إطلاق صواريخ وصياح الديوك وتوقف الطيور عن التحليق، أحداث ترافق الكسوف في أمريكا
يترقب ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية الكسوف الكلي للشمس، حيث ستشهد واشنطن أحداثًا كثيرة على صلة بهذا الحدث الفلكي، إذ تبث ناسا نقلًا مباشرًا بالفيديو لثلاث ساعات من مواقع عدة، مع نشر صور لتلسكوبات وتعليقات لخبراء.
تغييرات في أمريكا بسبب الكسوف
واحتشد ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية لرؤية الكسوف الكلي الذي يشكّل ظاهرة نادرة تحظى باهتمام كثيرين وفرصة علمية واقتصادية، في حدث يُفترض أن يبدأ في المكسيك ثم يمرّ بالولايات المتحدة لينتهي في كندا.
ويحدث الكسوف الكلي عندما يتموضع القمر تمامًا بين الأرض والشمس، ما يحجب ضوء الشمس مؤقتًا في وضح النهار.
وفي الولايات المتحدة، يعيش أكثر من 30 مليون شخص في المنطقة التي ستشهد كسوفًا كليًّا سيكون مرئيًا لبضع دقائق، بحسب وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
وفي هذا السياق ذكر رئيس وكالة “ناسا” بيل نيلسون أنّ “الكسوف يتمتّع بقوة مميّزة، كونه يمسّ بالأشخاص الذين يشعرون بنوع من التبجيل لجمال كوننا”.
ومن المفترض أن يكون الحدث مرئيًّا بدايةً على الساحل الغربي للمكسيك، بدءًا من الساعة 18:07 بتوقيت جرينتش، وسيعبر الكسوف 15 ولاية أمريكية، من تكساس إلى مين، قبل أن ينتهي في شرق كندا.
وسيتمكّن سكان المناطق التي ستشهد الكسوف المتوقّع أن يبلغ عرضه الكلي 185 كيلومترًا، من رؤية كسوف جزئي.
ومنذ اسابيع وتكرر السلطات الأمريكية نداءتها للمواطنين بضرورة الالتزام بتعليمات السلامة، وخصوصًا وضع نظارات خاصة بالكسوف مع خطر تعريض العيون لأذى كبير.
الكسوف الكلي للشمس
وبهذه المناسبة، ستُغلَق مدارس كثيرة أو ستسمح للتلاميذ بالمغادرة باكرًا، كما وصلت الحماسة المحيطة بالحدث إلى حدّ إقدام عدد كبير من القنوات الإخبارية الرئيسية مثل “سي إن إن” على عرض عد تنازلي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ويتوقّع أن تستفيد مناطق كثيرة من حضور السياح، إذ تقول جينيث بيترسون، المسؤولة عن الحدث في منطقة شمال سان أنطونيو بولاية تكساس: “حضر أشخاص من 50 ولاية وحتى من ألاسكا وهاواي. وثمة سياح من هولندا وفنلندا وألمانيا وإسرائيل ونيوزيلندا”.
وسيكون الكسوف مرئيًّا من الجوّ أيضًا، إذ يعتزم عدد من شركات الطيران تنظيم رحلات جوية في سماء المناطق التي ستشهد الكسوف. وسيراقب رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية هذه الظاهرة وسيتمكنون من رؤية ظل القمر وهو يمر عبر سطح الأرض.
إلا أنّ الأحوال الجوية قد تعطّل رؤية الكسوف في بعض المناطق. ففي ولاية تكساس مثلًا يُتوقّع أن يكون الطقس غائمًا.
الأهمية العلمية للكسوف
وينطوي الحدث على أهمية علمية أيضًا؛ إذ تطلق وكالة ناسا من ولاية فيرجينيا في شرق الولايات المتحدة ثلاثة صواريخ تجارب قبل الكسوف وخلاله وبعده، بهدف قياس التغيرات الناجمة عن الظلام في الجزء العلوي من الغلاف الجوي للأرض والغلاف الأيوني، حيث يمر قسم كبير من إشارات الاتصالات.
وستصبح الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية لغلاف الشمس، مرئية بوضوح خلال الكسوف، إلا أنّ مراقبتها دقيقة جدًّا لأنها تشكل المكان الذي تحدث فيه التوهجات الشمسية.
وسيتسبب الكسوف بتغيرات في سلوك الحيوانات التي تُعدّ حساسة للتغيرات في الضوء ودرجة الحرارة، فقد تبدأ الديوك والجنادب بالصياح، وستتوقف الطيور عن التحليق.