حب الأنبياء
بقلم د – شيرين العدوي
فى يوم الحب 14 فبراير يحتفل العالم بذكرى رحيل القس فلانتينو الذى تحدى الإمبراطور الرومانى كلوديوس فى القرن الثالث الميلادي؛وعصى أمره بمنع زواج الجنود حتى يخلصوا للحرب؛ فكان يزوج الجنود الداخلين فى الدين المسيحى سرا،حتى علم الإمبراطور فأعدمه يوم 14 فبراير عام 296م. وقد أحيا ذكراه القس غلاميوس عام 496م بعدما عمت المسيحية أركان أوروبا ومن يومها والناس تحتفل بالحب وشريعةالله فى خلقه، فالله لا يقبل تعطيل البشر لسننه وتشريعاته.
فهل الحب حاجة ضرورية للحياة؟! سؤال ظل يراودنى وأنا أكمل العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة فى سورة البقرة والضوابط التى وضعها الله لبيان الحدود بينهما، وكيف أعلى القرآن من شأنها وأكمل مكارمها. عندما قال الله تعالى فى الآية الكريمة : «ولا جناح عليكم فيما عرّضتم به من خطبة النساء أو أكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم» نعم علم الله
حالة الحب التى ستنتاب الطرفين ولأن للرجال على النساء درجة أى قدم السبق فى القوامة، فحذر الرجال من السرية حتى يتقى الإنسان مواطن الشبهات إلا إذا أعلن رغبة حقيقية فى التقدم لها، وحذر الله الناس نفسه؛ حيث يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور فقال «فاحذروه»، ولا يعزم الرجال عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله، وسماها عقدة لأنها ميثاق غليظ فهى عقدة مربوطة بشروط الزواج ورضا الطرفين.
والعقدة حتى تتم لها طرفان وهما الزوجان وهما الأساس كأى شريط تربطه فيصبح عقدة، وعقدة لأنها علاقة معقدة فيها نفوس ومشاعر وأحاسيس واختلاط أنساب وتقارب عائلات. أما أجل الكتاب فيبلغ بالموافقة بين الطرفين وأولى أمر الفتاة، والإعلان والعقد والمهر والهدية.
هذا هو الدين فماذا فعل الأنبياء فى قصص حبهم أو نفورهم فى الزواج؟! استوقفتنى قصة سيدنا يعقوب مع خاله لابان عندما قرر الزواج من ابنة خاله راحيل فخدم خاله لمدة سبع سنوات وكان هذا مهرها، لكن خاله خدعه وزوجه ابنته الكبرى ليئة، فعندما اكتشف الخدعة عاش معها وظل متعلقا قلبه براحيل، فقضى سبع سنوات أخرى فى خدمة خاله حتى يفوز براحيل. وهكذا انتصر الحب الذى ليس للإنسان يد فيه. وقصة النبى يوشع مع جومر وكانت امرأة باغية لكن الله أمره بالزواج منها فلما تزوجها أحبها حبا ملك عليه نفسه، ورغم أنها تركته ورجعت للبغاء ظل يحبها فلما تابت وعادت راجعها لحبه الشديد لها.
هنا يضرب الله الأمثال للناس لاستتابة المخطئة وإعطائها الفرصة. وكانت فى قصة نبى الله إسحاق دليلا على الحب من أول نظرة، فقد كلف سيدنا إبراهيم إليعازرالدمشقى أن يتخير زوجة لابنه اسحاق فاختار له رفقة فلما وقعت عليها عينه وقع فى غرامها. وكذلك قصة حب نبينا محمد للسيدة خديجة رغم فارق السن بينهما لكنه ظل يحبها حتى بعد موتها. هكذا ضرب الله الأمثال فى الحب كأساس لحياة الناس مع وضع القوانين لحفظ الحقوق والواجبات.