحتِمالٍ يُعتظم… يقُولُونَ لِى، أحسنتِ قولاً فِى إرتِياحٍ يُغتفر، إلا أنِى هوِيتُ أسقُط فِى إعتِصار وأسى، لِغيرِ إقتِناعِى بِوفائِى حقُك بين الأُمم
قد حُمتُ حول رحابُك فى المصطفى، أُشاطِرُكَ نُورُك فِى خِلُودٍ للأمد، أرمى السلام ثُمّ أدنُو بالفُتاتِ برغُمِ منى وأنثنى… قفزَ لِتوِى إسمُ بِلالٍ مُؤذِنُك، ترتجِيهِ دوماً لِلنِداءِ على الصلاةِ فينفعِل، أتصورُه شطرِى يؤمُنى وينتظم
ووقفتُ وقتاً فى إستيعابِ أنى بحضرتُك، أُهتف بإسمُك يا مُصطفى يا بنُ العرب يا رحمة جاءت للأنامِ فى إشتياقٍ وظمأ… تختلجُ صدرى الذكريات وكُلى خجل، لِعجزِى عن سردِ أمرُك وقدرٍ يسيرٍ يحتوِيكَ فى صمم
أُوافِقُكَ رأيُك فِى كُلِ أمرُك، مُصطفَى مِنْ ربِ العِباد ليومِ حقٍ مُنتظر، تحتلُ عقلِى فِى صِمُودُك للأبد… فلا أِفيقُ إلا على صوتِ الآذان وصوت بِلال مُؤذنُك، يعلُو ويخفُق بالنداء، يشتدُ قلبى فى إهتِجاء وندم
بُشّرِنا بِك مِن ربِ عِزة أصطفاكَ وخيرّك، تُرسل رسالة إلى بنُوكَ والعوام من البشر، نُؤازِرُكَ شطراً مِنْ محبة من فيضِ سيلٍ تنهمِر… نسترخِى فِيكَ بِكُلِ راحة، مُوقِداً شيئاً دفِيناً يلُوذُ فِيكَ كالرنِيمِ بِلا سقم
نطلُب زيارتُك فِى كُلِ حِين، نرحل حثيثاً إلى رِبُوعُك فِى المدِينة لِنُسلِم عليك وننهمِر، نُنادِى فِيكَ بِكُلِ لهفٍ ودنو… فيعُلو صوتٍ وراء صوتٍ بدونِ قصدٍ يُفتعل، نرجُوك عفواً للضجِيجِ بلا إنتِباهٍ فى شفق، ولما نرحل عن دِيارك فى المدينة، نتمزق كثيراً فِى جهّم
نعتكِفُ صمتاً عِندَ دارِك فِى المدِينة وكُنا شغف، وُصِفتْ بِنُورِك فِى قِدُومِك، تسطُع شُعاعاً لكُلِ أمة فى مقامُك بالوفا… يغلُبنا شوقٌ حتى البُكاءِ عِندَ قبرُك، لا نبغَى نبرُح من مكانُك فى همم
وفِى كُلِ عامٍ، يُؤمِن بِدينُك فِى كُلِ بُقعة فوجاً جدِيداً مُسّلِمِينَ، كانُوا يوماً فِيكَ عابِرِينَ، وطيبِ سيرك جعلتَ قُبلة للعالمينَ… نزدادُ ثِقةً لِعِبُورِ فوجاً فى كل ليلة مُسّلمينَ، والحقُ أشهد أنت الحبيبُ فينا، طهرت نفساً من الركام لتلتئم
نُناجِيكَ سِراً يا نبِينَا، بكل حُبٍ نفذَ فِينا يحتوينا، نُريدُ قربُك بغيرِ منطِق أتعقُل بات فينا، مُتوثِبِينَ لِلزودِ عنكَ فى العالمينَ… مُتجمِعِينَ لِكُلِ صدّ لِلنيّلِ مِنك مُخلصينَ، فلقد أزلتَ كل غشوة على القلُوبِ تُراكمت
حبّبتَ فِينا قُرآننا، مُجوِدِينَ بِمِلءِ روحٍ تسرِى العِروُقِ وتُزيلُ غُمة تنقشع، نشعُر بِغصة لِتطاوُلٍ كان عليكَ فِى أىّ قُطر… تسمع حشُوداً دفاعَ عنك مُؤمنينَ، فمن رمُوك بِغيرِ فِهم كانوا قزّم
نعِيشُ عصراً يا مُحمد مِنْ عِقُودٍ يشتدُ ظمأً فِى إلتماسٍ للنيلِ منك، نعتصرُ حزناً لكلِ رجم بسوءِ قصد، نحتشدُ جمع لِدِفاعِ عنك… يُحيطُونَ أهلُكَ فِى كل قُطر بِكُلِ شر، نخطُبُكَ وِد لِلزودِ عنك بكل صدق ورحم
نشتدُ عُوداً فِى بُقاعٍ كانت بعيدة لِلزودِ عنك، نصدُقُكَ قول، نُدافِع بِقُوة عن حدِيثُك فِى كُلِ رُكن إيمانَ بِك… وقعنا بِحُبِك يوم هاجرت وفِى المِيلادِ ويوم إرتحلت، لا شئ بات يقطعُنا عنك مُنذُ القِدم
نُسلِم عليكَ فِى أى وقت بِغيرِ خوف، وعِندَ العِبادة نُصلِى خِشُوعاً بِكُلِ وِد، نهفُو لإسمُكَ، نزدادُ فخر لِما صنعت لِنشرِ حق… تُفشى السلام بيننا، فإخترنا أن ننهض جِوارُك، نستمِعُ لك بِغيرِ ضيّم
ينقُصُنا شخصٌ يا نبِينَا فِى عصرُنا كمثلِ منك، يزودُ عنا فِى وفاء ويُحتذى، بِغيرِ حاجة لأى دُنيا أو غنم… نُرِيدُه شبهُك فِى حماسُك ليعيشُ فِينا للأمد، ويحتوينِا فِى الجزع، ويقولُ حقاً بلا أى خوفٍ أو ندم
نشكُر كثيراً ربَ العِبادِ بِما مّنّ فِينا مِن رسُولٍ جاء فِينا لا يُهابُ، نالَ أملُه بالكفاح، فأقام عدلاً نُباهى به بين الأُمم… أقلمتُ نفسِى ألا أُجادِل فِى أُمُورٍ تبدُو بعيدة، كمِثلِ قِصصُك تُلهِمُنِى قُدوة فى الخيال، فأعِيشُ فِيها الإلتِحام وأرتطم
ينفصلُ جسدى عن عروقى فى إتكاء وجزع، أصحُو صباحى على غيرِ عادة أطلُب رضاك فى نورِ صُبح يُبتدى… أُشرِق بِضوئُك عِندَ الصلاةِ عليك فى خشع، أطلُب لِمنْ يذهب دِيارُك قدراً يسِيراً مِنْ ماءِ زمزم على أرضِ المدِينة، يُذكِرُنِى بِك دُونَ فصم
أتطيب بِعِطرُكَ مِثلَ السِواك يشِعُ حِكمة فى إلتماع يُختمر، تُشرِق علينا بغيرِ قطع، تربُطُنا فِيكَ بِغيرِ فر فى نهم… ندعُو الإله فِى الصلاة، يُدِيمُك علينا نعمة عظيمة، يُمكِثُكَ فينا فى سلم
تربُطُنُا أُمماً فِى كُلِ حدب بِدِينِ سِلم، كمِثلِ جِسر يربُط جسُوراً على ضِفتيك، نملُك عِبُوراً لِقولِ حق… نسمع حثيثاً لسيرِ وحى، يُرسل رسالة من الإله أو آية فيكَ تُهتدى، خُلقت لبيتُكَ فى النبُوة، نرحل إليه ونُحترم
تركتَ فينا أقوال حق، تملأ فراغاً فى حديثٍ من رحابُكَ يُزددن، وتركت إرثاً للحديث تمُوجُ فِيك سُنناً وزخراً تُزدحم… نخضع لِحُكمِك فِى عفاف، نرتدُ صوبُك للسماء، نذهب جوارُك عند قبرُك فى المدينة، ندعوك شطر لرفعِ ظُلم
تُبقِينِى جنبُك فِى الجِوارِ يا رسُولِى هو مطلبِى، أحمِلُه لك فِى القصِيدة، أكتُبُها لك وعينى دمع… أُنهيها لك بِغيرِ نهى، لِأنِى بِدُونِك أعيشُ ضعف، وبُعدِى عنكَ يرتبكُ شوط، ثقت حُبى فيكَ بكُل فخر، فطفقت أكتُب كل أمر بالقلم
