عودة صيدناوي وعمر أفندي.. خطة حكومية لتطوير شركات التجارة الداخلية
ترأس الدكتور محمود عصمت، وزير قطاع الأعمال العام، اجتماعًا لمناقشة خطة تطوير وتحديث فروع شركات التجارة الداخلية وفي مقدمتها صيدناوي وعمر أفندي.
يأتي ذلك في إطار خطة الحكومة لتطوير كافة الشركات التابعة، لتحسين أداء الفروع وزيادة الإيرادات بالتعاون مع القطاع الخاص، بما يحقق الاستفادة القصوى من الأصول المملوكة للشركات.
وركز الاجتماع على وضع خطة عمل لتطوير فروع شركات التجارة الداخلية مثل صيدناوي وبيع المصنوعات وبيوت الأزياء الراقية وعمر أفندي، وذلك من خلال الشراكة مع القطاع الخاص. تم استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة وتحديد الإجراءات اللازمة لتعظيم العائدات وتحسين جودة الخدمات المقدمة للعملاء.
كما ناقش الاجتماع خريطة فروع التجارة الداخلية وتوزيعها الجغرافي، مع التركيز على استغلال الفروع بشكل أمثل وتحقيق أقصى استفادة من مواقعها وعلاماتها التجارية المعروفة.
واتفق الحاضرون على ضرورة الشراكة مع القطاع الخاص في تحقيق أهداف التطوير والنمو لهذه الفروع.
كان أبرز المشاركين في الاجتماع الدكتور عصمت، والمحاسب عمرو عطية العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة للسياحة والفنادق، وأمل صالح مستشار الوزير لشؤون الشركات المشتركة، ومحمد هيثم ربيع العضو المنتدب لشركة صيدناوي وبيع المصنوعات، ومحمود عبدالله العضو المنتدب لشركة بيوت الأزياء الراقية.
متى تم تأسيس شركة صيدناوي
تأسست شركة محلات سليم وسمعان صيدناوي في عام 1913م كشركة مصرية، وبعد فترة من الزمن، تمت إقاتتها في الستينيات من القرن العشرين بناءً على قرارات التأميم، وأعيد تسميتها بالاسم الحالي “شركة الملابس والمنتجات الاستهلاكية” بعد دمج محلات شملا والطرابيشي وإسلام في شركة واحدة في عام 1967م. تعمل الشركة في مجال تجارة السلع الاستهلاكية والغذائية، وتتبع للشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما.
تضم شركة محلات سليم وسمعان صيدناوي عددًا كبيرًا من الفروع، حيث تمتلك 70 فرعًا منتشرًا في جميع مدن مصر، بالإضافة إلى 65 مخزنًا.
بدأت قصة هذه المحلات من دكان صغير للخردوات في منطقة الحمزاوي بحي الأزهر بالقاهرة، وتطورت لتصبح واحدة من أشهر سلاسل المحلات لبيع الملابس والمنتجات الاستهلاكية في مصر والعالم العربي.
المؤسسون لهذه الشركة هما الشقيقان سليم وسمعان صيدناوي، اللذان ينتميان إلى قرية صيدناوي شرق العاصمة السورية دمشق. وتعود بداية النشاط التجاري لسمعان صيدناوي إلى عام 1878م عندما وصل إلى القاهرة بعد أن طُرد من قريته بسبب خطيئة دينية. بدأ سمعان عمله في مجال التجارة مع عمه نيقولا صيدناوي، ولقد أظهر سمعان كفاءة ومهارة في العمل، مما دفع عمه لتشجيعه على الاستقلال في العمل.
فتح سمعان صيدناوي دكانًا صغيرًا للخردوات في منطقة الحمزاوي بالقاهرة، وبفضل الأمانة والصدق والبضائع ذات الجودة والأسعار الجيدة، أصبح الدكان محط أنظار الزبائن والتجار من جميع أنحاء القاهرة.
ثم انضم إلى سمعان شقيقه الأكبر سليم، حيث أصبحا يديران الدكان المزدهر الذي اكتسب شهرة كبيرة، مما دفعهما للتوسع وشراء عقار أوسع في ميدان الخازندار بالموسكي لمواكبة نجاحاتهما المتزايدة.
في عام 1913م، قام الشقيقان سليم وسمعان صيدناوي بهدم العقار القديم الذي كانوا يعملون فيه، وبنوا مكانه صرحًا معماريًا كبيرًا يُعتبر تحفة معمارية رائعة من حيث التصميم والبناء ويتألف المبنى من أربعة طوابق، حيث تبلغ مساحة كل طابق حوالي 2000 متر مربع، ليصل إجمالي المساحة إلى حوالي 8000 متر مربع. تم استخدام هذا المبنى لبيع المنتجات والمنسوجات المصرية الصنع، وهو النقطة التي بدأ منها اسم صيدناوي في مصر.
وصف المبنى الأثري لمحلات صيدناوي يظهر أنه محاط بسور حديدي يحيط به بوابة تؤدي إلى ساحة كبيرة تضم نافورة ومحاطة بسور حديدي يشبه أوراق الأشجار.
تتميز واجهات المبنى باللون الأصفر الجيري، ويوجد في أعلى المدخل الرئيسي للمبنى ما يشبه القبتين يتوسطهما اسم “صيدناوي” بحجم كبير ليكون مرئيًا من مسافة بعيدة. وفوق مدخل المبنى، يوجد قطعة من الرخام محفور عليها اسم “سليم وسمعان صيدناوي وشركاهم”.
ويتكون المبنى من أربعة أدوار، وكل دور يتمتع بمساحة تقريبية تبلغ 2000 متر مربع، ويضم المبنى اثنين من المصاعد الكهربائية باللون الذهبي ذات الطراز القديم واستغرق بناء هذا المبنى حوالي 3 سنوات، وافتتح رسميًا في عام 1913م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.
بالإضافة إلى عملهم في المجال التجاري، قام الشقيقان سليم وسمعان صيدناوي بالمساهمة في المجال الخيري بطرق مختلفة. فقاموا بإنشاء مستشفى سمعان صيدناوي الواقع في شارع الجمهورية، وكان مكان المستشفى في الأصل سراي ليعقوب باشا آرتين الذي تحول بعد وفاته إلى فندق، وتبرع سمعان صيدناوي ببناء المستشفى مكانه. وقد أكمل العمل على المستشفى وافتتحه الملك فاروق. كما شاركوا في بناء مدرسة بطريركية الروم الكاثوليك بشارع رمسيس لمحدودي الدخل.
متى تم تأميم شركات صيدناوي
في إطار سياسة التأميم التي قامت بها ثورة يوليو عام 1952م، وتحديدًا في عام 1967م، تم تأميم محلات صيدناوي بمختلف فروعها. وفي عام 1989م، تحولت شركة محلات صيدناوي إلى شركة مساهمة مصرية وخضعت بعدها للقانون رقم 203 لسنة 1991م الذي صدر بعد ذلك، وانتقلت تبعيتها من الشركة القابضة للتجارة إلى الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما.
بلغ رأس مال الشركة بلغ 6.5 مليون جنيه مصري موزعة على 6.5 مليون سهم بقيمة 1 جنيه للسهم الواحد. ويضم عدد فروعها 71 فرعًا، منها 59 فرعًا مستأجرًا و21 فرعًا مملوكًا للشركة.