موعد مع التاريخ.. البحرين جاهزة لاستضافة القمة العربية لأول مرة
وتستضيف مملكة البحرين يوم الخميس المقبل، أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، وذلك للمرة الأولى في تاريخها، الأمر الذي يكسب هذه الدورة مزيداً من الخصوصية.
ويعقد القادة العرب، قمتهم وسط آمال بنجاحها في وضع خارطة طريق لمواجهة التحديات والأزمات، التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في ضوء استمرار التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والأزمة في السودان.
وتهدف قمة البحرين إلى تعميق عرى وأواصر التعاون والترابط والدفع بآليات العمل العربي المشترك، والإبقاء على تشاور وتنسيق عربي مستمر لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير المشترك، وتغليب المصلحة العربية، واستثمار هذا الحدث لرسم مسارات الازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها.
الإمارات والبحرين
وأكملت مملكة البحرين، استعداداتها لاستضافة القمة، التي ستعقد برئاسة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وقد ازدانت الشوارع الكبرى والطرق الرئيسية ومعالم مملكة البحرين، بأعلام الدول العربية وصور القادة العرب، وفي صدراتها صور ملك البحرين والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في صورة تعبر عن العلاقات الأخوية بين البلدين.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أعربا عن أملهما خلال لقائهما في أبوظبي 24 أبريل/نيسان الماضي عن خروج القمة العربية المقبلة بنتائج إيجابية وقرارات بناءة تعزز التضامن العربي ووحدة الصف والنهوض بقدرات الأمة وإمكانياتها السياسية والاقتصادية وحماية أمنها القومي وتلبية تطلعاتها على طريق التقدم والتنمية المستدامة.
ودعا الجانبان إلى تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتجنب التصعيد العسكري وتغليب الحلول الدبلوماسية وتسوية جميع النزاعات من خلال الحوار والتفاوض.
الاجتماعات التحضيرية
وفي إطار التجهيز للقمة، عقد أمس الأحد، الاجتماع التحضيري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري بمشاركة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدد من وزراء مالية الدول العربية.
وأكد الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني أن استضافة بلاده اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لقمة جامعة الدول العربية الثالثة والثلاثين، يأتي تأكيدا على ما يوليه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، من دعم ورعاية للعمل العربي المشترك، ولكل ما من شأنه أن يعزز التضامن العربي ومسيرة البناء والتنمية لتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للدول العربية.
وأعرب عن ثقته بأن التعاون العربي المشترك وتعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي سيمكننا من تحقيق تطلعات أجيالنا القادمة نحو الرخاء والنماء، مستفيدين من الأمثلة الناجحة في دولنا في مختلف المجالات ومنها التحول الرقمي والابتكار، والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي لدعم وتطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
على صعيد ذي صلة، أكد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني أن مملكة البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تدعم كافة الجهود والمساعي العربية الرامية للدفع بعجلة التكامل الاقتصادي والاجتماعي المشترك نحو مستويات أشمل لمواصلة التنسيق المشترك للتعامل مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي بما يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي المنشود.
وأشار إلى أهمية مواصلة مسيرة التنمية نحو مزيدٍ من التقدم والتطور في كافة المجالات، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق التطلعات ويدعم مسيرة العمل العربي المشترك وفق رؤى قادة الدول العربية.
جاء ذلك لدى لقائه، أمس الأحد، رؤساء الوفود المشاركة في الاجتماعات التحضيرية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية الثالثة والثلاثين.
وأوضح أن الاقتصاد يعد مرتكزًا هامًا ورئيساً إلى جانب الأمن والعدل كمرتكزات لا غنى عنها للتنمية والبناء، مؤكدًا أهمية مواصلة البناء على ما تحقق في مسارات التنمية والعمل المشترك من خلال الاستمرار في تعزيز الشراكات الاستراتيجية بما يحقق تطلعات الدول العربية وأبنائها على كل صعيد.
توقيت هام.. وتحديات كبيرة
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن “قمة البحرين تكتسب أهمية كبيرة بواقع التوقيت الدقيق الذي تُعقد فيه، حيث تواجه المنطقة العربية تحدياتٍ غير مسبوقة على أكثر من صعيد”.
وشدد أبوالغيط خلال لقاء أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب البحريني على أن قمة البحرين تُعد محورية في تشكيل موقف عربي موحد من هذه القضايا الخطيرة.
وأعرب عن ثقته في قدرة مملكة البحرين على استضافة أعمال القمة، والخروج بها في أفضل صورة ممكنة من كافة النواحي، مثمنا الدور الحيوي للدبلوماسية البرلمانية العربية، والتي تعد رافدا مهما للعمل العربي المشترك.
شعار القمة
وقبيل انطلاق القمة، تم اعتماد الشعار الرسمي الخاص بقمة البحرين.
ويتكون شعار “قمة البحرين” بشكله الدائري من الشعار الرسمي لمملكة البحرين، ويحمل نقشًا زخرفيًا يستخدم في المعمار التراثي البحريني الأصيل، إضافة إلى خلفية من صدف اللؤلؤ الذي اشتهرت به مملكة البحرين على مر الأزمان، ويحيط به إطار ذهبي يرمز للذهب البحريني المعروف بجودة صياغته، ويتوسطه شعار جامعة الدول العربية.
واعتمد في صياغة حروف الشعار خط الثُّلُث باللون الأحمر الذي يرمز إلى علم مملكة البحرين، حيث يعد هذا الخط من أشهر أنواع الخطوط العربية، ويمتاز بجماليته ومتانة تركيباته، ويجسد الشعار في مجمله الهوية البحرينية المتصلة جذورها بعمقها القومي العربي.