هذا النبىٌ الهاشمى المصطفى، نحترمُ سُننه فى كُلِ أمر، هو النعيمُ لقلبنا، ننضوى تحتُه بِنُورِ قلب… وأختُمك جُملة أُشهِدُ عليها كُل قارئ فِى كُلِ درب، أنطُق شِهادة تليقُ بك يا بن الكرام، وألتجم
أُصارحُكَ حُلم، حلُمتُ مِن سِنين بِك، ألمُس ببابُك فى وضوء، أبكى زهاءً فى خشُوع عِند أعتابِ قبرُك فِى المدِينة، حلُمتُ يوماً ألا أعود للوطن… وأنِى أكتفيتُكَ فِى إصطِفاء فى السُنن، أحفظ حديثُك لِتفسِيرِ دينُك فِى كُلِ أُمة فى عظم
أُريدُك شفِيعِى يا رسُولِى، فكتبتُ لك تلك القصِيدة بِكُلِ حرفٍ تمُوجُ فِيها وتزدهن، ألقى رجائى علّك تُجيبُ وتستمع… أحسستُ ناراً تشتعِلُ تحتِى للدُعاءِ وتتقد، لا حيلة لى فى طلبِ قربُك يا محمد، يهتزُ بِى فِى عرينِى كالأسد، تُعطِينِى قُوة لِكُلِ معنَى ينتظِم
وعلى غيرِ عادة، أُشهِدُكَ قولِى فِى القصِيدة بِأنِى بكيتُ سيلاً مُنهمر، تنسابُ حرفاً وراءَ حرف، تترابط فِصُولاً فِى مِيلادُك أو حياتُك، تُلهِمُنِى بِك لتُلتمس… ألمُس مقامُك مُتعبدة فى وهن، أرمى السلام على كل إسمٍ قد بات لك، ولا طاقة لى لكى أعودُ، فأنهزم
فخططتُ لك تلك القصيدة، أُصارِحُكَ شأن، نحنُ نُحِبُك يا نبِينَا رُغم ضعفٍ ألّمّ فينا فِى الدِيارِ والأمم… مُتعثِرِينَ فِى الخُطى كمثل طفلٍ تاه فينا، لكن نُحبُك فى شهادة ترتدُ فينا وتُستجب، فأنت من أهلِ الكرم
يُحركُنا ذكرُ الأحاديث عنك، فلِتشفع لِربُك يُمهِلُنا قدر، يُعطينا توبة تُقبل إلينا للقاء، يُعيدُ إلتِئامَ شملُنا فِى كُلِ صوب… يُؤتِينا قُوة بِكُلِ حق، نملُك شجاعة لِنشرِ دِينُك فى كرامة بِكُلِ عدل، نهرع إليكَ يوم نُبعث بِدُونِ نقّم
نحلُم جمِيعاً بِغيرِ حِيلة تمتلِئُ فِينا، ألا نُصبح غافِلِينَ، نطمع رضاك مُعظمينَ، نحفظ عهُودك بكل رُشد مُتقينَ… فلقد حُلمُنا رُغمّ الصِعاب، نتقِد جُذوة للزودِ عنك، فنُحِيلُ ظُلماً لقولِ حق، نُنيرُ أُمماً فِى كُلِ صوب، ونحمى دينُك من كل عدو يُختصم
ولقد كتبتُ عنكَ يا مُحمد وكُلِى حُزن ممزُوج فِى فرح، لِأُذكِرُ الأصداءَ بِك وكُلى خوف، أنشُر تفاصِيلَ عنك فى كُلِ وقت… أُحىّ ما قد إندثر فينا، لأخُطّ فيك قصص سيرة تمتدُ جِيلاً وراءَ جِيل بِغيرِ نهى، لِتُعِيدُ فِينا فِصُولَ مجد بكلِ فهم
نبكى كثيراً يا نبينا، أرادُوا يوماً أن ينالُوا مِن النِبِوة والرِسالة على غيرِ حق، فإغتصبُوا أرض وأضاعُوا شمل… أخذُوا مِنا الحِقُوق عُنوة كى يُضعِفُونا بكُلِ بطش، أبادُوا مِنا مئات ألف، وذّلوا فينا بكُلِ سقم
والآن نُدرِكُكَ تفاصيلُ ما قد ألمّ فينا، فأطلُب كرامة لأبناءِ قومُك لكى تُباهى فينا، وأدعُو إلينا نعودُ لمثلِ سيرتُك الحميدة بكلِ صبر… نُريدُ المحبة لا الخِصامِ ولا الأسى، نطُلب شموخاً بيننا، تُرشِدُنا رِيحاً تهُبُ فِينا، تُناصِرُنا قول بِغيرِ ضيم
نُرِيدُ فخرُكَ يوم القِيامةِ فِى شفاعة لا تُبارِح مضجعك، وآياتُ ربُك من السماءِ تنيرُ درب محبتُك، فأشفع إلينا بأى حرف… تطلُبُنَا رحمة مِنْ الإِلهِ أن نعُودَ لِسيرتُك، نشتعلُ جذوة لنيلِ حقٍ مُغتصب، تُعطينا قُوة وحِكم
نُبقِيكَ رمزاً فِى الكرامة والمُحال، نهجع إليهِ كُلَ حِين حتى الممات، نظفُرُكَ جِيلاً بعد جِيل فِى إتِقاد، نُنادِى فِيكَ ربُنا لنيلِ حق… نعودُ فيك بلا إنقِياد لِمنْ خانُوك فى هزّم، نمنحُكَ مدحاً فى خُطاك يُقتفى، نحمل رسالتُك الشريفة حتى اللقاءِ فِى نهم
فنُعِيدُ أرضاً يا نبِينا، نقشعُ ظلاماً بمن أِعتدُوا على الدِيارِ والوطن، إغتنمُوا أرضاً فى فلسطين الحبيبة كالغنِيمة بِغيرِ حق… مُتشفِعِينَ أن تُعيد ما سُلِبَ فِينا، نرجع لدينُك مُتوارِثِينَ ما قد زعّمُوا فينا أن نسِينا مِنْ قلبِ سِيرتُكَ المجِيدة لنُحترم
تِلكَ الشفاعة يا نبّينَا ما نُرِيدُ مِنكَ، تُلهِمُنَا صبراً يا مُحمد بلا أى خوف، تِلكَ كلِماتُ القصِيدة، لِنشرِ ما قد غُفِلَ فِينا بِغيرِ عُذرٍ أو لجّم… وأردتُ أكتُب ثُمّ أكتُب علىّ أُذكر ما بدر منا من سوءِ فهم، أنشر أمانة فِى كُلِ سيرُك والنِبُوة لِمنْ يعرِفُونك أو لا يفهمُونُك، لتعود فينا بكُل عظم
فلأُشهِدُك أنِى كتبتُ أبغى رضاك بغيرِ رجعة أو نُكراناً لِأى أمر قد كُتِب، كتبتُ لك لِأُباهِى بِكَ كُلَ الأُمم… يوم جِئتَ الدُنيا نُوراً يا بن عبدُ المُطلِب، ذّكّرتُ بِك العالمِينَ والغافِلِينَ بِسيرتُك، ذكرّتُ بك كُلِ العِصُورِ والعِبادِ والأنام والعوام بِحُسنِ سيرة تُعتظم
وقبل أن أُنهِى القصِيدة بلا إنتِهاء، أحفظُكَ قول، أُشهِدُك فِعل، أُنبِتُكَ ضلع، كتبتُ لك طويلاً بلا أى مّل، كُتِبت لِأجلُكَ يا مُحمد على مهل وكُلى صِدق… فهنِيئاً لِقلبِى كتبَ القصِيدة بِكُلِ الحماسة بى تُتقد، وكُلِ فوزٍ يُرجى فِيها ويُنطلب، أزُودُ فِيها عنِ النِبُوة ودينُ حقٍ يُرتشد، شيّمُه مِنْ صفةِ إسمُك مُتقِد بالسلِم
وعِندَ الخِتامِ يا نبّينا، أُشهِدُك قولِى بِكُل صِدقٍ فِى القصِيدة، تعتصِرُ شهد، وأعلم يقِيناً أنِى عبدة مُلِئت ذِنُوباً كانت ثقِيلة، إلا أنِى بِكِتابتِى تِلك القصِيدة قد إقتربتُ مِنْ شفاعة أرتجِيها مِن نبِينَا… إيمانِى بِك بِلا نِهاية فِى إصطِفاءٍ لِلنِبِوة والرِسالة بكُلِ خشع، وكُلِ كلِمة طيبة تعلمناها مِنك لا نُجتزِأ بِكُلِ حزّم