“فتحي عفانة”: المرأة الفلسطينية تسابق الزمن لــــــ تخطي معاناة الحروب في يومها العالمي
كتب – علاء حمدي
قال المهندس / فتحي جبرر عفانة – سفير الأسرة العربية لدي دولة الامارات العربية المتحدة حول التحديات التي تواجهها المرأة الفلسطينية بين المعاناة والحرب في يومها العالمي بينما يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، لا يسعني التفكير سوى بنساء وفتيات غزّة، والواقع الأليم الذي يواجهنَه باستمرار. إذ في الوقت الذي يتم الاحتفال بالتقدّم المُحرز نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم، فإنّ التحديات المُستمرّة التي تواجهها المرأة الفلسطينية لم يتم الاعتراف بها بعد.
وأضاف ” فتحي عفانة ” اعتاد العالم أن يقيم يوما عالميا للمرأة في الثامن مارس (آذار) من كل عام، وبعض الدول كالصين وكوبا وروسيا تمنح المرأة إجازة في هذا اليوم من عملها، تقديرا لإنجازاتها في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. بينما في غزّة حيث تستمر الحرب، تتحمّل النساء الفلسطينيات عبئاً غير متناسب، وهو ما وصفته هيئة الأمم المتحدة بـ “الحرب على النساء” ذات الآثار المُدمّرة. ما يُقدّر بنحو 9000 امرأة قتلنَ بشكل مأساوي على أيدي القوات الإسرائيلية مع مرور حوالي 5 أشهرٍ على الحرب في غزّة. ومع ذلك، من المرجح أن يكون هذا الرقم أقل من الرقم الفعلي لعدد الضحايا الحقيقيين، حيث تفيد التقارير بأن العديد من النساء قد لقين حتفهن وما زلن تحت الأنقاض.
واشار ” فتحي عفانة ” الي العيش لـــدي النساء والفتيات في غزّة يعتبر كابوسٍ لا ينتهي، حيث يرافقهنّ يومياً العنف والدمار. إذ تخيّلوا فقط أن تستيقظوا كلّ صباحٍ من دون معرفة ما إذا كان هذا هو اليوم الأخير لكم، أو كم عدد الأحباء الذي قد تفقدونه اليوم. هذا هو الواقع بالنسبة للنساء والفتيات في غزّة، حيث يُعتبر كلّ نفسٍ معركةً وكفاحاً بحد ذاته، وتُصبح كلّ خطوة لهنّ مُحمّلة بالمخاطر.
كما اضاف سفير الاسرة العربية أنه تواجه النساء في غزّة من دون كللٍ أو مللٍ تحديات الحصار القاسي، ونجدهنّ يسعين بكل جهدٍ لتوفير الطعام والمأوى لأطفالهنّ بينما تُدمّر الغارات الجوية المناطق المُحيطة بهنّ. وتتصف المرأة الفلسطينية بالشجاعة، والقوّة، والمحبة، والذكاء والقدرة على الصمود والتحمّل. إنّها تستحق العيش بسلام وعدلٍ وكرامة لكي تزدهر. لذلك يجب علينا في هذا اليوم العالمي المُخصص للمرأة أن نتضامن مع النساء الفلسطينيات اللواتي يناضلنَ من أجل السلام والحرية والعدالة، وهي دعوة لنا جميعاً لاستعادة الإنسانية. يجب علينا أن نتحد تضامناً مع جميع النساء والفتيات اللواتي يعانين من الآثار القاسية للصراعات الوحشية في جميع أنحاء العالم. إنّ العدالة الحقيقية تتطلب الاعتراف بمعاناتهن وتحدياتهن المُتعددة والمُعقّدة.
والجدير بالذكر أنه أقيم أول احتفال بيوم المرأة والذي أطلق عليه (اليوم الوطني للمرأة) في 28 فبراير 1909 في مدينة نيويورك، ونظمه الحزب الاشتراكي الأميركي بناء على اقتراح من الناشطة “تيريزا مالكيل”؛ حيث ظهرت ادعاءات بأن هذا اليوم كان إحياء لذكرى احتجاج العاملات في مصانع الملابس في نيويورك في 8 مارس (آذار) 1857، لكن الباحثين أنكروا هذه الإدعاءات، وقالوا إنها تهدف إلى فصل يوم المرأة العالمي عن أصله الاشتراكي.