غزة أسقطت سائر الأقنعة
بقلم د عبدالله بن محمد الشيخ
مستشار الأمن الفكري
صدعنا الغرب طويلاً بشعارات زائفة تتعلق بالإنسانية وحقوق الإنسان والعدل والرحمة والشفقة والمساواة وكنا نظن أننا ندخل تحت هذه الشعارات فلما حدث العدوان الإسرائيلي الوحشي الهمجي البربري على الفلسطينيين العزل ونحن نتكلم هنا عن المواطن الفلسطيني المغلوب على أمره بعيداً عن حماس وما جرته على الفلسطينيين من ويل وخراب ودمار وهي تعلم علم اليقين بأن اسرائيل تنتظر مثل هذه الفرصة لتعيث في الأرض فساداً فبادرت حماس لتقديم هذه الفرصة على طبق من ذهب وأطلقت هذا الهجوم العبثي بناءً على توجيه أسيادها في طهران الذين هم في حقيقتهم أدوات الغرب في تدمير العالم العربي والإسلامي
أقول لما بدأت اسرائيل في حربها الهمجية سقطت كل شعارات الغرب الزائفة فيما يتعلق بحقوق وإنسانية واصطف الغرب جميعاً وبخاصة من يسمون بالدول الكبرى اصطفوا جميعاً خلف مجرم الحرب نتانياهو واعطوه الضوء الأخضر ليصنع ما يشاء ومدوّه بكل ما يستطيعون من مال وعتاد ووفروا له الدعم الدولي بمواقفهم السياسية المخزية والتي جلبت لهم العار عبر التاريخ
و أظهر الغرب الغاشم من خلال مواقفه المخزية أظهر هذا الكيان الصهيوني الغاصب في صورة الحمل الوديع المُعتدى عليه ولعلي هنا أفرد الحديث عن أمريكا دولة الحريات والديمقراطيات الزائفة التي سقطت على اعتاب غزة فكان هذا الموقف الغير المسبوق من دعم الجلاد الصهيوني وبسط يديه ليصنع ما يشاء والوقوف في وجه كل الجهات الدولية من هيئة الأمم ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بل وصلت الوقاحة بالإدارة الأمريكية أن تتحرك مع الكونجرس من أجل فرض عقوبات على قضاة محكمة الجنايات الدولية وهذه بلطجة سياسية لم يسبق لها مثيل و إرهاب للقضاء الدولي تعجز العبارات عن وصفه ثم رأينا هذه المواقف المتباينة من الإدارة الأمريكية فمرة يؤيدون ومرة يعارضون ومرة يباركون ومرة يشجبون ويستنكرون ومرة يصفقون ويضحكون في وجه المعتدي ويبكون على ضحايا فلسطين
نفاق سياسي عجيب ومخزي ومذل وهو عار على دولة الحريات والديمقراطية أمريكا بل وصل الأمر بهم إلى قمع المظاهرات في الجامعات حتى أصوات الشرفاء أسكتوها ليبقى صوت الإدارة الأمريكية المنافق وحيداً ولتخرس سائر الألسنة من أجل بني صهيون مواقف في العلن تبكي على ضحايا فلسطين ومواقف في الخفاء تربت على كتف جزار اسرائيل نتانياهو وتقدم له كل أنواع الدعم
وقد شاهدنا أخيراً وزير خارجية أمريكا انتوني بلينكن وهو يعزف القيثار في أوكرانيا التي جروها لحرب خاسرة مع الروس شاهدناه في مظهر بعيد كل البعد عن مشاعر الآدميين وأحاسيسهم بلاد دمرت وذاقت الأمرين وهو يعزف على القيثار ويتراقص وهو في حقيقته رقص على دماء الشعوب وتلاعب بأوتار مشاعرهم فإلى متى هذا النفاق دولة الحريات والديمقراطية أمريكا العظمى أم أن هذه هي حقيقة رجل الكاوبوي الأمريكي وحقيقة هذه الدولة التي قامت على جماجم الآخرين إلى متى أيها الغرب الإنساني يستمر هذا الصداع بشعاراتكم الزائفة وحقوق الإنسان أم الإنسان عندكم فقط هو من يسري فيه الدم الأزرق صاحب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء وغيره خارج عن دائرة الإنسانية وفي الختام أقول غزة أسقطت سائر الأقنعة