“معهد آدم سميث البريطاني” يجري عدد من المحاضرات حول الرؤية الاقتصادية بالسعودية
علاء حمدي
انطلقت في لندن الأسبوع الماضي “سلسلة محاضرات صالح كامل” السنوية بالتعاون مع معهد آدم سميث البريطاني تحت عنوان “مستقبل المملكة العربية السعودية رؤى اقتصادية من الشرق الأوسط”؛ حيث أشار رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية الأستاذ عبدالله صالح كامل أن اختيار إطلاق سلسلة المحاضرات مع معهد “آدم سميث”، جاء لكونه أحد أهم مؤسسات الفكر الرائدة على مستوى العالم، والذي يُعترف به كأفضل مركز فكري للسياسة الاقتصادية المحلية والدولية في المملكة المتحدة.. وأضاف: “إن ما تسعى إليه المحاضرات، أن تكون منبرًا للتحليل والمناقشات حول الازدهار المتزايد في المملكة العربية السعودية كنموذج يحتذى به في هذا المجال، وخاصة في ظل رؤية 2030 التي أطلقتها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان _حفظهما الله_، وأصبح لها تأثيرها العميق على المنطقة العربية بشكل خاص، وعلى المشهد الاقتصادي العالمي بشكل عام، لذا روعي عند التخطيط لسلسلة المحاضرات أن تساهم في إنارة الطريق نحو مبادئ الممارسة الأخلاقية للأعمال والاقتصاد والتجارة، مثلما حرص الشيخ صالح كامل رحمه الله على ترسيخها طوال حياته في كافة أعماله داخل المملكة وخارجها”.
وتسعى “سلسلة محاضرات صالح كامل” إلى تعزيز الحوار حول التطور الاقتصادي في الشرق الأوسط مع التركيز بشكل خاص على المملكة العربية السعودية، كما تقدم هذه الاجتماعات فرصة فريدة للأفراد، وللأجيال الشابة، لاكتساب رؤى عميقة حول ديناميكية الاقتصاد السعودي الحديث، والمتطور بشكل سريع للغاية وتأثيره بعيد المدى على المسرح العالمي.
ومن جانبه أكد السياسي البريطاني ووزير الخزانة الأسبق ناظم الزهاوي في كلمته، أن سلسلة المحاضرات تُمثل الرؤية الاقتصادية للراحل صالح كامل ودعواته المستمرة بأهمية وجدوى “التمويل الإسلامي” و”إنشاء الأسواق الحرة” بصبغتها الإسلامية؛ قائلا أن أقوى نمو في التمويل الإسلامي على مدى العقد الماضي كانت الريادة فيه للمملكة العربية السعودية، يليها بعض دول المنطقة، مستشهدا بعض الأرقام النوعية في هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن تحافظ صناعة التمويل الإسلامي العالمية على نمو مرتفع خلال العام الجاري والمقبل (2024-2025)، بعد نمو بنسبة 8% العام الماضي.
وأضاف الزهاوي أنه ينبغي على بريطانيا أن تكون سباقة في تعزيز علاقاتها مع المملكة العربية السعودية والتقريب بينها وبين العالم الغربي بشكل أكبر، بل وتشجيع الغرب على الاستفادة من إمكاناتها الهائلة في التنمية الاقتصادية أو الإصلاحات الهامة التي تجري هناك”.
وقال الوزير البريطاني الأسبق: “إن التمويل الإسلامي يُعد أحد أسرع القطاعات نموا في النظام المالي العالمي، حيث يقدر معدل النمو السنوي المركب منذ عام 2009 بنسبة 17%، بل إن أصول البنوك الإسلامية توسعت في العالم بسرعة لتصل إلى 3,24 تريليون دولار بنهاية 2022، فيما وصل عدد البنوك الإسلامية الكاملة في بورصة لندن 336 بنكًا في عام 2022، في حين أن عدد البنوك التقليدية التي تقدم خدمات مصرفية إسلامية بـ 274 بنكًا”.
وجاء إطلاق “سلسلة محاضرات صالح كامل”، تخليدًا لذكرى الشيخ صالح كامل رحمه الله، رائد المصرفية الإسلامية، وأحد الشخصيات الرئيسية التي شكلت قطاع التمويل الإسلامي على مستوى العالم، والذي امتدت مسيرته المهنية لثمانية عقود وتميزت بالعطاء حتى وفاته في مايو 2020 رحمه الله.
ويتجاوز التأثير الإيجابي والقوي للشيخ صالح كامل حدود بلده المملكة العربية السعودية، لينتشر عبر بلدان الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وأبعد من ذلك، فهو صاحب مدرسة قيادية ذات رؤية وريادة تركت أثرا لا يمحى في المجتمعات التي استثمر فيها، فضلًا عن كونه أحد الرواد في تأسيس مفهوم البنوك الإسلامية بالإضافة إلى دوره في الإعلام وتطوير المجتمعات.
وفي ذات السياق، وعلى هامش إطلاق “سلسلة محاضرات صالح كامل”، تم تدشين السيرة الذاتية للشيخ صالح كامل باللغة الإنجليزية، ليتعرف عليها القارئ الغربي، كما أصدر معهد آدم سميث بحثا جديدا، تحت عنوان “اغتنام الفرصة”، سلط فيه الضوء على الطرق التي يمكن أن تستغلها المملكة المتحدة للاستفادة من النمو العالمي لقطاع التمويل الإسلامي وذلك من خلال تهيئة بيئة مواتية للبنوك والشركات الناشئة في مجال التقنية المالية الإسلامية تسهل لهم إنشاء مراكز في لندن وتصدير خدماتهم إلى 1.9 مليار مسلم حول العالم.
يذكر أن معهد آدم سميث (ASI) يُعد من أبرز المعاهد الرائدة في مجال الدراسات الاقتصادية والمالية، لدورها في تعزيز الرخاء وتحسين الحياة على مستوى العالم من خلال المبادرات الفردية والابتكار، ويشمل نهج المعهد متعدد الأوجه البحث والدعوة والحوار، والتأثير على صناع السياسات وقادة الرأي لتبني سياسات تمكن الأفراد وتطلق العنان للمنافسة وريادة الأعمال، حيث يرتكز عمله على الدقة الفكرية والتحليل القائم على الأدلة، وتبني حلول موجهة نحو السوق لمواجهة التحديات المجتمعية المتنوعة.