“الحكومة الجديدة” وآمال الشعب

 

بقلم د. شيرين العدوى

فى الميدان وسط الهتاف كان يخبو الأمل ويسطع، تعتصر الأرواح وتنبسط، ترتفع الأكف وترتخي. كان الناس يتدافعون من كل صوب وحدب، يحدوهم الأمل فى غد أفضل أن تعود مصر للمصريين. وأن ترجع ريادتها فى الفكر والفن والعلم والهندسة والطب. كان هذا المشهد يلهب الحماس داخل كل مصرى كلما مرت سنة على ذكرى ثورة 30 يونيو، وكلما بعدت سنة داخل المستقبل عن هذه اللحظة الفارقة فى عمر مصر تأكدنا أننا كنا على الطريق المستقيمة سائرين.

ورغم كل الإنجازات التى تمت على أرض الواقع فإن هناك دعاوى هدامة مازلت تدعو للعودة للفوضى، إن هؤلاء الذين يتبنون هذه الأفكار يريدون أن يعيدوا مصر إلى نقطة الصفر لينقضوا عليها كما تنقض الأسود على الغزالة الضعيفة، وهيهات أن تعود مصر لسابق عهدها، ففى فترة نباحهم كانت مصر تبنى وتعمر. فهل دولة أنشأت مشاريع يعجز العقل البشرى أن يستوعبها فى عشر سنوات يمكن أن تتهم بالفشل إلا إذا كانت هذه الدعاوى من قبل الموتورين أعداء النجاح الذين ينتظرون اللحظة الحاسمة لينهبوا مصر؟!

فمصر فى عشر سنوات فقط أقامت 8 مطارات، و22 مدينة صناعية، و 26 مركزا سياحيا، و 4 ملايين فدان زراعى، و 26 محطة للطاقة، كما عبدت 7 آلاف متر من الطرق، منها 2600 كيلومتر فى الصعيد، كما أنشأت عدة مشروعات عالمية، منها محطة رياح رأس غارب كأفضل مشروع طاقة فى العالم، وإعادة استكمال مشروع توشكى كأفضل مشروع بيئة فى العالم. نعم لقد تم هذا رغم المعوقات الكثيرة التى اجتاحت العالم ومازالت، وقد دفعت بمصر إلى نوع ما من الغلاء مثلها مثل باقى دول العالم ورغم هذا تقف مصر شامخة بفضل قيادتها وشعبها الأبى الملتف حول زعيمه الذى لمس فيه صدق الطوية ونظافة اليد.

إن مصر عكس كل العالم مشكلتها الرئيسية القائمة على مر العصور هى زيادة الكفاءة والأيدى العاملة الماهرة. فعدد السكان خلق لها عبقرية من نوع فريد، ألا وهى زيادة عدد المتميزين فى كل فرع، فإن عددتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا بالآلاف؛ مما يعطى الفرصة لواحد، ويحرم المئات وهذا يخلق جوا من التنافس، بل أحيانا تزداد بيئة الأحقاد، وذلك لطبيعة النفس البشرية التى ترغب فى التفرد والتميز عن غيرها. وإنى على يقين أن تشكيل الحكومة فى مصر متميز لكثرة الكفاءات المخلصة المحبة للوطن والخبيرة فى مجالها.. كما أن من المهم أن يستكمل الوزراء الجدد مسيرة الوزراء السابقين، فالعمل الجاد يقتضى فكرا استراتيجيا طويل الأجل، يتميز بخطة تنموية مستدامة يتولى مسئوليتها من يتولى فيقضى مدته مسلما للجديد الفكرة لاستكمالها.

رغم النجاحات التى حققتها ثورة 30 يونيو، ما زالت مصر تواجه الكثير. كالتحديات الاقتصادية، وتحقيق العدالة الاجتماعية. ومع ذلك، فإن الإرادة الشعبية والتلاحم الوطنى يمنحان الأمل فى مستقبل أفضل. وتحقيق التنمية المستدامة، كما أن الازدهار يتطلب استمرار الجهود الإصلاحية وتعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية. وفق الله الحكومة الجديدة فى تحقيق هذا الأمل لشعب مصر العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى