رغبة تجار البلدة القديمة في القدس باستمرار روتين العمل
يارا المصري
عبر الكثير من تجار البلدة القديمة في القدس عن عدم ارتياحهم خلال الفترة الماضية، خاصة خلال الأسبوع الماضي، حيث قال أحد التجار: شعرنا بتوتر أمني في أنحاء الضفة الغربية، مما هدد بالتأثير على الوضع في القدس الشرقية، وبينما نشعر بتواجد أكبر للشرطة أكثر من المعتاد في القدس، تستمر الحياة الطبيعية والأعمال وتتحسن أكثر.
وكما هو معروف، يعاني التجار في شرق المدينة منذ السابع من أكتوبر من وضع اقتصادي صعب، وهم يأملون الآن ألا تؤثر موجة التوتر الحالية سلبًا على معيشتهم مرة أخرى، قال أحد التجار القدامى في السوق: “أتمنى ألا يتسبب كل ما يحدث الآن في الضفة الغربية في خسائر مالية أكبر مما عانينا منه.
كما أضاف: آمل أن نتمكن من الاستمرار في ممارسة حياتنا الطبيعية هنا، فأوضاع الحرب هذه ليست مرتبطة بنا، ونحن سكان القدس الشرقية لا نريد أن يكون لنا أي علاقة بها، فكل ما نريده هو الاستمرار في عيش حياتنا اليومية بكرامة.
واندلعت الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم و أسفرت عن معاناة العائلات الفقيرة والتجار وأصحاب المحلات التجارية في القدس، وتوسعت الدائرة لتشمل عائلات جديدة في ظل تضرر مصدر رزق كثيرين من جهة، وتسريح عدد من المقدسيين من أعمالهم بعد تورطهم في أعمال “التحريض ودعم الإرهاب” من جهة أخرى.
ويقدّر مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بأن نحو 80% من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر، ويقول مدير المركز زياد الحموري إن المدينة المقدسة تعتمد في اقتصادها على القطاعين التجاري والسياحي، وهما من أكثر القطاعات تضررا من بين القطاعات الاقتصادية الأخرى في حالة الاضطرابات الأمنية والحروب.
كما أن كثير من التجار المقدسيين سواء أولئك الذين تقع حوانيتهم في البلدة القديمة، أو في الشوارع التجارية المحيطة بها أصبحوا فقراء؛ بسبب عجزهم عن تصريف بضائعهم، وعن سداد فواتير الكهرباء، ودفع الضرائب المختلفة.
وعمّا إذا كانت الجهود التي تبذلها المؤسسات التي تُعنى بالأسر الفقيرة في القدس كافية، قال الحموري “قطعا لا، لأن معظم هذه المساعدات والجهود تركز على إغاثة العائلات الفقيرة خلال شهر رمضان، وتغفل هذه المؤسسات الحاجات الملحة للعائلات بقية أشهر العام”.
وحول ما إذا كانت الحرب على غزة قد أسهمت في تصنيف مزيد من العائلات لتكون عائلات فقيرة، أكد الحموري أن كثيرا من المقدسيين فُصلوا من أعمالهم بعد بداية الحرب، وذلك بسبب تضامنهم وتورطهم مع ما يحدث في غزة، أو نشرهم على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات عُدّت “تحريضية وداعمة للإرهاب”، وبات هؤلاء بلا معيل.