متى نفوق من انفصام شخصيتنا؟!
بقلم :ناصر السلامونى
إن تأملت تصرفاتك بصدق وإخلاص وكذلك تصرفات من حولك ستذهل بل ينقبض قلبك من صدمة المفاجأة !؛
ألا وهي جميعنا يفعل ما ينهي الناس عنه؛ بل يتباهى بذلك ويخلق لنفسه الأعذار إلا من رحم ربى !!!.
نعم تدخل المسجد وتصلى وأثناء خروجك منه تجد وجوها لم تصل ولكن تعطيها من أموالك صدقة فيدعو لك وتفرح ؛ألم تفكر ثانية كيف يدعو من لم يصل للمصلى؟! .
وتجد مجموعة من النساء يتوافدن على المؤسسات والجمعيات الخيرية رغبة الحصول على المساعدات وتراهن في كل المؤسسات ؛والجميع يتاجر فمنهم مع الله والآخر مع الشيطان !
الجميع يبغض العرى والرقص والراقصات!! والجميع أيضا يتباهى بوجوده معهم ويتفاخر بالتصوير معهم بل و يجعلهم صفوة المجتمع ؛ويحضر جلساتهم و أفلامهم و اغانيهم!٠
نلعن الغش التجاري والغشاشين ونحن الذين نبرر ذلك لظروف الغلاء فيصيبنا البلاء!
نقول أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تهتم إلا بالأخبار التافهة عن الفنانين والشخصيات العامة والطلاق والزواج والممتلكات والسهرات ونذم كل ذلك ونحن أول من نتابع ونقرأ وكذلك البرامج الأخرى ونساء وأطفال ورجال خلف كاميرات قذرة تبث أسوأ ما عندهم فيفسدون المجتمع وتتابعهم فيحصلون على الدولارات في حساباتهم ولسوف وتسأل.
نلعن المغالاة في الطب والأطباء والمستشفيات فلا يتدخل أحد للحد من ذلك ونضطر إلى الذهاب إليهم حتى لوبعنا ما نملك أواقترضنا ؛والأطباء والمستشفيات والمعامل مافيا بمعنى الكلمة والعجب أن الطبيب أو الصيدلي أو صاحب المعامل يفعل الخير والصلاح ويذهب إلى الحج والعمرة ونسي كيف استغل مهنته في قهر المرضى والجرحى وهي أقذر أنواع التجارة ولا يتقى أحد الله إلا القليل!ونعد أبناءنا وبناتنا للحصول على كليات الطب ونسعد بهم ونفرح بأتعابهم في علاج المرضى حتى يبنوا مستقبلهم!فهل فنحن القاسية قلوبهم.؟
نحث على حب الأقارب وهى من الواجبات التي حثنا الله عليها ولكن اليوم أصبحت الأقارب فى عرفنا عقارب وتقطعت الأرحام وهى التى يقطع الله من يقطعها ويصل من يصلها.
نحث على الجار ونقول النبى وصى على سابع جار ونؤذيه بالأصوات والقمامة وكل أنواع الأذى تحت بند نحن أحرار في بيوتنا.
نعيب من يستغل وظيفته بما تحت يديه من سيارات وقضاء مصالحه وأخذ عمولات نظير موافقات معينة و كذلك نعيب تغير الإنسان عندما يتقلد منصبا وبمجرد أن تتاح لنا نفس فرصته نفعل فعلته فأين تقوى الله ؟!
نسب ونلعن المعلمين في المدارس ونتفنن في اتهامهم وجلب الشكاوي والمكائد لهم ونلعنهم لعنا كثيرا فهم سبب ما نحن فيه من ضيق العيش ونتفنن في جعل أولادنا معلمين ونسعى إلى جعلهم مشهورين بشتى الوسائل!
نسب ونلعن بل ونشهر بأى شخص يأخذ ماليس حقه ثم نستبيح لأنفسنا الوسطاء فى قضاء حوائجنا!
ننظر إلى الفتيات والنساء وملابسهم الغير محترمة ونسب أهلها وكيف تركوها تخرج هكذا ؟!ونحن نترك نسائنا وبناتنا بل أولادنا كذلك والأدهى أننا نتلذذ بالنظر إلى المتبرجات!
طاعة الوالدين ورعايتهم بعد طاعة الله ورسوله وبمجرد كبر الوالدين أصبحا عائقا لنا وحملا كبيراً يتنصل من تحمله جميع الأولاد ويتشاجرون ويختلفون ونساء الأولاد تشعل لهيب المعركة ويوزعون الرعاية على عدد الأولاد ويتهربون ويختلقون الأعذار وبمجرد الموت يجعل والديه في مقام الأنبياء ويخترع أقوال وينسبها لهما ويمتدحهما وصفحات التواصل الاجتماعي تشهد بذلك ونسى أنه سيذوق من نفس الكأس في حياته قبل موته.
نعم بأى حق نعيب الناس والعيب فينا ؛ولا نسعى لإصلاح قلوبنا
هل يأتى يوم قبل أن نرد إلى الله ونقول ما نفعل ونعلم أننا مسؤولون ومحاسبون وأن السمع والبصر والفؤاد وكل جوارحنا سنحاسب على ما اقترفناه بها من ذنوب ؛ونعجب ونصرخ يوم القيامة قائلين من أنطقكم لتفضحونا ؟!!!فيكون الرد هو الله الذي انطلق كل شيء!
ألا نستحى من الله ونستعد ليوم تشيب منه الولدان