نعيمة عاكف.. قصة خطاب غامض أربك «أحسن راقصة في العالم»
تحل علينا اليوم 23 أبريل/ نيسان ذكرى وفاة نعيمة عاكف، الراقصة والممثلة المصرية التي اشتهرت ببراعتها وموهبتها الفنية.
ولدت نعيمة عاكف في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 1929 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية بدلتا مصر، وكانت تنتمي لعائلة فنية، حيث قضت طفولتها وصباها في سيرك العائلة المعروف بـ”سيرك عاكف”.
وبالرغم من أنها بدأت حياتها الفنية كراقصة في السيرك، إلا أنها سرعان ما اتجهت إلى عالم السينما والتمثيل.
في عالم السينما
ركزت نعيمة عاكف في بداية مشوارها الفني في مجال السينما، حيث قدمت أدوارًا مميزة في عدة أفلام، منها فيلم “ست البيت” الذي جسدت فيه دور راقصة، وظهرت بعدها في أفلام أخرى مثل “فتاة السيرك” و”أمير الدهاء”.
واشتهرت نعيمة ببراعتها في التمثيل، وكان لها دور بارز في عدد من الأفلام التي تركت بصمتها في السينما المصرية.
علاوة على ذلك، فازت نعيمة عاكف بلقب “أحسن راقصة في العالم” في مهرجان الشباب في موسكو عام 1958، وذلك بفضل رقصتها المميزة “المماليك”.
تحديات ومصاعب
ورغم نجاحها وشهرتها في عالم الفن، إلا أن حياتها الشخصية كانت مليئة بالتحديات والمصاعب.
واجهت نعيمة عاكف تحديات كبيرة في حياتها الشخصية، منها اللقاء الذي غير مجرى حياتها بالكامل في إحدى سفراتها إلى لبنان.
في لحظة غير متوقعة، تلقت نعيمة عاكف خطاباً غامضاً من شخص مجهول. كان هذا الخطاب يدّعي وجود صلة قرابة قوية بينه وبين نعيمة، مما أثار فضولها ودهشتها في الوقت نفسه.
بعد وصول الخطاب، جاء خادم الفندق ليخبرها بوجود زائر يتوجه إليها، فوافقت نعيمة على لقاء هذا الزائر، لتكتشف بأنه رجل أنيق الثياب، وعلى وجهه علامات الارتباك.
بعد التقديمات الأولى، بدأ الرجل في سرد قصته بطريقة مؤثرة ومليئة بالعواطف. أخبر نعيمة أنها أمه، وأنها قد تركته وعمره لا يتجاوز العشر سنوات، لينطلق إلى بلاد بعيدة، حيث قضى أكثر من خمسة عشر عامًا يبحث عنها، وأنقذته تجارة الأغنام من الموت.
ومع زيادة الحديث والاستماع إلى قصة هذا الرجل، تزايدت علامات الارتباك والقلق على وجه نعيمة. فتجاوبت معه بلطف ورفق، محاولة فهم الوضع بشكل أفضل. وعندما سألته عن مراده وماذا يريد منها، أبدى رغبته في أن تعود معه إلى المنزل، مطالبًا إياها بالعودة إلى “البيت”. ورغم محاولاتها لتهدئته وإيجاد حلول، إلا أنها لم تستطع إلا أن تنفجر في صرخة من الخوف والقلق.
لحسن الحظ، حضر زوج نعيمة السابق حسين فوزي في الوقت المناسب، لينقذها من هذا الموقف الصعب ويتصل بالسلطات المحلية للتعامل مع الرجل الذي أصبح يتسبب في إثارة الذعر لدى نعيمة. وقرر زوجها السابق إيداع الرجل في مستشفى الأمراض العقلية للحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين.
تحديات صحية
إلى جانب نجاحها الفني، كانت نعيمة عاكف تواجه أيضًا تحديات صحية صعبة، حيث تم تشخيص إصابتها بسرطان الأمعاء. ورغم محاولاتها الشجاعة لمواجهة هذا المرض، إلا أنها فارقت الحياة في سن 37 عامًا يوم 23 أبريل/ نيسان عام 1966.
وبعد وفاتها، واجه ابنها الصغير صعوبات كبيرة في العثور على الرعاية اللازمة، مما جعله يعاني من سوء التغذية والظروف الصعبة.