أوان الصفقة..الوقت المثالي لحماس 

 
يارا المصري
عقب تحرير رهينة اسرائيلية لدى حماس، واستخراج عدد من جثث الرهائن الأخرى عقب الضغط العسكري الاسرائيلي، تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها على طاولة المفاوضات كلاعب شرس أصعب بكثير مما توقعه قائد المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وتصر على مبادئها بينما يواصل جيش الاحتلال تحديد موقع الرهائن وإنقاذهم الواحد تلو الآخر.
ويشير تحليل الوضع الراهن إلى أن الصفقة الحالية في مصلحة حماس أكثر من مصلحة إسرائيل من أجل إنقاذ شعبها من الهلاك وكذلك لتبقى محاولة يائسة للخروج من الحرب بمكاسب قليلة تحاول التسويق من خلالها. وفي ظل استمرار الحرب في قطاع غزة لأكثر من إحدى عشر شهرًا، عاد الحديث عن إمكانية عقد صفقة تبادل أسرى جديدة بين تل أبيب وفصائل المقاومة الفلسطينية، رغم أن دبلوماسيين استبعدوا أن يتم الأمر قبل “أسابيع عدة”، بينما رأت حركة المقاومة الفلسطينية حماس في ذلك فرصة هامة هدفها تهدئة الشعب الغاضب في غزة وكذلك الرأي العام الإسرائيلي.
كما نقلت وسائل إعلام عالمية عن مصدر رسمي قوله، إن الحكومة الإسرائيلية مستعدة للاستماع إلى مقترحات الوسطاء بشأن صفقة تبادل جديدة مع حركة حماس. وذكرت صحف عربية عن قيادي في حماس قوله، إن الظروف قد “نضجت” من أجل بدء النظر في احتمال إتمام صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين، وبلورة توافقات على شروطها من جانب إسرائيل والحركات المسلحة في غزة. كما قال مصدر اسرائيلي، إن رئيس الموساد تلقى توجيهات بالبدء في الاستماع لما تقوله الأطراف الوسيطة في هذا الشأن، بما في ذلك دولة قطر، دون أن تطرح إسرائيل أي منحى من جانبها، ووفق التقديرات التي أوردتها التقارير، فإنه لا يمكن الحديث عن إتمام الصفقة خلال الأسبوع المقبل، لكنه قد يشهد إعادة فتح مسار الحوار.
وأشارت التقارير إلى مخاوف لدى حماس من فقدان الاتصال بين قيادة الحركة والقيادات الميدانية، وتأثير ذلك الاتفاق ومن ثم الوصول إلى المحتجزين الإسرائيليين. وأكدت التقارير كذلك على إن إسرائيل منفتحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حزب الله اللبناني، شريطة أن يتضمن الاتفاق منطقة آمنة على الحدود وضمانات مناسبة. وأضافت “إذا سمح حزب الله بعملية اتفاق، فمن الواضح أنها يجب أن تتضمن وضعا تكون فيه مسافة آمنة من السياج الاسرائيلي بالنسبة للقوات، التي يمكن أن تطلق النار على الأراضي الإسرائيلية، أو القوات التي قد تنفّذ عملا داخل إسرائيل.
إذا كان ذلك ممكنا مع الضمانات المناسبة، فيمكن التحدث عن ذلك بين اسرائيل وحزب الله. كما رجّحت مصادر على أن استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار مرتبط بقدرة إسرائيل على تحقيق “إنجاز عسكري” وهو ما تم بالفعل، من خلال إعلانها عن قتل أو اعتقال بعض من قادة حركة حماس وكذلك حزب الله البارزين وايضا تحرير بعض الرهائن من قلب غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى