“دموع الحرية المسروقة” في ظل الإعلام الرقمي وفقدان الخصوصية
بقلم :خديجة الوعل
إعلامية ومذيعة سعودية
حقيقة ثابتة أن الإعلام الرقمي جزء لا يتجزأ من حياتنا. نحن نعتمد على الإنترنت للحصول على المعلومات والتواصل مع الآخرين، ونستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائنا ومشاركة حياتنا اليومية. ومع ذلك، قد يكون هناك ثمن باهظ لهذا التقدم التكنولوجي، وهو (فقدان الخصوصية).
هذا هو الإعلام الرقمي مزيجًا من السحر والمرارة. فهو يوفر لنا وسائل تواصل متقدمة وفرصًا للتعلم والترفيه التي لم تكن متاحة في الماضي. ومع ذلك، فإن استخدامنا لهذه الوسائل يترك أثرًا رقميًا يمكن استغلاله.
تتعرض خصوصيتنا للخطر في العالم الرقمي بسبب مجموعة من العوامل. فبمجرد أن نقوم بالتسجيل في موقع ويب أو استخدام تطبيق ما، فإننا نترك أثرًا رقميًا يمكن استخدامه لتحديد هويتنا وتتبع أنشطتنا. هذه البيانات يتم تجميعها وتحليلها من قبل الشركات والمؤسسات لاستهداف الجمهور بالإعلانات الموجهة ، وتحليل سلوكنا.
ومع استخدامنا المتزايد للمنصات الرقمية الإجتماعية، يتم تجميع مزيد من المعلومات الشخصية عنا. فمن خلال منشوراتنا وتفاعلاتنا، يمكن للآخرين معرفة تفاصيل حياتنا واهتماماتنا بشكل دقيق. وعلى الرغم من أننا قد نشعر بالارتياح والانتماء عندما نتشارك بهذه الطريقة، إلا أنه ينبغي أن نكون حذرين بشأن الكم الهائل من المعلومات الشخصية التي نكشف عنها.
لا يمكننا نكران الفوائد الكبيرة التي يوفرها الإعلام الرقمي، ولكن ينبغي أن نكون مدركين لتأثيره على خصوصيتنا. يجب أن نتعلم كيفية حماية أنفسنا ومعلوماتنا الشخصية في العالم الرقمي. ينبغي علينا قراءة الشروط وأحكام المواقع والتطبيقات التي نستخدمها قبل الموافقة على استخدامها. يجب أن نحافظ على خصوصيتنا عن طريق تجنب مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة على الإنترنت واستخدام كلمات مرور قوية ومختلفة لكل حساب. كما يجب أن نكون حذرين عندما نشارك معلومات شخصية على وسائل التواصل الإجتماعي ونتأكد من إعدادات الخصوصية للحفاظ على خصوصيتنا. وأخيرًا، ينبغي علينا تحديث برامجنا وتطبيقاتنا بانتظام للحصول على أحدث التحديثات الأمنية.