د. شيرين العدوى تكتب : شاعرات يرفعن لواء الشعر عاليا «2»

 

 

 

عزيزى القارئ.. أكمل معك سلسلة الشاعرات اللاتى اكتشفت موهبتهن المتميزة من خلال قراءة متأنية لعدد من أعمالهن الشعرية، ورأيت أن من واجبى أن أظهر أعمالهن وأقدمهن بما يليق بهن، وهن: سهام محمد قاسم وقد كتبت عنها مقالى السابق، آلاء فودة، هاجر عمر، هاجر فايد، منى حمودة، هدى عمران، مروة مجدي. أقدم ديوان شامة على الرحم، للشاعرة/ آلاء فودة. يقع فى 53 صفحة من القطع المتوسط، تتمحور قصائده حول نسوية القصيدة، ومصطلح النسوية يعني: انتزاع وعى فردى عن الأنثى وقضاياها يؤدى إلى وعى جمعى تتبعه ثورة ضد موازين القوى الجنسية والتهميش الكامل للنساء وتعبر عن الذات الأنثوية بشكل كتابى خاص جدا، ويمكن أن يكتبها رجل أو امرأة كما تؤكد الكاتبة الكندية «لويز تريان»، ومصداقا لقولها فقد عبر نزار قبانى عن الذات الأنثوية ومعاناتها وهو الرجل.

وشاعرتنا عبرت بجرأة لا يستطيع أن يعبر عنها غيرها؛ ولذلك تتسم التجربة بالجدة والتفرد، وهى تكتب بتحد واضح للكتابة الذكورية. ما لفت انتباهى فى الإهداء أنها بعدما تهديه إلى بناتها وأفراد عائلتها فخورة بكونها أنثى تستطيع أن تعبر عن نفسها وتحتمى بهم متيقنة أنهم لن يرفضوها أو يرفضوا أنوثتها الشعرية؛ بل هى على ثقة أنهم سيخلدونها ويفخرون بها مع طول الزمن وتعاقبه فإنها فى ذات الوقت تهدى الديوان إلى التجربة فتقول: لقد كنت دائما مثار دهشتى. القصائد نثرية تتكئ على دلالة الصور الجزئية، وتكثر من تضمين للموروث الغنائى العامى كما فى قصيدتها فى السادسة صباحا «أعبئ المشاهد فى لوفات الاستحمام/ فتنجو الروح خفيفة/ الذكريات تترسب على جلدى كخلايا يابسة/ تُصر فيروز «يا سنين اللى رح ترجعيلى ارجعيلى، شى مرة ارجعيلى»، وتذكر فى قصيدتها الأسطورة الرؤية الثقافية للأفلام المجايلة لعصرها، وتعتمد كذلك على الحس الروائى كمناداتها لكافكا ومساجلته.

مأخذى على الديوان أن الصور اعتيادية ومكررة معتاد عليها فى قصيدة النثر إلا من بعض الصور الطازجة التى لا تشكل ظاهرة فى الديوان. ولو انتبهت الشاعرة للمتاح من معينها الثقافى الخاص، لقدمت لنا تجربة فريدة. حيث إن الشاعرة خريجة كلية الصيدلة صدر لها «بحة فى عواء ذئب» عن الهيئة المصرية للكتاب عام 2021، كما أنها فازت بجائزة أخبار الأدب المصرية. تقول فى قصيدتها «بطل حكايات أمك»: دائما هناك شىء لفعله.. يداك لا تفرغان من ثقلهما ..عيناك خطّافان يلتصقان بالمشاهد.. رأسك دبيب من خطوات نمل لا يكف عن الهجرة.. وأنت لا شىء سوى مسمار فى مفصل الوقت ..تحاول أن تتجاهل مفهوم الغربة .. تقول إن الأشياء عادية فى كل مكان.. وهموم منتصف الطريق .. تتشكل من تلقاء نفسها.. ولابد أن تصير بطلا لحكايات أمك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى