جهل وفقر وتقاليد بالية ثالوث يتآمر على حاضر ومستقبل الكثيرات من الفتيات الصغار اللاتى أصبحن ضحية طمع أسرهن في الحصول على مبالغ باهظة مقابل موافقتهم على تزويجهن وحرمانهن من أبسط حقوقهن في الحياة.
زواج القاصرات “جريمة لا تقل بشاعة عن وأد البنات فالقاسم المشترك بينهما سرقة براءة فتيات من دون أن يقترفن ذنباً لتكون حياتهن أشبه بملامح الصورة القاتمة .
مئات الأسر توافق على تزويج فتياتهن اللاتى لم يتجاوزن الـ 18 عاما تحت مظلة الستر والعفة ,وتنتشر هذه الظاهرة بشكل كبير في القرى .
الزواج مقابل مبلغ مالي لأهل العروس
سيارة و”شيك” بمبلغ 50 الف جنيها دفعها رجل ثرى خليجى لأسرة رباب ذات الخمسة عشر عاما بإحدى قرى محافظة الدقهلية مقابل موافقتهم على الزواج منه .
فالفتاة الصغيرة أجبرها أهلها على الزواج من شخص لم تكن تعرفه ويسبقها سنا بعشرين عاما .
اللي اتعلموا خدوا ايه
واقع مرير تعيشه عشرات بل مئات الفتيات وخاصة فى الريف بعدما يكون حرمانهم من التعليم هو جزاءهم , وهذا كان مصير “أيه” الفتاة صاحبة الـ عاما والتي استسلمت أمام قرار والديها بحرمانها من التعليم وزواجها من ابن عمها الذى تعتبره كشقيقها .
بنظرات من الحزن تتبعها دموع غزيرة تحكى “أيه ” قصتها قائله”أنا أهلى جوزونى وانا عندى 13 سنه وكان نفسى اكمل تعليمى ويبقى معايا شهادة واشتغل لكنهم رفضوا وقالولى “هما اللى اتعلموا خدوا إيه “
وتضيف “اهالينا بيموتونا بالجواز فى سن صغير والواحده مننا مش بتاخد حقوقها فى التعليم او اختيار الزوج المناسب ليها وبنصح كل البنات انهم يرفضوا يتجوزوا فى سن صغير تجنبا لحدوث اى مشاكل لهم .
جواز البنت سترة “
جواز البنت سترة ..والبنت مالهاش غير بيت جوزها بتلك العبارات علق العشرات من اولياء الأمور على زواج الفتيات فى سن مبكر
ففى البداية تقول هناء – ربة منزل “البنت مصيرها للجواز وفى الأول وفى الأخر هتتجوز وطالما اتقدملها حد كويس بنوافق عليه وده طبيعى جدا ,مضيفه مش عارفه الناس شايفه اننا غلط ليه مع اننا بنحافظ عليهم .
الزمن بقى وحش وكل يوم نسمع عن قضايا اغتصاب وحاجات كتير وإحنا خايفين على بناتنا بهذه العبارة بدأ محمود عادل حديثه ,مضيفا “احنا خايفين عليهم من مصائب الزمن وعايزين نسترهم ونشيل عيالهم
تخفيف أعباء المعيشة
أعباء الحياه وضغوطها كانت احد الأسباب التى جعلت الأباء يلجأون الى تزويج بناتهم فى سن مبكرة لتخفيف ضغط المعيشة وهذا مافعلته أسرة طفلة تبلغ من العمر 14 عاما فى مدينة دكرنس بعد خطوبتها على “محمود.م 19 عاما، سائق توكتوك.
“حالات طلاق وصعوبة تسجيل الأبناء ..نتائج زواج القاصرات
عواقب وخيمة تقع على عاتق الأسر والفتيات الصغيرات بمحافظة الدقهلية نتيجة الزواج المبكر فالطلاق والتشرد وإهدار حقوقهن كانوا من بين النواتج اللاتى تعرض لهن الفتيات .
في البداية أكدت فتاة رفضت ذكر اسمها أنها تزوجت فى سن 13 عاما من أحد جيرانها الذى يسبقها بعام واحد وأنها كانت صغيرة ولا تعرف مسؤليات الزواج وبعدها بستة أشهر وجدت جسدها أصبح نحيلا لا تستطع تحمل المسئولية بالإضافة الى عدم قدرة زوجها على تحمل أعباء المعيشة.
سلوى .ن – إحدى الفتيات اللاتى وقعن فريسة لزواج القاصرات , بعدما واجهت مشاكل عدة فى تسجبل ابنتها فى السجل المدنى نتيجة عدم رسمية الزواج
وتقول الفتاة ” بعد ماولدت بنتى فضلت اسعى حوالى شهرين انى اسجلها رسمى ولكن واجهت صعوبات عديدة لأن زواجى ليس رسميا “عرفيا ” لأننى تزوجت قبل السن القانونى وكل مافعلناه هو ان انتظرنا لبلوغنا السن القانونى وبعدها تسجيل الطفلة.
وأكد أستاذ علم اجتماع أن حالات زواج القاصرات تكثر فى القرى نتيجة الفقر والأمية مشيرا أن الاباء يلجأن الى زواج أطفالهم فى سن مبكرة لأسباب عدة منها “ضغوط الحياة وعدم وجود اموال كافية لإكمال تعليمهم أو من أجل سترة الفتاة .″.
وتنص المادة 227 من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين أو بغرامة لا تزيد على 300 جنيه كل من أبدى أمام السلطة المختصة بقصد إثبات بلوغ أحد الزوجين، السن المحددة قانوناً لضبط عقد الزواج أقوالاً يعلم أنها غير صحيحة أو حرر أو قدم لها أوراقاً كذلك متى ضبط عقد الزواج على أساس هذه الأقوال أو الأوراق.
ويعاقب بالحبس أو بغرامة لا تزيد عن 500 جنيه كل شخص خوله القانون سلطة ضبط عقد الزواج وهو يعلم أن أحد طرفيه لم يبلغ السن المحددة في القانون.