فرصة من ذهب للمصريين .. 133 ألف وظيفة شاغرة في  ألمانيا

كشفت دراسة حديثة أن عدد الوظائف الشاغرة في قطاع المهن الصحية والاجتماعية، والتي تعذر العثور على عمالة مؤهلة لها بين العاطلين عن العمل في ألمانيا، بلغ العام الماضي في المتوسط 133 ألف وظيفة.

 

وأظهرت الدراسة، التي أجراها مركز الكفاءة لتأمين العمال المهرة التابع لمعهد الاقتصاد الألماني (آي دابليو)، أن نصيب هذه القطاعات من الفجوة في العمالة الماهرة في إجمالي القطاعات الاقتصادية يبلغ حوالي الربع.

 

ووفقا لمُعد الدراسة والخبير في سوق العمل، يوريك تيدمان، فقد تراجع النقص قليلا في الآونة الأخيرة، لكن الوضع لا يزال “متوترا للغاية” ويمكن أن يتفاقم بشكل كبير في السنوات القليلة المقبلة.

 

وبحسب الدراسة، فإن العجز الأكبر يوجد في القطاع التربوي، حيث عانى هذا القطاع العام الماضي من نقص في العمالة الماهرة يقدر في المتوسط بحوالي 21 ألف عامل، ما يعني غياب لحوالي 300 ألف فرصة رعاية لأطفال.

 

وأشارت الدراسة إلى أن هناك مشكلة بنيوية في المهن الصحية والاجتماعية تجعل الوضع أكثر تعقيدا، حيث إن أكثر من 80% من الموظفين من الإناث، وأكثر من نصفهم يعملون بدوام جزئي – وذلك لأن الفجوة في المهارات في هذا القطاع تجبرهم بشكل غير مباشر على القيام بذلك.

 

وقال تيدمان: “غالبا ما تقلل الأمهات العاملات في هذه القطاعات ساعات عملهن لتعويض الفجوات في رعاية أطفالهن”، موضحا أن توفير أماكن لرعاية الأطفال هو أساس ضمان زيادة ساعات عمل الأمهات والآباء.

 

وأشارت الدراسة إلى أن الوضع صعب بالمثل في مجال العمل الاجتماعي والتعليمي والصحة والتمريض ورعاية المسنين. ووفقا لتيدمان، فإن الأشخاص الذين لا يمكنهم العثور على رعاية متخصصة لأقاربهم بسبب نقص العمال المهرة يضطرون إلى تقليص مشاركتهم في سوق العمل لتولي رعاية هؤلاء الأقرباء. ونظرا لشيخوخة السكان، فمن المتوقع أيضا زيادة الطلب على قطاع التمريض ورعاية المسنين. ويفترض مكتب الإحصاء الاتحادي أنه ستكون هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 280 ألف موظف تمريض إضافي بحلول عام 2049.

 

وفي المقابل، يرى الخبراء أيضا تطورات إيجابية. فوفقا للمعهد الاتحادي للتدريب المهني، فإن التدريبات المهنية في تخصص التمريض والتربية تمثل أكبر نسبة في عقود التدريب المبرمة حديثا. ومع ذلك أشارت الدراسة إلى أن الطلب على الموظفين المؤهلين يزيد بسرعة أكبر عن وتيرة توظيف العمال المهرة الجدد.

 

ومن أجل مواجهة النقص في العمال المهرة، أوصت الدراسة بزيادة حوافز التدريب في المهن الصحية والاجتماعية. وقال تيدمان إن مخاطبة الموظفين الذكور بشكل مباشر يمكن أن يساعد أيضا في التغلب على الصور النمطية المتعلقة بهيمنة النساء على هذه المجالات، وإلهام المزيد من الرجال للعمل في مهن صحية أو اجتماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى