نصيحة أخوية إنسانية ونظرة اجتماعية

 

 

بقلم  د  : شيرين العدوي
 

كل بيت له ظروفه أعلم هذا جيدا، لكن لمن يفكر في الزواج الثاني وهنا أقصد الزواج على زوجة مستقرة آمنة ، وأعلم أنه حلال وشرع لكنه مر وعلقم على كل الأطراف مخاطرة غير محسوبة الخطوات وخصوصا أن الطرف الذي يظلم في هذه العلاقة الزوجة الثانية لقول الله تعالى ولن تعدلوا، وربما ينظر إليها المجتمع على أنها هي التي هدمت البيت الآمن والحقيقة أنها ربما لم يكن على بالها أو حتى منتبهة إلا عندما وضعت في هذا الموقف الصعب من قبل من تقدم لها . وهي خطوة سهلة الاتخاذ لمن يملك القرار والقوامة ؛لكنها من وجهة نظري الاستسهال وليس الحل .

والنصيحة لا تترك زوجك وأولادك فهم قرة عينك. صحيح بعد ذلك سيتزوجون وستصبح في الحياة في مواجهة شريك الحياة الذي كرهت منه تصرفات كانت السبب في هذا التفكير؛ لكن هناك علاقات لا يمكن الاستغناء عنها أو إيلامها علاقات العيش والملح والعشرة وهي أقوى من كل شئ وهى كنز لا نفهمه إلا عندما يضيع . و الأولاد رباط مقدس بينك وبين شريك الحياة يجعلونك مقيدا بخيوط من حرير وهي أقوى أنواع الخيوط لأنك مسؤول وراع ومن لهم غيرك؟! أنتَ أو أنتِ السند والظهر والحماية وكل راع مسؤول عن رعيته. إنه اختبار قوي من اختبارات الله وإلا كيف ستختبر وكيف ستدخل الجنة ؟! والمثل يقول أهلك لتهلك.. وأنا أقول أهلك ثم أهلك ثم أهلك لا تغضب أهلك مهما كان الثمن ؛ فالعزوة أكبر من العيش في الوحدة والآلام وهم العصبة والعصبية عصبية ابن خلدون .

الأسرة والتماسك الإنساني الجميل نعمة من الله سبحانه وتعالى . ونصيحة أخوية محبة : اجلس مع الشريك صارحه بكل صغيرة وكبيرة و بما يؤلمك وتصافوا وأغلقوا الكتاب القديم بل بيعوه أو احرقوه. وابدأوا صفحة ناصعة يحاول فيها كل طرف تقبل عيوب الطرف الآخر بمنتهى الحب والإنسانية. فالشراكة هي أن أتقبل عيوبك لا أن أبحث عن حسناتك .. فحسناتك أكيد سأحبها لأنها حسنات ، أما العيوب فهي مواجهة كبرى إبحار ضد التيار كما يقول نزار قباني وفي ذلك جهاد النفس ولذة التعب التي تثاب عليها . إذا لم يستجب الشريك للتغيير يمكنك خلق عالم يجعلكما في منطقة آمنة في التعامل مع الحياة من أجل الأولاد . ربنا يسعد الجميع ويوفق الجميع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى