النقد وانهيار الحضارة القسم الاول
محمد الكعبي
ظاهرة النقد من الظواهر الصحية والتي تعتبر من عوامل الرقي والتحفيز بشرط ان تكون باطر اخلاقية نبيلة، والشعوب التي تتقبل النقد وتعمل على تصحيح المسارات هي شعوب حية، والتي تعيش البصيرة وتسعى لترتقي بمجتمعاتها وتجعلها في مصاف الدول المتقدمة، أما الشعوب التي تعيش العقد الدينية والاجتماعية والكبت والارهاب الفكري وتكميم الافواه، فهي تحجر على العقول وتضيق الافاق على العلماء،
فتبرز حالة تغيير دور النقد أو تمنعه، فتحارب كل من يريد ان يدلو بدلوه من أجل الاصلاح، فتلك الشعوب في اسفل سلم الحضارة، بل هي شعوب ميته، ودول منهزمة في داخلها، ولا تستحق الاحترام. وكذا الافراد، فمنهم من يحترم النقد ويقبله، ويناقش بعقلانية وأدب فيقبل ويرفض ويحاور ويصحح، فهذا هو الانسان الحضاري، ومنهم من يرفض النقد ولايسمح به، بل يحاول أن يبرر الفشل ويعلقه بشتى الوسائل، ولايملك القدرة على المواجهة أو التصحيح فضلا عن الاعتراف بالاخطاء، لذا يبدأ مسلسل الانهيار الانساني والحضاري، فالتعنت والتزمت والعنجيهية والعصبية ديدن الفاشلين والمنهزمين،
وهي بداية النهاية لكل مجتمع، لذا علينا ان نواجه اخطائنا ونعالجها ونستفيد من التجارب القريبة والبعيدة مهما كانت ومن اين جاءت، عندها نستشعر نشوة البناء، ونتعاطى مع الاحداث بروحية مختلفة متفاعلة مع كل جديد وكل نصيحة ونقد بناء غايته التصحيح وليس التهديم، فكثير من النقد ليس من ورائه الا الهدم والاحباط وهذا نابع من الدونية والحقارة والحسد، فعلينا ان نتقبل الاخر ونعمل مع الجميع ممن ينسجم مع رؤيتنا وتطلعاتنا ويريد بنا الخير لنتمكن من بناء أمة ناضجة تتحمل اعباء المسؤولية وتمضي في سفينة النجاة إلى ساحل الخلاص والامان.