الذكرى الثانية للحرب الروسية الأوكرانية : سفير روسيا : نحرر بلادنا السوفيتية .. سفير أوكرانيا : نسعى للسلام مقابل أراضينا

 

أيمن عامر

مر عامان على اشتعال الحرب الروسية فى أوكرانيا التى أندلعت فى 24 فبراير 2022 ودخلت الحرب عامها الثالث وسط استمرار الخسائر البشرية والاقتصادية للجانبين ومعها تفاقمت أزمات الغذاء والطاقة للكثير من بلدان العالم .
ومع إصرار كل طرف باستمرار الحرب حتى تحقيق الأهداف المعلنة التى لم تتحقق حتى الأن ، مع نشوء نداءات ومبادرات السلام العربية والدولية لإنهاء تلك الحرب ، وتزامن ذلك مع استفحال توغل الاحتلال الإسرائيلى للعدوان على غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة مخلفاً أكثر من مائة ألف بين شهيد وجريح ومفقود ومليون ونصف نازح . وسط تباين مواقف أطراف الحرب والداعمين لها . فتقوم الولايات المتحدة وأوروبا الداعمين لأوكرانيا ضد ما يصفونه بالاحتلال الروسى ، بدعم الاحتلال الإسرائيلى اللا محدود والعدوان على قطاع غزة ، فى الوقت الذى ناصرت فيه روسيا التى تقول أنها تدافع عن أمنها القومى ، القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى ضد الاحتلال الإسرائيلى .

وكان لسفيرى روسيا وأوكرانيا أرائهما المتباينة فى الذكرى الثانية للحرب فى السطور التالية :
السفير ميكولا ناهورنى : أوكرانيا ترغب فى السلام مقابل اراضيها حتى الحدود
قال سفير أوكرانيا لدى مصر، ميكولا ناهورنى، إن بلاده تريد السلام الشامل والعاجل وانسحاب القوات الروسية من جميع أراضيها.
وأدان السفير ميكولا ناهورنى ، ما وصفه الغزو الروسى على أوكرانيا ، قائلاً ، قبل عامين وبالتحديد فى 24 فبراير 2022، شاهد العالم برعب اندلاع الغزو الروسي الواسع النطاق لأوكرانيا، محطمًا السلام على القارة الأوروبية.مضيفاً لقد تسببت هذه الحرب الوحشية، المتمادية في العدوان والاستهانة بالقانون الدولي، في معاناة هائلة للشعب الأوكراني، وأودت بحياة العديد من الأبرياء وزعزعت النظام العالمي.

وأوضح السفير ميكولا ناهورنى ، إن هذه الحرب لم تبدأ فعليا في عام 2022 ، قائلاً إن عدوان روسيا على أوكرانيا يعود إلى عام 2014، مع الاحتلال المؤقت لشبه جزيرة القرم وغزو منطقة الدونباس.
وأكد ميكولا ناهورنى ، إن وحدة بلداننا الداعمة للديمقراطية والحرية أدانت العدوان الروسي الذي ينتهك سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية وجميع البلاد الحرة المؤمنة بالحرية تضامناً مع شعب أوكرانيا الشجاع.
وتابع ناهورنى ، تحمل هذه الحرب عواقب وخيمة تتجاوز الحدود الأوروبية. إنها تهدد المبادئ الأساسية للقانون الدولي والنظام العالمي القائم على القواعد. كما أنها تقوض الأمن الغذائي العالمي، مما يشكل تحديات كبيرة للناس الأبرياء الآخرين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في مصر.

واستطرد ناهورنى ، وبهذه الروح، وبوعي بحقيقة أن هذه الحرب ليست مجرد نزاع إقليمي، العالم الحر يقف مع أوكرانيا ليس فقط من أجلها، بل من أجل حماية مبادئ القانون الدولي التي توجِّهنا في جميع النزاعات الدولية، بما في ذلك الحرب المستمرة في غزة، ونبقى متمسكين بتعهدنا بالالتزام بها.
وأكد السفير ميكولا ناهورني سفير أوكرانيا بالقاهرة ، أن بلاده حققت تفوقا في مجال الإنتاج العسكري بفضل دعم الحلفاء، وأن كييف باتت قادرة على حماية الصناعات العسكرية النشطة حاليا في بلاده، من مخاطر الهجمات الروسية، مشيرًا إلى أن الحرب في غزة حولت الانتباه العالمي عن الحرب في أوكرانيا.

وقال ميكولا ناهورنى، إن بلاده تريد السلام الشامل والعاجل وانسحاب القوات الروسية من جميع أراضيها.وقال ، أن روسيا هدفها الحرب الاستعمارية ولا ترغب في التفاوض وأبدى تمنياته بتفعيل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام وقال ان الحرب لها تأثيرات وتداعيات على العالم كله، والحكومة والشعب الأوكرانى يسعيان لإحلال السلام، ونحن نريد أن يكون السلام دائما وشاملا ، مقابل تحرير أراضينا حتى الحدود

وحذر ناهورنى ، من أن المحطات القادمة لروسيا ستكون لجمهوريات البلطيق والقوقاز وأسيا الوسطى ، وهو ما يثير القلق الشديد للمجتمع الدولى ، وأوكرانيا ترغب فى إنهاء هذه الحرب فى أقرب وقت ممكن ، موضحاً أن الرئيس زيلنيسكى أقترح مبادرة للسلام تتكون من عشرة بنود رامية لتحقيق السلام فى أوكرانيا ، وتم عقد أربع اجتماعات بمشاركة ثمانين دولة ومنظمة دولية بهدف إعداد قمة للسلام بدعوة رئيسى أوكرانيا وسويسرا، مقترح أن تقام بنصف العام الجارى بسويسرا بمشاركة رؤساء الحكومات والدول ، وستعمل هذه القمة لتشكيل تسع لجان للعمل على صيغة السلام الأوكرانية
وأعلن سفير أوكرانيا بالقاهرة ميكولا ناهورنى، أن عدد القتلى فى صفوف الجيش الروسى خلال الحرب على أوكرانيا حتى الآن بلغ 400 ألف قتيل بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى.

وقال سفير أوكرانيا بمناسبة مرور عامين على الحرب الروسية: لا أعتقد أن روسيا سوف تتوقف عن هذه الحرب، مشيرًا، إلى أن عدد الجنود الروس المشاركين فى الحرب يبلغ 500 ألف مقاتل.
وأوضح أن الحرب مع موسكو بدأت منذ عشر سنوات بعد الاعتداء الروسى على الأراضى الأوكرانية، وأن أوكرانيا تعانى من جراء هذه الحرب وتتعرض لمأساة اقتصادية وديموغرافية وخسائر كبيرة لا يمكن إحصائها.

وقال السفير: إن هذه الخسائر أيضًا هى خسائر لدول العالم كله اقتصاديا وفى الأمن الغذائى وفى الطاقة وعلى المستوى الإنسانى أيضًا، مؤكدا أن الحرب أثرت على الوضع الاقتصادى العالمى وعلى أسواق الغذاء فى أفريقيا وعلى الأمن والطاقة والجوانب الإنسانية وذلك بعد أن خرقت روسيا جميع الاتفاقيات.
وأعلن سفير أوكرانيا ، أن روسيا تستهدف احتلال كامل الأراضى الأوكرانية، فيما تستهدف أوكرانيا تحرير الأرض، مشيرًا، إلى أن روسيا تحاول تجنيد مرتزقة من دول عربية وأفريقية.

وأوضح ناهورنى أن روسيا تصنع الصواريخ والقذائف المستخدمة في الصراع، مشيراً إلى أن بعض هذه الصواريخ قد تم تسليمها من أوكرانيا وفقًا لاتفاقيات سابقة
وفيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وأوكرانيا، أوضح السفير أن بلاده كانت تصدر لمصر القمح والحديد لكن الأراضى الزراعية تقلصت بعد الحرب، وكانت مصر منذ عامين مقصد مهم للسياحة الأوكرانية، وبلغ التبادل التجارى بين البلدين مليار دولار.
وأضاف، كما زادت الصادرات المصرية إلى أوكرانيا العام الماضى حيث بلغت 300 مليون دولار، وسوف يستمر التعاون الاقتصادى والتجارى.
وعن التقارب المصرى – الروسى مؤخرًا، قال السفير: مصر لديها مصالح استراتيجية مع روسيا، ونحن نحترم هذه المصالح، ومصر أيضًا تحترم المصالح الأوكرانية.

وأشار إلى خروج روسيا من مبادرة “البحر الأسود لنقل الحبوب” واستمرار أوكرانيا فى تصدير الحبوب للخارج وتساعد الدول المحتاجة دون مقابل.
وأعلن السفير، حاجة أوكرانيا إلى منظومة دفاع جوى ومقاتلات إف 16، وذلك من أجل الاستمرار فى الدفاع عن نفسها.
وقال السفير ميكولا ناهورني، إن الحرب مع روسيا لن تنتهي قريبا، لأن كل طرف لم يحقق غرضه منها.
وأضاف أن هدف كييف هو استعادة أراضيها بالكامل، بينما تسعى روسيا للسيطرة على أوكرانيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
وأكد سفير كييف بالقاهرة ، أن الهجوم الأوكراني المضاد مستمر وصعب لأن روسيا استعدت له، مشيرا إلى أن كييف تحتاج إلى تحقيق تفوق عسكري على موسكو وخاصة في المجال الجوي حتى يحقق الهجوم أهدافه.

وحول تأييد الرئيس زيلينسكي للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ، قال السفير ميكولا ناهورنى : إن أوكرانيا تؤيد حق الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وأن هناك سفارة للسلطة الفلسطينية فى كييف وأنها ترفض جميع أشكال العنف من كافة الأطراف ونرفض استهداف كافة المدنيين ، مؤكداً أن أوكرانيا طالبت مراراً وتكراراً بوقف الحرب فى قطاع غزة من أجل إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى وأنها تؤيد حق الشعب الفلسطينى لتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ضمن حل الدولتين .

جيورجي بوريسنكو : نحن نشن حربا دفاعية وعادلة
من جانبه قال سفير روسيا في مصر جيورجي بوريسنكو بمناسبة الذكرى الثانية للحرب ، إن العملية العسكرية الروسية أنطلقت لحماية دونباس ، قائلاً ، في الأيام الأخيرة، أدلى العديد من السياسيين والدبلوماسيين الغربيين بالتصريحات التي قالوا فيها أن يوم 24 فبراير يمثل مرور عامين على بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة. ولكنهم فقط “نسوا” أن يذكروا أن الحرب التي شنها النظام الإجرامي في كييف ضد الشعب الروسي بتحريض وبدعم من الغرب تستمر منذ عشر سنوات.

وأوضح السفير جيورجي بوريسنكو ، لم تبدأ العمليات القتالية في عام 2022 ولكنها في الحقيقة بدأت في عام 2014 عندما حاول النازيون الجدد الأوكرانيون مهاجمة شبه جزيرة القرم وبدأوا في قصف دونباس وأحرقوا مدنيين في مدينة أوديسا أحياء. وقتل الجلادون الدمويون لمدة ثماني سنوات على التوالي النساء والأطفال دون عقاب ولامبالاة كاملة من القادة الغربيين، مثلما هو الحال الآن في قطاع غزة، حتى تدخلت روسيا في هذه الحرب لدفاع سكان دونباس.

وأضاف السفير الروسى جيورجي بوريسنكو ، نحن نشن حربا دفاعية وعادلة للدفاع عن أمننا القومى . ونحن لا نطالب بما هو ملك للآخرين ولكننا ندافع عن أرض أجدادنا او أراضي الشعب الروسي الموحد من الاوكرانيين مثل زيلينسكي، الذين نسوا جذورهم وخانوا أسلافهم ويمتدحون شريرا مثل هتلر ويعملون بناء على أوامر من واشنطن التي تسلحهم وتدفعهم إلى جرائم جديدة. ويمكنهم ان يواصلوا في سفك الدماء لفترة طويلة، لكن ساعة القصاص ستأتي.

وأكد السفير الروسى ، إن الاختبارات والصعوبات لا تؤدي إلا إلى جعل روسيا أقوى، بما في ذلك ساعدتنا إلى حد كبير ما يقرب من 20 ألف عقوبات فرضت علينا في تعزيز قدراتنا العسكرية والصناعية. وان الولايات المتحدة وأوروبا، اللتان فرضتا هذه العقوبات تسببتا في حفز تطوير التقنيات الروسية وقدمتا لنا خدمة عظيمة وفي نفس الوقت أضرتا باقتصادهما على العكس من توقعاتهما.

وتابع سفير روسيا بالقاهرة ، لقد اضطر الغرب على نحو متزايد إلى الاعتراف بعجزه. وان نفوذه في العالم يواصل في الانخفاض بشكل مطرد. علاوة على ذلك، فالغرب نفسه يشوه سمعته باستمرار بمعايير مزدوجة واضحة. وان سلوك إدارة بايدن الأميركية في ظل المأساة الجديدة للشعب الفلسطيني هو مثال حي على ذلك.

وتابع سفير روسيا ، وعلى الرغم من التهديدات من قبل حلف الناتو، تواصل روسيا تحقيق مهام العملية العسكرية الخاصة بشكل منهجي. وان الحق التاريخي مع روسيا. وان أسلحتنا أفضل. وان الجيش الروسي قوي وذو خبرة. وإن الرعاع النازيين، الذين تحبهم الدول الغربية كثيرا لأنها صنعت النازية بأيدها، سيتم جرفهم بعيدا عن الأراضي الروسية. ويجب على الغرب نفسه أن يعرف مكانه ويتذكر أن أيام حكمه الاستعماري قد ولت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى