كشفت دراسة جديدة قام بها مجموعة من العلماء عن مادة بلاستيكية شائعة الاستخدام تدخل في كل المُنتجات تسبب الضعف الجنسي والعقم.
يأتي على رأس هذه المواد علب “الكانز – العصائر – التونة – المياه المعدنية – الاستريتش المستخدم في تغليف المأكولات والأطعمة”، هذه المواد تزيد من فرصة إصابة بالتوحد لدى الذكور، وتدق ناقوس الخطر من أجل الحفاظ على صحة أطفالنا قبل فوات الأوان.
وقالت الدراسة، إنّ أكثر من 90 % من المصريين يستخدمون الزجاجات والأواني البلاستيكية مختلفة الأشكال والألوان والأحجام، بشكل كبير في مختلف استخداماتهم اليومية، سواء الأطفال والشباب والأبناء والأمهات والآباء، وذلك يرجع لأسباب كثيرة أهمها التكلفة الاقتصادية.
ووفق مايوكلينك، إن التعرض لمركب بيسفينول A يؤثر على سلامة الدماغ وغدة البروستاتا عند الأجنة والرضع والأطفال وسلوك الأطفال.
وأوضحت الدراسة أن التي أجريت على نحو 600 رضيع، تتبع فريق الدراسة مراحل نموهم، حيث تبين لهم أن ارتفاع مادة “بيسفينول أ” الكيميائية (BPA) في بول الأم الحامل، تزيد من فرصة احتمالات إصابة الطفل الصغير “الذكر” بأعراض التوحد بحلول السنة الثانية من عمره.
وأشارت الدراسة، إلى أن الأطفال محل البحث كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، بنسبة تصل إلى “6 مرات” بحلول سن 11 عامًا، وذلك مقارنة بأولئك الذين كانت مستويات بيسفينول أ (وهو مادة كيميائية صناعية تُستخدم لتصنيع مواد بلاستيكية وراتينات معينة منذ فترة الخمسينيات) لدى أمهاتهم أقل أثناء فترة الحمل.
وتوصل فريق البحث إلى أن مادة بيسفينول أ، لها علاقة وطيدة في تلك الإصابة، خاصةً وأنها عبارة عن مادة كيميائية، يتم استخدامها صناعيًا من أجل العمل على تقوية البلاستيك ومنع صدأ المعادن، كما ثبت اتهام تلك المادة بارتفاع نسبة مخاطر السمنة والربو والسكري وأمراض القلب، وذلك خلال أكثر من عقدين من الزمن وبعد تزايد استخدام هذه المادة بشكل كبير في المنتجات الصناعية.
مادة الـ BPA مسئولة اضطرابات الهرمونات الجنسية عند البشر
وأشارت الدراسة العلمية إلى أن مادة “BPA الكيميائية تؤثر على الجنس” وذلك يرجع لدورها السلبي والواضح، في تحفيز الاضطرابات الهرمونية والجنسية لدى البشر والأسماك وأنواع أخرى، وكشفت عن وجود تفاعلات كيميائية ساهمت بشكل كبير في حالات التوحد.
وأوضحت الدكتورة آن لويز بونسونبي، عالمة الأوبئة وطبيبة الصحة العامة، أن عمل فريق البحث يعتمد على توضيح إحدى الآليات البيولوجية ودور مادة “بيسفينول أ” BPA، في تعطيل نمو دماغ “الجنين الذكر”، الذي يتحكم فيه الهرمونات بعدة طرق، ومن بينها منع إفراز إنزيم “الأروماتاز” المسئول الرئيسي عن التحكم في الهرمونات العصبية، وهو أيضً الهرمون الهام بشكل خاص في عملية نمو “الجنين الذكر”.
وتشير الدراسة إلى أن عملية تحويل الهرمونات الجنسية الذكرية في الدماغ وتحويل “الأندروجينات العصبية” إلى هرمونات الإستروجينات العصبية، من خلال إنزيم “الأروماتاز”.
وتضيف الدراسة الجديدة، أن مهمة الإتروجينات هي مساعدة جميع الأشخاص، في إدارة وتوفير الكوليسترول في الجسم، وخاصة وأن الدماغ يستخدم نسبة 20% تقريبًا من مخزون الجسم بالكامل، من خلال الجزيئات الدهنية للقيام بوظائفه الحيوية، والحفاظ على مرونة المشابك التي تساعد الخلايا العصبية على التواصل داخل الجهاز العصبي.
ويوضح الدكتور الكيميائي الحيوي واه تشين بون، ضمن الفريق المشارك في الدراسة العلمية الجديدة، أنهم توصلوا إلى أن مادة “بيسفينول أ”، تعمل على قمع إنزيم الأروماتاز وتسبب في حدوث تغيرات تشريحية وعصبية وسلوكية، وهذا هو السر وراء الإصابة بمرض التوحد.
وأضاف “بون” أن هذه النتائج تم التوصل إليها ودعمها بشكل قوي، من خلال التجارب التي تم إجراؤها على الفئران، والتي تم التوصل إليها بصورة واضحة عندما تم “حذف الجين” المسؤول عن انتاج إنزيم “الأروماتاز”، حيث ظهر تكرار سلوكيات الفئران، وهو ما يؤكد وجود تلك السمة المشتركة لمرض (التوحد عند البشر).
وتؤكد البروفيسور بونسونبي، أن نتائج الدراسات أظهرت أنّ التعرض للمواد الكيميائية البلاستيكسة أثناء الحمل، لها علاقة بظهور مرض التوحد لدى النسل، مضيفةً أن هذه المادة هي المسؤولة عن ذلك، خاصة عند الأطفال الذكور، رغم وجود بعض العوامل الوراثية والبيئية الأخرى.
وقالت البروفيسورة بونسونبي في بيان: لقد أظهرت بعض الدراسات بالفعل أن التعرض للمواد الكيميائية البلاستيكية أثناء الحمل يرتبط بالتوحد اللاحق لدى النسل.
وأضافت أنه في حين ينشأ التوحد من مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، يبدو أن التعرض لمادة بيسفينول أ يلعب دورا مساهما، وخاصة عند الأطفال الذكور.