هل صيام الستة البيض فرض؟.. دار الإفتاء تجيب
هل صيام الستة البيض فرض؟.. سؤال تزايدت معدلات البحث عليه في موقع البحث الشهير “جوجل” ومواقع التواصل الاجتماعي حيث طرح المسلمون عدد من الأسئلة حول صيام الستة البيض كان من بينها، هل صيام الستة البيض فرض؟، وهل يمكن صيام الستة البيض بنيتين؟، وحكم صيام الستة البيض قبل القضاء.
وانطلاقا من اهتمام موقع الأيام المصرية بالرد على جميع استفسارات القراء نوضح في السطور التالية، الإجابة على السؤال، هل صيام الستة البيض فرض؟، وذلك وفقا لما أعلنته دار الإفتاء المصرية.
وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية إن صيام الأيام الست البيض من شهر شوال جائز شرعًا، ويمكن صيامها مفرقة دون التتابع فيها خلال الشهر.
ومن الأفضل صيامها بعد عيد الفطر إذا تيسر ذلك للشخص، أما ما يُشاع عن كراهة صيام هذه الأيام لدى المالكية فهو ليس صحيحًا، بل هم يرون أنه من النافلة المستحبة صيامها.
هل صيام الستة البيض فرض
هل صيام الستة البيض فرض؟.. صوم الستة البيض
وقد يكون القول بالكراهة لديهم مرتبطًا بخطأ في إلحاق هذه الأيام برمضان باعتقاد بوجوبها، وإذا زالت هذه العلة فإن حكم الكراهة يزول معها.
ووردت في السنة النبوية المشرفة، أحاديث تحث على صيام ستة أيام من شهر شوال بعد إتمام صيام رمضان، حيث يقال إن صيامها يعدل في الأجر كصيام سنة كاملة، وذلك لأن الأعمال النافلة في هذا الشهر تحظى بثواب كبير ومضاعف.
وروى الإمام مسلم في “صحيحه” عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر».
حكم صيام الستة البيض قبل القضاء
تفسير أن صيام ستة أيام من شهر شوال يعدل في الأجر صيام سنة كاملة يأتي من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال: “إِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا”، وهذا يعني أن الثواب للحسنة يضاعف عشر مرات.
وفي هذا السياق، فإن صيام شهر رمضان يعادل صيام عشرة أشهر، حيث يُضاعَف ثواب الصوم في رمضان عشر مرات، وصيام الستة أيام من شوال يُعادل ستين يومًا، أي ما يقارب شهرين، وبالتالي يُعادل ثوابهما صيام شهرين، فبإتمام صيام رمضان وصيام ستة أيام من شوال، يكون المجموع مثل صيام السنة كاملة، أي اثني عشر شهرًا.
وروى النسائي في “الكبرى” وابن خزيمة في “صحيحه” عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بِشَهْرَيْنِ؛ فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ».
هل يمكن صيام أيام الست البيض متقطعين؟
وفيما يتعلق بالأفضلية بين صيام الستة أيام من شهر شوال بالتتابع أو التفريق، فقد اختلفت الآراء بين الحنفية والشافعية والحنابلة في هذا الأمر:
الحنفية: يرون أفضلية التفريق في صيام الستة أيام من شوال، وذكر الإمام الحصكفي الحنفي في “الدر المختار” أنه يُندب التفريق في صيام الستة أيام من شوال، وأنه لا يكره التتابع على المختار.
الشافعية والحنابلة: يرون أفضلية التتابع في صيام الستة أيام من شوال، وذكر العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في “مغني المحتاج” أنه يُستحب لمن صام رمضان أن يتبعه بستة أيام من شوال بالتتابع، وأن التتابع يُعتبر أفضلًا خاصة بعد عيد الفطر، لأنه يعبر عن المبادرة إلى العبادة ويحمي من بعض الآفات المحتملة للتأخير.
هذه الآراء تعكس الاختلافات الفقهية والتفسيرية بين المذاهب الفقهية المختلفة، ويعتمد الشخص على مذهبه واستنتاجاته الشخصية وما يرونه مناسبًا لحالته وقدرته على الصيام والعبادة.