بعد أيام قليلة من وفاة الباحثة المصرية في فرنسا ريم حامد، توفيت باحثة مصرية أخرى ضمن مبادرة رواد النيل وسط مخاوف من شبهة جنائية وراءها.

وأثارت حالتا الوفاة المتتاليتان ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ جنح كثيرون إلى نظرية المؤامرة، معتبرين أن ما يحدث استهداف للعقول الناجعة في مصر.

كشفت أسرة فيروز محمد سعيد السبب الحقيقي وراء وفاة الشابة، وحكت شقيقتها فاطمة أن الراحلة كانت متجهة من منزل الزوجية الواقع في منطقة العبور إلى مقر جامعة النيل بمنطقة 6 أكتوبر، وتوفيت في أثناء استقلالها أتوبيس العمل.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن فاطمة نفيها وجود أي شبهة جنائية حول وفاة شقيقتها فيروز، مؤكدة أنها كانت تنعم بحياة زوجية هادئة ولم تشتكِ إطلاقًا من تعرضها لأي ضغوط من أي نوع.

وقالت: “شقيقتي تعرضت لأزمة قلبية أثناء رحلة الأتوبيس بمنطقة مؤسسة الزكاة، وتم نقلها إلى مستشفى نور الهدى، وتم إجراء الكشف الطبي عليها الذي ذكر أن سبب الوفاة (هبوط حاد بالدورة الدموية)”.

وأشارت إلى أن فيروز كانت على خلق وذات علم، لافتة إلى أنها تزوجت في يناير/كانون الثاني الماضي ولم يرزقها الله بأطفال، وطالبت بنشر أبحاث شقيقتها بجامعة النيل، كما طالبت أيضًا بالدعاء لها.

وأكد باسل سمير، ابن عمة فيروز، ما روته شقيقتها، قائلا إنها توفيت إثر تعرضها لهبوط حاد في الدورة الدموية، ولقيت مصرعها داخل أتوبيس العمل في لحظات معدودة.

وأضاف: “فيروز صاحبة الـ26 عامًا، كانت تتحلى بخفة الظل والمرح والفكاهة وكانت متفوقة في دراستها وعملها”، مؤكدًا أنها لم تكن تعاني أي مرض، سوى الإرهاق اليومي المعتاد.

بينما قال الرئيس المباشر لفيروز سعيد في العمل، أحمد صالح، إن الراحلة عملت تحت إدارته مديرة للمشروعات، وتطوير أعمال وعدد من المشروعات، وكان أهمها مشروع الأعيان الزراعية، ومشروع آخر عن التكنولوجيا الرقمية.

وأضاف مدير مركز الابتكار وريادة الأعمال أن فيروز لم تكن باحثة بالجامعة، لكن البرامج التدريبية التي عملت بها بمجال الصناعة وإدارة الأعمال أفادت نحو 10 آلاف متدرب.

وأوضح أنها استقلت أتوبيس الجامعة رفقة أحد الزملاء، الذي بدوره أبلغه بوفاة فيروز، مضيفا: “على الفور انتقلت إلى المستشفى حتى أتممنا الإجراءات كافة ثم الدفن والعزاء”، مؤكدًا أن الوفاة طبيعية إثر تعرضها لهبوط حاد بالدورة الدموية وسكتة قلبية مفاجئة.

وأكد أن زملاءها قرروا تخليد ذكراها عن طريق أعمال خيرية لها علاقة بصورة مباشرة بالعملية التعليمية مثلما كانت تفعل الزميلة الراحلة، لكن حتى هذه اللحظة لم يتم اتخاذ قرار جماعي بطريقة تخليد ذكراها.

وعن تعرضها لضغوط بدائرة العمل، قال إن فيروز كانت تعمل يومًا واحدًا فقط بالأسبوع مراعاة لظروف السكن، وبقية الأيام كانت تعمل عن بعد “أونلاين”، لافتًا إلى أن المركز يوفر بيئة عمل ملائمة وهادئة، ولم تتعرض لأي ضغوطات في العمل من أي نوع.

جامعة النيل تنعى فيروز سعيد

نعت جامعة النيل، فيروز سعيد، في بيان رسمي بصفحتها الرسمية على “فيسبوك”، وقالت: “ينعى مركز الابتكار وريادة الأعمال والتنافسية – مبادرة رواد النيل بجامعة النيل Nile University الزميلة العزيزة فيروز محمد سعيد التي توفيت صباح يوم الأحد”.

وأضاف البيان: “الزميلة فيروز قامت بالإعداد والتوثيق العلمي لمحتوي منصة Agrogate Masr – اجروجيت، مصر بالشراكة مع جامعة الفيوم وأكاديمية البحث العلمي والذي يمثل مكتبة شاملة مقروءة ومسموعة ومصورة لمحتوي متميز للإرشاد الزراعي عن بعد مما جعله من ضمن الفائزين بجائزة منظمة الإسكوا 2023-2022 عن إحدى أفضل المنصات للمحتوى الرقمي العربي”.

وأوضح البيان: “قامت فيروز أيضًا بإدارة برنامج مسارات رقمية للتوظيف بالتعاون بين جامعة النيل ومؤسسة ساويرس للتنمية، والذي قام بتأهيل وتوظيف ما يزيد على الثلاثمائة متدرب ومتدربة في مجالات متميزة ومطلوبة في سوق العمل كبرمجة المواقع الإلكترونية وتصميم واجهات المستخدم، والتسويق الرقمي، والمبيعات، وغيرها”.