الفلسفة والتعليم
بقلم د : خالد جعفر
تعمدت أن أجعل كلمة الفلسفة تسبق كلمة التعليم ، لأن لها فضل السبق وهذا من واقع تجربتي الذاتية .. الفلسفة أم العلوم والمعارف والسبيل الأول لنشأة الحضارات الإنسانية على مر العصور .
وعندما أنظر لمسيرة حياتي الخاصة أجد نفسي أنني كنت فيلسوفا بالفطرة ، وجدتني أفكر في كل شيء وكنت اخجل أحياناً من تساؤلات ترد على خاطري وأنا صبي صغير لم يكن يعرف من مفردات اللغة إلا أن يذكر اسمه ثلاثيا .. واستمرت نزعتي لحب الفلسفة إلى أن تأصلت في نفسي كعلم درسته دراسة أكاديمية في كليتي العريقة – دار العلوم جامعة القاهرة
حصن اللغة العربية والعلوم الإسلامية ومعينها العذب ، والتي عشقتها كما يحب العاشقين أحبتهم ، ومازلت أغرد في حبها عشقا وهياما ، ونهلت من علومها كل المعارف والعلوم اللغوية والإسلامية والإنسانية ، وصححت في نفسي فكرة الإلهام والبحث والتفكير والإبداع .
علمتني الفلسفة كيف أحب عندما أريد أن أكره وكيف أبتسم عندما أتالم .. علمتني الفلسفة أن العقول مواهب والعلوم مكاسب وإن اجتمعا تصل بهما إلى أعلى درجات الإنسانية من العلم والمعرفة .
علمتني الفلسفة أنني أنتمي إلى طائفة المجانين إذا لم أفكر ، لأن الفكر الدائم يمنحني نعمة الصمت والصمت يمنحني التفكير والبحث وهنا تصل إلى قمة درجات العاقلين والمفكرين .
تعلمت من الفلسفة أني مع كل ما عرفته وقرأت فيه مازلت لا أعرف شيئاً . تعلمت من الفلسفة .. أنا أفكر إذن أنا موجود . فهل إذا استغنينا عن الفلسفة هل سيكون لنا وجود ؟!