تحولت لـ«مدينة أشباح».. الآلاف يغادرون رفح

 

الآلاف يغادرون رفح تاركين «مدينة أشباح» أقفرت من سكانها ونازحيها، في محنة تتجدد لتدفع بموجات سكانية نحو الشريط الساحلي للبحر المتوسط.

ويفر نحو 30 ألف شخص “كل يوم” من رفح المهددة بهجوم إسرائيلي واسع النطاق، وقد نزح حتى الآن أكثر من 110 آلاف فلسطيني من المدينة إلى أماكن أخرى في قطاع غزة، وفق ما أعلن مسؤولون بالأمم المتحدة الجمعة.

وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة جورجيوس بتروبولوس “بعد أمر الإخلاء الأخير الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية والمرتبط بالعملية العسكرية في غزة حتى الآن على 110 آلاف شخص أو أكثر نزحوا شمالا”.

5 أو 6 مرات
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الدوري للأمم المتحدة في جنيف أن “معظم هؤلاء الأشخاص اضطروا للنزوح خمس أو ست مرات” منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وأكد أن “30 ألف شخص ينزحون من المدينة كل يوم”.

ووفقا للأمم المتحدة، تجمع حوالي 1,4 مليون شخص في رفح هربا من القتال العنيف والغارات بمناطق أخرى من القطاع، وذلك منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن عملية برية محدودة في المدينة، ما أدى إلى إغلاق معبر رفح بين غزة ومصر، وهو من نقاط العبور الأساسية للمساعدات الإنسانية.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توعد بشن هجوم كبير للقضاء على حركة حماس في المدينة.

“طوارئ غير مسبوقة”
أكد بتروبولوس أنه بدون إمدادات في الأيام المقبلة، من المتوقع أن يفتقر عدد كبير من المرافق الصحية إلى الوقود اللازم لمواصلة العمل، مشددا على أن الوضع بلغ “مستويات طوارئ غير مسبوقة”.

ويشمل ذلك خمسة مستشفيات تابعة لوزارة الصحة التي تديرها حماس، وخمسة مستشفيات ميدانية، و17 مركزا للرعاية الصحية الأولية تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مع شركاء آخرين.

كما يشمل أيضا 10 عيادات متنقلة تقدم خدمات التطعيم وعلاج الصدمات النفسية وسوء التغذية، و23 منشأة طبية في بلدة المواصي الواقعة إلى الشمال من رفح.

ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فقد توقف ضخّ المياه في رفح وتجري صيانة المرافق بما يكفي للحيلولة دون فقدانها بشكل دائم.

وأوضح المكتب “لقد توقف إنتاج المياه الرئيسي في محافظات شمال غزة ومدينة غزة، مما ترك 450 ألف شخص مع إمكانية محدودة للغاية للحصول على مياه الشرب”.

كما أشار إلى أن مخزون الغذاء لدى برنامج الأغذية العالمي والأونروا سينفد في الأيام المقبلة.

لا للاجتياح
بدوره، شدد كبير منسقي الطوارئ في منظمة اليونيسف بقطاع غزة هاميش يونغ على ضرورة “عدم غزو” رفح، ودعا إلى التدفق الفوري للوقود والمساعدات إلى قطاع غزة.

وقال متحدثا من رفح “بالأمس كنت أتجول في منطقة المواصي التي طُلب من سكان رفح الانتقال إليها”.

وأضاف “لقد فر أكثر من 100 ألف شخص من رفح خلال الأيام الخمسة الماضية وما زال النزوح مستمرا”.

وأوضح أن “الملاجئ تتزايد على الكثبان الرملية في المواصي، وأصبح من الصعب الآن التنقل بين كتلة الخيام والقماش المشمع”.

وعاين صحفيون من وكالة فرانس برس في قطاع غزة فجر الجمعة قصفا مدفعيا على مدينة رفح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى