«والجبال أوتاداً».. إعجاز قرآني أبهر العلماء بأسرار اكتُشِفت حديثاً (خاص)
وورد ذكر الجبال في القرآن الكريم في آيات مختلفة، حيث ذكرت بصيغة الجمع 33 مرة، وبصيغة المفرد 6 مرات، وذكرت صفتها كـ”رواسي” 9 مرات.
وأكد العلم الحديث، كل ما جاء من أوصاف للجبال في الآيات الكريمة.
ومن الإشارات المهمة على ذلك سورة النبأ حيث جاء بها: ألَمْ نَجْعَلْ الْأَرْضَ مِهَادًا {6} وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا {7}، وتم التعبير عن ذلك أيضاً في سورة النازعات بعبارة أخرى، وهي وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا {32}.
وترمز تلك العبارة إلى ثبات الجبال ودورها الراسخ في القشرة الأرضية، وهو ما أكده العلم الحديث، حيث تؤكد الجيولوجيا الحديثة أن الجبال تلعب بالفعل دوراً حاسماً في تثبيت القشرة الأرضية، حيث تكون بمثابة مرتكزات أو مثبتات لقشرة الأرض.
ويقول محمود: “تتشكل الجبال عادة بسبب النشاط التكتوني، حيث تصطدم الصفائح التكتونية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأرض، وتساعد هذه العملية في إعادة توزيع كتلة الأرض وتثبيت القشرة الأرضية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجبال أن تمتص وتخفف الموجات الزلزالية، مما يقلل من تأثير الزلازل على المناطق المحيطة، وتتوافق هذه الوظيفة مع مفهوم الجبال كمثبتات كما جاء في القرآن”.
الجذور تحت السطح
ويوحي وصف القرآن للجبال مجازيا بأنها أوتاد، بأن لها جذوراً تحت السطح، وقد كشفت الدراسات الجيولوجية الحديثة بالفعل أن للجبال جذور تمتد إلى أعماق القشرة الأرضية، كما يوضح محمود.
ويقول إن “هذه الجذور توفر الدعم الهيكلي والاستقرار للجبال، وتمنعها من الانهيار أو التآكل مع مرور الوقت، كما يعد وجود الجذور الجبلية أيضاً أمراً بالغ الأهمية في فهم عمليات مثل التآكل والترسيب، لأنها تؤثر على المناظر الطبيعية والتكوينات الجيولوجية بطرق مهمة”.
تكوين الغيوم والأمطار
ويذكر القرآن أن الجبال تلعب دوراً في تكوين السحب وهطول الأمطار، كما جاء في الآية 27 من سورة المرسلات “وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا”، حيث تعمل الجبال كحواجز تجبر الهواء الرطب على الارتفاع والتكثف في السحب.
ويقول محمود إن “هذه الظاهرة تعرف علمياً بالرفع الجبلي، حيث تعيق الجبال تدفق الهواء، مما يؤدي إلى ارتفاعه وبرودته، وعندما يبرد الهواء يصل إلى نقطة الندى، مما يؤدي إلى تكثيفه وتشكل السحب”.
ويضف أن “هذه الغيوم الرطبة تطلق على شكل هطول، مثل المطر أو الثلج، وهو أمر ضروري لاستمرار الحياة على الأرض، وهكذا، تساهم الجبال بشكل غير مباشر في دورة المياه وتوافر موارد المياه العذبة”.
موطن لمخلوقات الله
والجبال أيضاً موطن للكثير من مخلوقات الله، ومن هذه المخلوقات النحل، قال تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا} ﴿٦٨ النحل﴾.
وقد أثبت العلم الحديث أنها موطن لربع الحياة البيولوجية على الأرض، إذ إنها “النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي”، باستضافتها عدداً كبيراً من الأنواع، مقارنة بحجمها، ويرجع ذلك إلى مجموعة متنوعة من العوامل مثل الموائل المتنوعة، والمناخات المتنوعة والمناخات الدقيقة، والعزلة، التي تعزز الأنواع.
ويقول محمود: “على سبيل المثال، قد يكون للجبال أنظمة بيئية مختلفة على ارتفاعات مختلفة، كل منها يدعم مجموعته الخاصة من الأنواع”.
ويضف: “كما أن العديد من الأنواع الموجودة في المناطق الجبلية متوطنة، مما يعني أنها لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض، وينطبق هذا بشكل خاص على سلاسل الجبال المعزولة أو تلك ذات السمات الجيولوجية الفريدة، وغالباً ما تتمتع هذه الأنواع المستوطنة بتكيفات متخصصة مع البيئة المحلية، مما يجعلها معرضة بشكل خاص لفقدان الموائل وتغير المناخ”.
الجبال كمعالم إرشادية للمسافرين
وتؤكد الآية (15) من سورة النحل (وَأَلْقَى فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) على وظيفة أخرى للجبال، وهي أنها تقوم بشكل غير مباشر بدور مهم كمعالم جغرافية، الأمر الذي له آثار عملية على الملاحة والتوجيه.
ويقول إنه ” في العصور القديمة، كانت الجبال بمثابة نقاط مرجعية للمسافرين، حيث ترشدهم في رحلاتهم عبر المناظر الطبيعية الشاسعة”.