قمة يرأسها قمة
انعقدت في جدة عروس البحر الأحمر القمة العربية الثانية والثلاثون وقد ترأسها قمة من القمم وزعيم من الزعماء تتطلع إليه الشعوب العربية كافة وتأمل فيه الخير العظيم فيما يعود على الأمة العربية بالعزة والرفعة
هذا القمة هو ولي عهد السعودية سيدي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه
والذي وجه رسالة صريحة للعالم أجمع بأن العرب قادمون
جاءت هذه القمة في فترة من أصعب الفترات وأحلك الظروف
التي تمر بها أمتنا العربية
فلم تلبث جراح العراق وليبيا وسوريا واليمن أن تلتئم حتى انفتح جرح في سوداننا الحبيبة لذا كانت الزيارات المباركة واللقاءات والتحركات التي سبقت هذه القمة لتعيد سوريا إلى حاضنتها العربية ويحضر الرئيس السوري قمة جدة يسبق ذلك لقاء المصالحة بين زعامات السودان والجهود المبذولة من أجل المصالحة الليبية وإصلاح الوضع القائم في اليمن وقبل ذلك عودة العراق العظيم إلى حاضنته العربية أضف إلى ذلك كله حضور الرئيس الأوكراني لتقوم المملكة العربية السعودية ومن معها من الدول العربية بدورهم في إنهاء الأزمة القائمة في أوكرانيا وإنهاء الحرب الطاحنة هناك
جهود مباركة وعمل جاد حثيث من قبل هذا الزعيم الشاب الملهم المسدد الأكثر من رائع الذي لايحمل هم بلاده فقط بل يحمل هم الأمة العربية والإسلامية ويريد الخير والسلام والتقدم والازدهار
للعالم أجمع لأن هذه هي رسالة الإسلام دين السلام
فكان هذا البيان الختامي الأكثر من رائع والذي أكد فيه سيدي ولي العهد
في كلمته أمام القمة، على عدم السماح بأن تتحول المنطقة العربية إلى منطقة صراعات، وشدد على محورية القضية الفلسطينية، وقال: “… نعمل معا من أجل التوصل إلى حلها”.
وأعرب عن أمله في أن تسهم عودة سوريا إلى الجامعة في دعم أمنها، مُرحبا بحضور الرئيس السوري بشار الأسد
كما رحب بتوقيع طرفي النزاع في السودان على إعلان جدة، وقال إنه يأمل أن يقود ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار في السودان.
وأن هناك تأكيد على التضامن الكامل مع السودان في الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد، ووحدة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية باعتبار الأزمة شأناً داخلياً، والحفاظ على المؤسسات.
وضمن تطورات الوضع في ليبيا، أكد البيان الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، ورفض أنواع التدخل الخارجي كافة، والامتناع عن التصعيد
كما رحب إعلان جدة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية وإيران في بكين، الذي يتضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح بعثاتهما، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين.
أما عن تركيا، فقد أدان البيان توغل القوات التركية في الأراضي العراقية، مطالباً الحكومة التركية بسحب قواتها دون شروط
بيان أكثر من رائع اشتمل على أكثر من اثنين وثلاثين بنداً تتضمن وضع علاجات ناجعة لقضايا العالم العربي بخاصة والعالم بصفة أعم
فهنيئاً للجميع بهذه القمة التي يقودها قمة وهنيئاً للأمة العربية والاسلامية مولد هذا الزعيم المبارك الأمير محمد بن سلمان والذي يعمل في ظل توجيهات سديدة من والده المبارك مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وبارك في عمره وعلمه وعمله وسدد خطاه هو وولي عهده الأمين على طريق الخير والازدهار والعزة والرفعة دائماً وأبداً
د عبدالله بن محمد الشيخ
استاذ نقد الفكر والفلسفة
مستشار الأمن الفكري