رأس الحكمة .. من الصداقة الى التوأمة
بقلم د. علي محمد العامري
رأس الحكمة الإماراتية هو في اتخاذ قرار عظيم في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد المصري والأوضاع في المنطقة بالاستثمار في منطقة رأس الحكمة، الواقعة في الساحل الشمالي بمصر.
لا يخفى على أحد أن ما تمر به مصر من أوضاع اقتصادية غاية في الحساسية، بالإضافة إلى الحرب على الحدود المصرية في غزة، تهدد الأمن والاستقرار في البلد الأفريقي.
اتخاذ قرار الاستثمار في مصر في هذا التوقيت وبهذا الحجم يدل على أن العلاقة الإماراتية المصرية تجاوزت الصداقة، ووصلت إلى التوأمة، بحيث أصبح ما يضر مصر، يضر دولة الإمارات، وما ينفع مصر ينفع دولة الإمارات.
مشروع رأس الحكمة التي ستنفذه أبوظبي القابضة والتي ستضخ من خلاله استثمارات مباشرة وسريعة ما يعادل خمسة وثلاثين مليار دولار سيكون الاستثمار الأضخم والأكبر في تاريخ مصر على الإطلاق، فلن يتوقف الاستثمار في مشروع رأس الحكمة إلى هذا الحد وإنما ستتدفق على المشروع في تنفيذه وإدارته ما يقارب المائة وخمسين مليار دولار، وسيعمل في المشروع الآلاف من المصريين مما سيخلق فرص عمل كبيرة، بالإضافة إلى أن مصر ستحصل على عوائد من المشروع تقدر بـ35%، ما سيجعل هذا المشروع الاستثمار السياحي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.
ويتضمن المشروع، بناء مدينة سياحية بكامل مقوماتها من موانئ ومطار وفنادق وفلل ومطاعم وأسواق، سيكون فيها كل الخدمات الضرورية من أمن ومستشفيات، وستكون من أكبر مناطق الجذب السياحي والذي سينعكس إيجاباً على السياحة في مصر بالمجمل.
أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها مع مصر منذ قيامها ومع كل حكامها، مما يعني أن دولة الإمارات مع مصر أرضًا وشعبًا، تهمها مصلحة مصر في كل الظروف والأزمنة في الحرب والسلم.