كيفية إعداد الطفل لشهر رمضان المبارك؟!
بقلم
د/ مروه الدالي
أخصائي تعديل سلوك الطفل
الأطفال هم زينة الحياة الدنيا، ورصيدنا الباقي في الحياه بعد الموت.. وشهر رمضان المبارك هو فرصة عظيمة لها أثر بالطبع على نفوس أطفالنا، لذلك يجب أن نحسن استغلالها حتي ينعكس على سلوك أطفالنا في شخصيتهم وتنمية مهاراتهم في شئون حياتهم المختلفة.
فمن أهم الأشياء الجديرة بالذكر أن نجعل الصيام لحظات سعاده في قلوبهم ينتظرونه بفارغ الصبر، وفي نفس الوقت نسعي في غرس المعاني الإيمانية في نفوسهم، فارتباط المشاعر بالشعائر أمر بالغ في الأهمية، فالذكريات والمشاعر الجميلة والتقاليد من زينة رمضان والفانوس والمسحراتي وصلاة التراويح فكل هذا له أثر نفسي إيجابي في شخصية الطفل، والهدايا والألعاب في بداية الشهر تحمل معاني هامة للطفل أن هذا الشهر المبارك يأتي ويأتي معه الخير.. فيحبونه وينتظرونه بفارغ الصبر.
ومن الأمور المهمة أيضًا تعويد الطفل على الصوم والتدرج في ذلك، فإعدادهم نفسيًّا، وتهيئتهم فكريًّا، فالأطفال دون سن العاشره يفضل تهيأتهم على الصيام حتى ولو لأذان الظهر أو يبدأ الصيام من أذان العصر إلى المغرب وكل طفل حسب طاقته وقدرته على ذلك، ثم نبدأ بالإلزام عند العاشره من عمره اليوم كاملًا، والتلطف وعدم استخدام العنف فاستخدام العنف يترك أثر سلبي في نفسيته، وبدلا من أن يكون شهر رمضان يحمل ذكريات جميلة ستكون ذكريات أليمه.
يكون الصوم بتفاهم ورضا حتى لا يشعر بأنه مجبور على ذلك، وذلك من خلال التشجيع والثناء عليه ولو بالكلمات الطيبه التي تعزز من نفسيته وتشعره بالثقة فيبحث نحو الأفضل دائمًا. ويمكن أن نفتح باب المنافسة بين الأطفال كأن يقال لهم: “من يصوم أكثر له جائزة أكبر”، و”من يصلي التراويح إلى نهايتها له كذا وكذا”، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطفل عادة يحب المكافأة السريعة.
إقبال الطفل على مشاركة والديهم في الصيام يحمل معنى تربوياً هاماً، فهو يغرس الثقة في نفس الطفل، وينمي لديه الشعور بإثبات الذات، والإحساس بالمسؤولية، عندما يشعر بأنه يقوم بأعمال يمارسها الكبار، وشهر رمضان أيضاً فرصة عظيمة لغرس المعاني الإيمانية في نفوس أطفالنا، كالصبر، وتحمل الجوع والعطش، ومراقبة الله سبحانه وتعالى.
وجبه السحور شرط أساسي لصيام الطفل وتناول الخضروات والفواكه وشرب الماء والعصائر بكثره بين الوجبتين لتعويض جسم الطفل في أي نقص من الفيتامينات والأملاح المعدنية، مع محاولة الحد من نشاط الطفل في ممارسة الرياضة، فالنشاط الزائد يشعره بالجوع والعطش.
أما الأطفال المصابون بالأنيميا الحادة أو الربو أو أمراض الكلي والسكر فكل هؤلاء قد يصابون بالجفاف أثناء صيامهم بسبب نقص السوائل بالتالي قد يؤثر سلبيا على حالتهم الصحية، لذا يجب متابعتهم عند الصيام فعند الشعور بالخمول أو انخفاض مستوى السكر أو التأثير على إدراكه، فيجب على الفور افطاره حتى لا يتعرض لمخاطر صحية تحدث له مضاعفات. وفي حاله ذلك يجب أن نوضح للطفل أن الله أعطى الرخصة بالإفطار.