لا يمكن لاي سياسة اقتصادية او مخطط تنموي ان ينجح في مجتمع يتمزق يوميا من خلال العنف والطلاق

 

 

جملة ن المراجعات الشجاعة تحتاجها بلادنا اليوم من ضمنها ما طرحته في علاقة باصلاح مجلة الاحوال الشخصية من أجل تنويع النظم العلائقية وإصلاح أوضاع اجتماعية لم تعد تحتمل المزيد من الصمت (تأخر سن الزواج وتفشي العنوسة، نسب طلاق عالية، حالات انفصال داخل مؤسسة الزواج {للعلمانيين :séparation des corps. } عنف بين الزوجين، أطفال خارج إطار الزواج ، عنف وانحدار في العلاقات داخل الاسرة، الزواج العرفي والعلاقات الموازية)

أطرح، من بين محاور البرنامج الانتخابي (انظر فيديو اعلان الترشح على هذه الصفحة https://www.facebook.com/LeilaHammamiOfficielhttps://www.facebook.com/LeilaHammamiOfficiel ) متى قرر الشعب ذلك من خلال استفتاء حر ونزيه، امكانية اقحام اي اضافة اي ضم اي توسيع مجال الاختيار بين نظام الزوجة الواحدة وتعدد الزوجات الى مجله الاحوال الشخصيه من باب الحريات الشخصية ومن باب التأقلم مع التطورات الاجتماعية التي لم تعد تحتمل اختزال العلاقات في نمط واحد. الخيار المضاف يتم بطريقه حرة بين الزوجين وبموافقة الزوجة الاولى.

قلت هذا في اطار معاينة للامراض التي تنخر المجتمع في صمت.
الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة حرر المرأة في مرحلة من مراحل التاريخ التي اتسمت بالعنف ضد المرأة. حررها من الجهل، حررها من الدونية… بالطبع هذا في سياق فلسفة كاملة ليست بعيدة ولا غريبة على الثقافة الفرنسية وليست غريبة ايضا عن التاثير الماسوني.

بقدر ما نثمن ما تم انجازه اليوم، إلا أننا نواجه اشكالية جديدة تحتاج الشجاعة والجرأة ، اشكاليات دفعتني الى طرح هذه الفكرة للنقاش والاستفتاء والعودة الى صاحب السيادة الاول والاخير وهو الشعب.

مجلة الاحوال الشخصية ليست قرآنا في اللوح المحفوظ. وما نشر في الصحافة يؤكد على اننا بصدد حالة من النفاق الاجتماعي القاتل في صلة بالقبول بالعلاقات الحرة وبالزواج العرفي وبالعلاقات الموازية عامة.

انا طرحت افكاري بكل شجاعة، بعيدا عن النفاق الاجتماعي، وقلت بصراحة نحن خارج الشريعة الاسلامية لكن قلت ايضا اننا خارج نظام المجتمعات الليبرالية ولا نزال نمارس سياسة دفن الرأس في الرمل.

الغريب ان البعض يتحدث عن المساواة ويتحدث عن التقدميه ويتحدث عن تحررية مجلة الاحوال الشخصية والحال انه عندما طُرِحَت مساًلة المساواة في الارث، النخب المنافقه والمحسوبة على التقدمية والتحررية احتجوا قائلين “كيف نخالف امر الله في الأصول وهي واجبة ؟”

يبدو ان الفكر المنافق استبدّ بالبلاد وتغلغل في في اجزائها.
في النهاية بالنسبة لي في هذه المرحلة التاريخية، الهام والاساسي في المنافسة الانتخابية هي الافكار، هي الاراء، هي المخططات والبرامج التي تعالج القضايا الحقيقية بشجاعة وتروٍّ ومسؤولية بعيدا عن الشعارات والشعبوية وعن القوالب الجاهزة وعن المزايدات والوعود الكاذبه والوعد والتوعد…

وعلى كل حال كل افكاري ومواقفي منشورة ومعروضة للعموم ولست مسؤولة عن سوء نية بعض المرضى من اصحاب القلوب السوداء والتُّفّه .

 

 الدكتورة – ليلى الهمامي
استاذة الاقتصاد والعلوم السياسية
الباحثة الاقتصادية والسياسية (الحرة) لدى البنك الافريقي للتنمية ، الامم المتحدة والاتحاد الاوربي

 

لا يتوفر وصف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى