قرار عاجل من الحكومة المصرية لحل أزمة استيراد الأدوية
طالب البنك المركزي المصري الليلة الماضية البنوك العاملة في البلاد بإجراء حصر فوري لحجم طلبات الاستيراد المعلقة للأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة المحتجزة في الموانئ ومنحها الأولوية في عمليات التدبير “فورا”، بحسب 7 مصرفيين تحدثوا مع “الشرق”، بينهم رئيسان لبنكين في البلاد، طلبوا عدم نشر أسمائهم.
عانت سوق الدواء المصرية من زيادات متتالية في أسعار الأدوية خلال السنوات الماضية بسبب نقص المواد الخام اللازمة للإنتاج أو تكدسها بالموانئ لعدم وجود السيولة الدولارية المطلوبة للإفراج عن البضائع.
مسؤول مصرفي بأحد البنوك الخاصة قال لـ”الشرق” إن البنك المركزي المصري “خاطب كافة البنوك العاملة في مصر منذ ساعات بحصر الطلبات المعلقة لاستيراد الأدوية والمستلزمات الطبية، وطالب أيضاً بتصنيف طلبات الاستيراد وفق فئات تتضمن منتجاً كامل التصنيع ومستلزمات الإنتاج والخامات اللازمة لتصنيع الدواء”.
تعد الأدوية من السلع الاستراتيجية لمصر التي تأخذ أولوية لدى البنوك المصرية في تدبير الدولار لها، بجانب القمح والذرة واللحوم والزيت واللبن والأعلاف، وفق تعليمات المركزي.
نقص بالأسواق
كان جمال الليثي رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصرية قال لـ”الشرق” مطلع فبراير الجاري إن هناك نقصاً بنحو 40% في الأدوية المتداولة في مصر. وأضاف أن “الدولة تعمل على تدبير 30% فقط من احتياجات المصانع للمواد الخام، و70% لا يتم تدبيره بسبب نقص الدولار”.
وصل سعر الدولار في السوق السوداء إلى 70 جنيهاً نهاية الأسبوع الماضي، قبل أن يتراجع إلى ما يتراوح بين 52 و55 جنيهاً حالياً بحسب متعاملين في السوق الموازية تحدثوا مع “الشرق” مشترطين عدم نشر أسمائهم. ومع ذلك لا تزال الفجوة كبيرة مع السعر الرسمي البالغ 30.9 جنيه للدولار منذ العام الماضي.
ارتفاع أسعار 2000 دواء في مصر 15% منذ مطلع العام الجاري
مدير ائتمان بأحد البنوك الحكومية أبلغ “الشرق” أن “المركزي وجه بشكل عاجل البنوك بحصر طلبات الاستيراد للأدوية والسلع الغذائية الضرورية باعتبارها من السلع الاستراتيجية التي تعاني نقصاً بالمعروض بالسوق المحلي.
قال إن تعليمات المركزي تعد الأولى من 3 أشهر بشأن الاستيراد، وهو ما يعود إلى تفاقم قوائم الانتظار لتمويل الاعتمادات المستندية للبضائع المحتجزة لعدم القدرة على تدبير العملة الأجنبية اللازمة”.
مصر إحدى أكثر دول الشرق الأوسط مديونيةً، وتعرّض اقتصادها الذي يبلغ حجمه 400 مليار دولار لصدمات خارجية أحدثها أزمة البحر الأحمر بجانب الحرب الروسية الأوكرانية التي لا تزال تلقي بظلالها على اقتصاد البلاد، وهو ما أدى إلى شح في العملات الأجنبية، رغم تخفيض البلاد لقيمة الجنيه ثلاث مرات منذ مارس 2022.
مسؤول ببنك حكومي تحدث مع “الشرق” قال إن “المركزي طلب شفهياً من البنوك إرسال قائمة بطلبات فتح اعتمادات مستندية آجلة لمدة 180 يوماً من تاريخ 17 ديسمبر كأقل تقدير وحتى الآن، بالإضافة إلى مستندات التحصيل بحدّ أقصى 500 ألف دولار، مع استبعاد الشحنات ذات الدفعات المقدمة”.