الشيخ “محمد بن زايد” يحظي بقيم نبيلة تجعله نبراساً يضيء دربه وينير طريقه
بقلم د : خالد السلامي
في زمن تتصارع فيه المصالح، وتتلاطم أمواج الأنانية والجشع، تبرز شخصية استثنائية تنير العالم بأعمالها الإنسانية النبيلة. إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي خطوة تؤكد على الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل الإنساني، منح برلمان البحر الأبيض المتوسط صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، جائزة “الشخصية الإنسانية العالمية” في دورتها الأولى. هذا التكريم يأتي تقديراً للجهود الحثيثة التي يبذلها سموه على مدى عقود في دعم القضايا الإنسانية وتقديم المساعدات للمحتاجين في شتى بقاع الأرض.
نشأة وتكوين شخصية إنسانية فريدة:
لم يكن هذا التكريم وليد اللحظة، بل هو نتاج مسيرة حافلة بالعطاء والبذل، بدأها صاحب السمو منذ نعومة أظفاره، متأثراً بنهج والده المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. فقد نشأ سموه في كنف والده الحاني، الذي غرس في نفسه قيم الخير والعطاء والتسامح، وعلمه أن الإنسانية رسالة سامية لا تعرف الحدود أو الفوارق.
لقد تشرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذه القيم النبيلة، وجعلها نبراساً يضيء دربه وينير طريقه. فمنذ أن تولى سموه مقاليد الحكم في دولة الإمارات، وهو يسعى جاهداً لترجمة هذه القيم إلى واقع ملموس، من خلال مبادراته الإنسانية المتعددة التي استهدفت التخفيف من معاناة الملايين من البشر حول العالم.
حضور دائم في مواطن الأزمات والكوارث:
على مر السنين، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاضراً بقوة في كل موقع يستصرخ العون والمساعدة. لم يتوانَ سموه يوماً عن الاستجابة لنداءات الاستغاثة، سواء كانت صادرة من الدول المجاورة أو من أقاصي الأرض. فأينما حلت الكوارث الطبيعية، وأينما اندلعت النزاعات والحروب، كانت الإمارات ممثلة في قيادتها الرشيدة حاضرة لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للمتضررين والمنكوبين.
لقد أدرك صاحب السمو أن العمل الإنساني لا ينبغي أن يكون رد فعل آني للأزمات والكوارث، بل يجب أن يكون نهجاً استباقياً يستهدف معالجة جذور المشكلات والتحديات التي تواجه البشرية. ولذلك، لم يقتصر عطاء سموه على تقديم المساعدات الإغاثية الطارئة فحسب، بل امتد ليشمل دعم المشاريع التنموية الطويلة الأمد في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية في العديد من الدول النامية.
مبادرات إنسانية غير مسبوقة:
ولعل من أبرز المبادرات التي تجسد رؤية سموه الإنسانية الثاقبة، “مبادرة إرث زايد الإنساني”، التي أطلقها في ذكرى مرور 20 عاماً على رحيل والده المؤسس. هذه المبادرة التي خصصت 20 مليار درهم إماراتي للقضايا الإنسانية في أكثر المناطق احتياجاً حول العالم، تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات الأكثر ضعفاً وتهميشاً، مؤكدة بذلك على استمرارية نهج العطاء الذي غرسه الشيخ زايد في نفوس أبنائه.
كما برزت جهود سموه في التصدي لجائحة كورونا (كوفيد-19) التي اجتاحت العالم مؤخراً، حيث كانت الإمارات من أوائل الدول التي بادرت بتقديم المساعدات الطبية والإغاثية للدول المتضررة، وذلك من خلال مبادرة “ائتلاف الأمل” التي أطلقها سموه لتوفير اللقاحات والمستلزمات الطبية للدول الفقيرة والأقل نمواً.
دبلوماسية إنسانية رائدة:
لم تقتصر جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على العمل الإغاثي والتنموي فحسب، بل امتدت لتشمل أيضاً الدبلوماسية الإنسانية التي تسعى لنشر قيم التسامح والتعايش والحوار بين الشعوب والأديان. فقد آمن سموه بأن السلام والاستقرار العالمي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تعزيز التفاهم المشترك وبناء جسور التواصل بين مختلف الثقافات والحضارات.
ومن هذا المنطلق، كان صاحب السمو حريصاً على دعم كل الجهود والمبادرات الرامية إلى تعزيز الحوار والتعايش بين الأديان، ونبذ التطرف والكراهية بكل أشكالها. كما لعب سموه دوراً محورياً في تسوية العديد من النزاعات الإقليمية والدولية، وذلك من خلال الوساطة والمساعي الدبلوماسية الحميدة التي تستهدف إحلال السلام وإنهاء معاناة الشعوب.
قدوة في العطاء والتضحية:
إن تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بجائزة “الشخصية الإنسانية العالمية” هو تكريم للإمارات وشعبها، وتأكيد على أن نهج العطاء والتسامح الذي أرساه الآباء المؤسسون قد أصبح منهجاً راسخاً وقيمة أصيلة في مجتمعنا. إنه أيضاً تكريم لكل القيم الإنسانية النبيلة التي يجسدها سموه في شخصه وأعماله، والتي أصبحت مثالاً يحتذى للقادة والزعماء حول العالم.
لقد أصبح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رمزاً للعطاء والتضحية، وقدوة لكل من ينشد الخير والسلام للبشرية جمعاء. فهو القائد الإنساني الذي يؤمن بأن العالم أسرة واحدة، وأن من واجبنا جميعاً أن نعمل من أجل تخفيف معاناة الآخرين، وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
في الختام، نقول لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: شكراً لكم على كل ما تقدمونه للبشرية من خير وعطاء. أنتم نبراس الأمل في زمن اليأس، وشعلة النور في عالم الظلمات. بكم تفخر الإمارات، وبكم يفخر العالم أجمع.
نعاهدكم، يا صاحب السمو، على أن نسير على نهجكم القويم، وأن نحمل رسالة الإنسانية التي غرستموها في قلوبنا إلى كل مكان، لنكون سفراء للخير والمحبة والسلام. فبالعطاء والتضحية والنوايا الصادقة، سنبني معاً عالماً أكثر إنسانية وعدالة وازدهاراً.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي.