تلخيص كتاب احببت وغدا رحلة التعافي من العلاقات الموذية د.عماد رشاد
بقلم د : آمال إبراهيم
استشاري العلاقات الأسرية
“لا تقبل بعلاقة لا تسعك. لا تأمل تغيير بصمات روح لا تشبهك . لا تبق فقط لأنك تخشى وجع الفراق. لا تمكث لأنك اعتدت الجوار والصحبة
يطرح سؤالا :هل تجدي المواجهة نفعًا؟
الإجابة : نادرًا ما تُجدي المواجهة نفعًا؛ لأن المؤذي نرجسيا في طبيعته، لا يعترف بأخطائه، ويرى نفسه كاملا مثاليا لا مؤذيًا. فمواجهته لن تكون إلا محاولة بائسة
منك في سبيل إصلاحه أو تغييره. (*) وقد يقلب الموازين ضدك في حال أظهرت له عيوبه أو نقائصه فتشعر بالذنب تجاهه لذلك ينبغي عليك أن تأتي بالمواجهة في وقتها المناسب؛ وذلك بعد تقوية نفسك وتدعيم نقاط ضعفك وإصلاح الأساسات المعطوبة التي دفعتك إلى الخوض في هذه العلاقة والاستمرار فيها.
نموذج كيبلر روس للحزن والفقد
فقد صممت هذا النموذج النفسانية (إليزابيث كيبلر (روس) كمراحل لما يمر به المحتضرون، أو لمن يعرف بحتمية موت أحد أحبته. ثم عُمم لاحقا على كل من يصاب بالفقد والصدمات
.
المرحلة الأولى:
مرحلة الإنكار؛ حيث نحاول فيها تغيير الحقيقة وتزيينها ليسهل علينا تقبلها، ولتخفف عنا وطأة الوجع فترفض الضحية تصديق أمر الفراق تارة، متعللة بأن الحب الذي جمعهما لا يموت أبدا! وتارة ترفض تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية؛ فهو لم يكن حبا في الحقيقة، إنما كان إدمانا وتعلقا واعتيادًا. وهو لم يكن شوقا، إنما كان لهفة إدمانية على القرب والحديث مع المؤذي وتارةً تلقي اللوم على أطراف خارجية كالظروف الخارجة عن الإرادة، أو أحد الأفراد، أو الحسد وتتعدد أشكال الإنكار لتصل إلى شكل التعميم وهو قيام الضحية بتعميم تجربتها على كل تجارب الحب واستذكار الفتيات اللاتي كن في علاقة مؤذية، كنوع من تخفيف الابتلاءات على النفس
.
المرحلة الثانية
مرحلة الغضب؛ حيث تبدأ الضحية بتجرع الحقيقة المرة – حقيقة تعرضها للإيذاء. (**) فتدخل في دوامة الصدمة التي تتخبط داخلها بالكثير من الأسئلة، وكل الأجوبة تقودها إلى الغضب الغضب تجاه ذاتها وتجاه المؤذي. ويأخذ الغضب شكل الدعاء على المؤذي؛ فتدعو الضحية على المؤذي بالهلاك والانتقام … إلخ . وقد يأخذ شكل الغضب على الظروف والقدر والإله ذاته – بغض النظر عن إيماننا ومعتقداتنا عنه
.
المرحلة الثالثة:
مرحلة المساومة؛ تتضمن (ماذا لو ) بصيغة الماضي : ماذا لو لم أتصرف هكذا؟ وماذا لو)
بصيغة الماضي: ماذا لو لم أتصرف هكذا؟ وماذا لو)
بصيغة الحاضر: ماذا لو عدنا وأخذت منه عهدًا
بالتغيير؟ ماذا لو أرسلت له رسالة أخيرة؟ وماذا لو)
بصيغة المستقبل: ماذا لو انتظرته سنينا لعله يعود؟
وهذه المرحلة هي الأكثر خطورة في مراحل التعافي لأننا نكون فيها أكثر هشاشة وأكثر ضعفًا أمام عودة المؤذي. لأنه لو عاد هنا لصدقنا وعوده الكاذبة، ولسامحناه على كل ما بدر منه بأسلوبه المراوغ. وقد ندخل أيضًا في شباك وهم الحاجة إليه لأمر مهني أو عائلي حتى نتواصل معه! فبهذه المرحلة إما أن نعود تحت تعهده الكاذب بالتغيير، وإما أن يرفض المؤذي العودة فندخل إلى المرحلة التالية قسرا – حيث لا مفر منها، وإما أن نستفيق وندخل
المرحلة الرابعة
طوعا، مدركين بذلك طبيعة ما حصل لنا، ومقبلين على الشفاء التام برغبة تامة.
مرحلة الاكتئاب حيث تفقد الحياة
ألوانها في عيوننا، وتبهت الأشياء من حولنا، وينكر بعضنا وجود الحب والخير في هذا العالم، وينكر البعض وجود العدالة الإلهية وتراودنا أفكار عديدةمن المستحيل أن أحب ثانيةً كل الرجال خائنون
وكما يصف الكاتب هذه المرحلة: “الدوبامين الناقص في أدمغتنا بفعل غياب المادة الإدمانية، يمنحنا الضيق واليأس والأفكار السوداوية. فهذه أصعب مرحلة بالتعافي، وقد نحتاج هنا إلى صديق واع أو إلى مختص كي يساعدنا على الدخول إلى المرحلة الأخيرة
.
المرحلة الأخيرة
مرحلة القبول؛ هي مرحلة السلام النفسي والتصالح مع الذات، وتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقة، وتقبل الحقيقة كما هي بلا أنكار أو أعذار أو أقنعة. ننظر في هذه المرحلة إلى الجانب الإيجابي الذي تركته هذه العلاقة في حياتنا؛ وهو أننا تعلمنا من هذه التجربة، وعرفنا مواضع الضعف في شخصياتنالنعمل على تقويتها كي لا نقع في حب مؤذ آخر. نتعامل مع جروح قلوبنا بطريقة سليمة، ثم نطهرها ونغلقها، ونتركها للزمن، ونقف ثانيةً على أقدامنا لنرى النور والجمال الذي ما زال ينتظرنا في هذا العالم.
ولا بأس في هذه المرحلة أن نطلب الدعم الخارجي نطلب من صديق أو شخص متخصص أن يقف إلى جانبنا، أن نُقر بأننا نحتاج إلى من يخبرنا أن في آخر هذا النفق المظلم يقبع ضوء وسلام، حتى وإن لم نكن نراه الآن”.كما ينبغي علينا أن نروي قصتنا لأحد ما، أن تفصح عن مكنونات أنفسنا لشخص ناضج ومتزن – ويفضل أن يكون معالجا أو طبيبًا مؤهلا. أن تعري أنفسنا أمامه ونذكر له تفاصيل حكايتنا عن إيذاء النرجسي لنا، وعن إيذائنا لأنفسنا في هذه العلاقة، عن الأشياء التي نذكر له تفاصيل حكايتنا؛ عن إيذاء النرجسي لنا، وعن إيذائنا لأنفسنا في هذه العلاقة، عن الأشياء التي نخجل منها كالمساحات التي تتعلق بالجسد والجنس، نحتاج إلى شجاعة لنتحدث عنها؛ ليعود علينا الحديث عنها بالشفاء التام وتلاشي الشعور بالخزي والعار والصفح عن الذات.
ثم يشدد الكاتب على ضرورة الكتابة عن العلاقة المؤذية بعد الانتهاء منها تحدث أنفسنا عن المساحات السيئة التي استهلكتنا في تلك العلاقة والتي لن نعود لها ثانية، عن المشاعر المؤلمة التي أبكتنا ليالي طوال. وذلك كجدار امن نحتمي به إذا قرر المؤذي العودة ثانية نعود فنقرأ كل ذكرياتنا المؤلمة وأوقاتنا البشعة التي أفنيناها مع الشخص الخطأ، فلا نسمح له بأن يغرقنا بأكاذيبه مرة أخرى.ثم يأخذنا لاحقًا في رحلة الفطام التام؛ حيث ننزع المؤذي من حياتنا بشكل قاطع وحاسم لا عودة فيه. فنحذف صوره عن هواتفنا ، ونتخلص من رسائله الورقية وهداياه، ونغلق أي سبيل قد يدفعه إلى العودة إلينا.
“فلا أحد يتعافى والجرعة لا تزال في جيبه، ولا أحد يتجاوز دون أن يتخلى عن تشبثات الذكرى”
.
ثم ننتقل إلى مرحلة فصل الفعل عن الانفعال؛ وهي أن نترك اندفاعيتنا جانبا. فالانفعال هو أن نبكي، ونتذكر ونتلهف، ولا بأس بهذا كله ولكن الفعل هو أن نبحث عنه، ونتلصص على حساباته، ونتتبعه ونراقبه لذلك ينبغي علينا أن نغلق الملف إغلاقا محكما ونمضي ثم ننتقل إلى مرحلة فصل الفعل عن الانفعال؛ وهي أن نترك اندفاعيتنا جانبا. فالانفعال هو أن نبكي، ونتذكر ونتلهف، ولا بأس بهذا كله. ولكن الفعل هو أن نبحث عنه، ونتلصص على حساباته، ونتتبعه ونراقبه لذلك ينبغي علينا أن نغلق الملف إغلاقا محكما ونمضي قدما.
ومن الجدير بالذكر كذلك أن الكاتب وضع عنوانا مستقلا (الاعتراف بالعجز)؛ يتحدث فيه عن اعترافنا بأننا تصيبنا الهشاشة والضعف أمام المؤذي، فاعترافنا هذا هو وقاية لنا في حقيقة الأمر! إذا أنه إن عاد المؤذي مرة أخرى، فلا نسمح له بأن يتحدث إلينا بكلمة واحدة، ونغلق الباب في وجهه، وإن أتى من باب آخر أغلقناه كذلك. لأن محاولاته لن تنتهي فهو لم يجد من يمنحه المدد النرجسي، فعاد مرة أخرى ليشحن بطاريته بالمدد ثم يغادر، ويعود لشحنها حين تفرغ مرة أخرى وأخرى.
وبعدها ينتقل الكاتب إلى الحديث عن الاجترار النفسي؛ وهو قيام الضحية باجترار الذكريات كلما احتاجت إليها في لحظة ضعف أو حزن، ما يسبب لها ضوضاء ذهنية وتعكراً في المزاج. (***) فهذا الاجترار نتحکم به بكامل إرادتنا؛ حيث ينبغي علينا الانتباه منه وإبعاده عنا، وكلما قادنا ذهننا إلى ذكرى ما نقوم باستعادته إلى اللحظة الحاضرة، إلى هنا والآن
فصل التعافي
من الفراغ العاطفي؛ فبعد مرورنا بكل مراحل التعافي ينبغي أن يكون قد اكتمل لدينا إدراك بأساس العلاقة من تعرضنا للإيذاء من النرجسي، مرورًا بالفراغ العاطفي الذي كان عندنا، وصولا إلى الأوهام التي أسميناها بأسماء زائفة لذلك علينا أن نحل المشكلة من جذورها، ليكون تعافينا كاملاً وصحيا لا زائفًا ووهميًا. ولنملأ فراغنا العاطفي،
نبدا ثلاث خطوات
الخطوة الأولى :
الامتلاء بالقوة العظمى؛ حيث أننا بدخولنا في هذه العلاقة المؤذية نسينا كل ما حولنا وجعلنا هذه العلاقة محور حياتنا، والشخص المؤذي محطة ارتكازنا واستنادنا، وربما لم نضع في علاقتنا احتمال أن هذا المؤذي سيغادرنا يوما، فنسينا سندنا الأعظم وقوتنا العظمى التي نستمدها من الله. علاقتنا الروحية مع الله هي قوتنا العظمى وسندنا الدائم
الخطوة الثانية:
الامتلاء بالذات، أن نملأه بأنفسنا يمنحنا الاتزان والأمان ونجاحاتنا، أن نخطو نحو نجاحاتنا بوعي مقصود مدروس، لا مجرد أمر تخديري يلهينا عن آلامنا أن
نسعى لترميم ذواتنا وعلاقاتنا التي قطعناها بالناس والأشياء من حولنا، والعودة إلى عملنا ودراستنا والسير على درب التطوير والنجاح في حياتنا. وهذا
يؤهلنا إلى النضج الكافي والاتزان العاطفي الذي يقودنا إلى الخطوة الثالثة.
ولنملأ فراغنا العاطفي، يرشدنا الطبيب الرائع إلى ثلاث خطوات
الخطوة الأولى: الامتلاء بالقوة العظمى؛ حيث أننا بدخولنا في هذه العلاقة المؤذية نسينا كل ما حولنا، وجعلنا هذه العلاقة محور حياتنا، والشخص المؤذي محطة ارتكازنا واستنادنا، وربما لم نضع في علاقتنا احتمال أن هذا المؤذي سيغادرنا يوما، فنسينا سندنا الأعظم وقوتنا العظمى التي نستمدها من الله. علاقتنا الروحية مع الله هي قوتنا العظمى وسندنا الدائم الذي يمنحنا الاتزان والأمان. (****)
الخطوة الثانية: الامتلاء بالذات أن نملأه بأنفسنا ونجاحاتنا، أن نخطو نحو نجاحاتنا بوعي مقصود مدروس، لا مجرد أمر تخديري يلهينا عن آلامنا أن نسعى لترميم ذواتنا وعلاقاتنا التي قطعناها بالناس والأشياء من حولنا، والعودة إلى عملنا ودراستنا والسير على درب التطوير والنجاح في حياتنا. وهذا يؤهلنا إلى النضج الكافي والاتزان العاطفي
الخطوة الثالثة: الامتلاء بعلاقة صحية نصل هنا إلى مرحلة تكوين علاقة صحية بكيان متماسك ناضج لاتذوب فيه ذواتنا وطموحاتنا ومبادئنا، مرحلة ندخلها
بمزيج من توافق العقل مع العاطفة، فيظهر الانسجام وتحقيق الأحلام، وتتكلل مسيرتنا بالنجاح
كتاب احببت وغدا