مركز إعلام حلوان يناقش المشكلات السلوكية للابناء وأثرها على بناء الأسرة

 

علاء حمدي

نفذ مركز اعلام حلوان التابع للاداره العامه لاعلام القاهره قطاع الاعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع ادارة التبين التعليمية ندوه بعنوان (المشكلات السلوكية للابناء وأثرها على بناء الأسرة ) اليوم الاربعاء الموافق ٢١/٢/٢٠٢٤ بمدرسة الشيماء بعرب غنيم . في إطار الحملة الاعلامية التي أطلقها قطاع الاعلام الداخلي للهيئة العامة للاستعلامات لتنمية الاسرة المصرية تحت شعار. ( اسرتك …… ثروتك )

حاضرت اللقاء د/ وسام محمد استاذ مساعد بقسم العمل مع الجماعات ومدير وحدة ضمان الجودة كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان . وقد اكدت سيادتها بان جميع الأهالي يعانون من مهمة تربية الأبناء بالأخص في ظل تطورات الحياة والتكنولوجيا والأجهزة الذكية حيث ظهر العديد من التصرفات والسلوكيات السلبية لدى الأبناء وتتعدد اشكال السلوكيات السلبية للابناء وطرق التعامل معها .

فيُعتبر علم الأخلاق والسلوك هو العلم الذي يهتم بدراسة الخيارات والاعتبارات الأخلاقية كما أنه معنى أيضاً بالتعرف على المبادئ التي نلجأ إليها أو نعتمد عليها في سلوكياتنا وتحديد خياراتنا الحياتية، ومن ثم تعتبر الأخلاق من ضمن دعائم عملية التقييم والمسائلة الشخصية أو الاجتماعية للفرد بمُجتمع اليوم حيث يولد الفرد خالياً من الخبرات والمعارف والسلوكيات الاجتماعية، ويتلقى الدروس الأولى في العلاقات الاجتماعية والإنسانية من أسرته بشكل عام ومن والديه بشكل خاص، بما يسهم في تكوين شخصيته المُتوازنة وتشكيل وعيه وإدراكه لذاته ولمحيطه الاجتماعي، بما يكفل له التواصل الإيجابي مع الأخرين، وإذا كانت التربية عملية اجتماعية من حيث طبيعتها وأهدافها، فإن أساليب التربية الاجتماعية في الأسرة تكتسب أهمية كبيرة لتربية الأبناء وفق منظومة القيم الاجتماعية، بما تتضمنه من معايير وقوانين وأنظمة تحدد العلاقات بين أبناء المجتمع

حيث تحتل الأسرة مكانة وأهمية كبرى في بناء هذا المجتمع وتماسكه، فهي أساس وجود المجتمع ومصدر الأخلاق والدعامة الأولى لضبط السلوك، وهي الإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أولى دروس الحياة الاجتماعية، وبالرغم من صغر حجم الأسرة فهي أقوى نظم المجتمع، ومن خلالها يكتسب الأبناء إنسانيتهم حيث تُشير إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2020م إلى أن عدد الأسر بلغ 24.7 مليون أسرة موزعة بين 11 مليون أسرة في الحضر بنسبة 44.5% من إجمالي عدد الأسر، 13.7 مليون أسرة في الريف بنسبة 55.5% من إجمالي عدد الأسر

ومن ثم فالأسرة هي نسق اجتماعي ينتظم داخله مجموعة من العلاقات المُتكاملة لأدوار اجتماعية مُعينة يتحقق من تفاعلها أداء الأسرة لمجموعة من الوظائف الاجتماعية، حيث أنها هي الدعامة الأولى لتقوية العلاقات بين الأبناء وبعضهم البعض، فالابن يحتاج إلى المساعدة في تعلم المعايير السلوكية نحو أسرته والأخرين من خلال عملية التنشئة الاجتماعية الذي تساعده على توافقه النفسي والاجتماعي، فإذا ما حدث داخل النسق الأسرى مشكلة ما فقد يكون من المتوقع اختلال وتفكك هذا البناء الذي قد يؤدى إلى تفكك العلاقات الأسرية.

وعليه فإن للأسرة دور كبير يتشكل من خلالها شخصية الطفل، فهي أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها فيتعلم كيف يتعامل مع الأخرين، حيث تتطور شخصيته حتى يصبح شخصية اجتماعية بعد ما كانت تتمركز حول ذاته وخاصة في مرحلة المُراهقة، حيث تمتد هذه المرحلة لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر المُراهق، ويُمكن تقسيم مراحلها على النحو التالي: مرحلة المراهقة المبكرة ( من 11-14 عاماً) وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة، مرحلة المراهقة الوسطى ( من 14-18 عاماً) وهى مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية، مرحلة المراهقة المتأخرة ( من 18- 21 عاماً) حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر أو التصرفات، كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مُستقلة بذاتها استقلالا تاماً، وإنما هي تتأثر بما مر به المراهقين من خبرات في المرحلة السابقة

وبناءً عليه تتفاوت المشكلات السلوكية التي يُعانى منها المراهقين من حيث النوع والدرجة والشدة والخطورة والأهمية، حيث تُصنف إلى عدة أنواع منها الإشكاليات العرضية المؤقتة ومنها ما هو دائم مزمن يُلازم المُراهق طوال حياته ولا يملك إلا التكيف معه، وتتفاوت ردود فعل المُراهق واستجاباته بحسب طبيعة المشكلات التي يواجها وفقاً لتكوينه الشخصي والنفسي وظروفه البيئية والاجتماعية، بينما المشكلات العامة لفترة المراهقة يمكن أن تضم جميع المشكلات التي قد واجهت المراهق في طفولته ولم ينجح في التغلب عليها، أما بالنسبة للمشكلات الخاصة بفترة المراهقة فتضم المشكلات التي تظهر عادة على المُراهق نتيجة للتغيرات الفسيولوجية التي يتعرض لها في هذه المرحلة

مما ينجم عنها تقلبات المزاج وتذبذب في الأراء والانفعالات والشعور بالخوف ، كما يتصف المُراهق في هذه المرحلة بالتمرد و العِناد وعِصيان الأوامر ورفضها، مدفوعاً إلى رغبة إثبات ذاته والخروج عن العادات والتقاليد، وفى المقابل يمارس الوالدين الديكتاتورية في تعاملهم مع أبنائهم، ولا يستوعبون خطورة هذه المرحلة التي يمرون بها، وبالتالي يقع على الوالدين عاتق مسئولية كبيرة فيجب أن يدركوا أن هذا التغيير في حياة المُراهق يستلزم تغييراً في أسلوب التعامل معه، فالاستمرار في منعه من الكثير من التصرفات وإصدار الأوامر وانتقاده في كثير من أموره الخاصة كالدراسة والعمل وغيرها، يدفع الإبن المُراهق إلى التمرد ورفض الانصياع لأراء الوالدين وأوامرهم

ومن خصائص مرحلة المُراهقة أنها مرحلة البحث عن الذات وكثرة الصراعات في حياة المُراهق كالصراع بين الاستقلال عن سلطة الوالدين والتبعية، والصراع بين طموحات المُراهق وإمكاناته، صراع بين القيم التي اكتسبها والقيم الدخيلة، فهي مرحلة بناء نسق من القيم والاتجاهات التي توجه سلوك المُراهق، كل هذه التغيرات تطبع حياة المُراهق بخصائص انفعالية واجتماعية ولتجنب مثل هذه الانفعالات السلبية يجب التعامل مع المُراهق على أساس من الصداقة ومنحه الحرية بتوضيح سبب ما يطلب منه أن يفعله، وليس بفرضه عليه فرضاً، وتعزيز ثقته بنفسه من خلال إعطائه بعض المسئوليات وإحساسه بالأمان.

ولتربية الإبن المُراهق وتعريفه بحقوق والديه له دور كبير في الحد من سلوكياته السلبية وأبعادها ونتائجها، ولا يقل دور العلاقة بين الوالدين على سلوك المُراهق، فالعلاقة القائمة على الاحترام المُتبادل بين الوالدين لابد أن تنعكس على سلوك الإبن المُراهق، أما العلاقة السيئة فلها عظيم الأثر في تعميق المشكلة وتفاقمها وعليه فإن التربية السليمة أو الخاطئة أساسها الأسرة، ولكل أسرة أهدافها وطريقتها في تنشئة أبنائها بالطريقة التي تؤهلهم لمواجهة الحياة

وفى الأونة الأخيرة تزايد سلوك عقوق الوالدين في المجتمع المصري بدرجة ملحوظة، ومن أهم أسبابه ما يلي: الانشغال الدائم للوالدين في عملهم للحصول على المال اللازم لسد العجز في ميزانية الأسرة وبالتالي يهملون توجيه الأبناء والإنصات إلى مشاكلهم، وأخيراً رفقاء السوء الذين يختلط بهم الأبناء دون رقابة لانشغال الوالدين بأعمالهم. وعليه فإن للأسرة دوراً كبيراً في بناء الشخصية السوية لأبنائها، فاحترام الوالدين وطاعتهما من أبرز القيم التربوية الأساسية في حياة الأبناء، وإتباع الوالدين أساليب سوية تساعد على تعديل سلوك الأبناء ويزيد من احترامهم لأباءهم، كما أن غرس القيم الدينية يجعل الأبناء يخشون من الله عز وجل ويطيعون أباءهم مما يُساعد على تماسك الأسرة.

تعريف السلوكيات السلبية:
يشير الى التصرفات التي تتعارض مع الأعراف والقيم المعرفية بأساليب تعكس رفض للأخرين وتعكس التعدي لحقوق الأخرين.
أنواع سلوكيات الاطفال السلبية:
1- سلوك التمرد بأنه: تحدى الأبناء وإظهار اعتراضهم بشكل ما، والتصرف عكس تعليمات وتوجيهات الوالدين
2- سلوك العِناد بأنه: سلوك لفظي أو حركي يدل على عدم رغبة الأبناء في تنفيذ أوامر الوالدين بصورة مباشرة أو غير مباشرة
3- سلوك العِصيان بأنه: مُخالفة الأبناء لأوامر الوالدين وعدم تنفيذها.
4- الأنانية لدي الأبناء: من التصرفات التي تعد من السلوكيات السلبية لدي الأبناء هي تصرف الأبناء بشكل أناني من الأسباب التي قد تجعل الأبناء يتصرفون هي التدليل الزائد والحماية المبالغ فيها من جهة الوالدين 0
أهم الحلول لتعديل سلوك الأبناء:
1- تحفيز الأبناء على اكتساب سلوكيات صحيحة وجديدة.
2- تحفيز الأبناء على اتباع السلوكيات الصحيحة التي تلقي قبولا اجتماعي وتجنب اتباع السلوكيات غير المرغوبة.
3- اعطاء الأبناء الدافع للتعلم مع البيئة الاجتماعية المحيطة به.
4- التخلص من المشاعر السلبية مثل الخوف والاحباط والقلق.
5- تقوية الوازع الديني لدى الأبناء.
6- تدعيم الجوانب الإيجابية في شخصية الأبناء.

وقدمت دكتور وسام نصيحة للطالبات بضرورة أن يكون هناك صداقه وتقارب ينهم وبين والديهم وضرورة البعد عن صحبة السوء والالتزام بطاعة الوالدين وذلك من أجل بناء أسرة مترابطة متماسكة. حضر اللقاء أ/ منال محروس مدير المدرسة أ/عصام خميس رئيس قسم التنمية المستدامة بادارة التبين التعليمية . أ/جيهان الحطاب رئيس قسم الخدمات التربوية التعليمية أ/راويه ابو الخير منسق التنمية المستدامة بالمدرسة. بحضور الاخصائين النفسين والاجتماعىن والتطوير التكنولوجى بالمدرسة . وفى نهاية اللقاء قامت ادارة المدرسة بالاشادة بدور مركز إعلام حلوان وجهوده فى نشر الوعى بين مختلف الفئات وتم تكريم دكتور وسام محمد والأستاذة رشا محمد اخصائي الاعلام التى أدارت اللقاء. وكان ذلك تحت اشراف الاستاذ محمد فتحى مدير مركز إعلام حلوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى