أسواق مصر الشعبية.. 1.5 تريليون جنيه حجم تجارة الأسواق العشوائية في مصر

52 ألف عدد أسواق مصر الشعبية وروادها 10ملايين مواطن يومياً

82 مليار جنيه خسائر الدولة من التهرب الضريبي داخل الأسواق الشعبية

600 سوق شعبي يقصدها السياح و«العتبة الخضراء» و«الموسكي» و«خان الخليلي» و«كرداسة» في المقدمة

أسواق مصر الشعبية، واحدة من أهم رموز ومعالم الشارع المصري منذ عدة قرون، حيث ينتشر في مصر أكثر من 52 ألف سوق شعبي، يتردد عليها أكثر من  10ملايين مواطن يومياً، وتقدر حجم تجارتها بنحو 1.5 تريليون جنيه، أما حصيلة الضرائب المتحصلة عن هذه الأسواق فهي طبقاً للإحصائيات الرسمية صفر!

أما عن الأسواق التاريخية التي يقصدها السياح الأجانب في مصر فيقدر عددها بنحو 600 سوق شعبي، يأتي في مقدمتها «العتبة الخضراء» و«الموسكي» و«خان الخليلي» و«كرداسة».

في التحقيق التالي نسلط الضوء على أهم الأسواق في مصر وحجم تجارتها وكيفية إخضاعها لمنظومة الاقتصاد الرسمي للدولة.

1.5 تريليون جنيه حجم تجارة أسواق مصر الشعبية والضرائب صفر!

يقول الدكتور حمدي عرفة، خبير تطوير المناطق العشوائية، إن مصر تمتلك نحو 52 ألف سوق شعبي في جميع المدن والمراكز والقرى المصرية، منهم نحو ٣٤٢٥ سوقًاً مركزياً ونحو 600 سوقاً رسمياً يخضع للقانون وتنظيمات الإدارة المحلية.

وأضاف «عرفة» أنه على الحكومة إعداد خريطة قومية للأسواق العشوائية وإعداد دراسة عن الإطار المؤسسي بجميع الجهات ذات الصلة بالأسواق وإعداد خطة قومية لتطوير الأسواق العشوائية، مطالبًا بإصدار قانون تنظيم الأسواق العامة.

وأوضح استشاري تطوير المناطق العشوائية أن 90% من هذه الأسواق لا يخضع للمنظومة الاقتصادية للدولة ولا يخضع للضرائب ولا يعمل بطريقة قانونية، وهو ما يتسبب في خسائر فادحة للدولة تقدر بنحو 82 مليار جنيه سنوياً في بند التهرب الضريبي فقط.

فضلاً عن الخسائر الأخرى التي تتكبدها الدولة من هذه الأسواق ومنها سرقة المرافق العامة ومنها التيار الكهربائي والمياه وانتشار الإشغالات الخاصة والتكدس المروري، فضلا عن المضايقات التى يتسببها الباعة للمواطنين.

وأكد الدكتور حمدي عرفة أن عدد الأسواق الرسمية طبقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ 810 أسواق منها 608 سوق دائم بنسبة 75.1%، و202 سوق موسمي بنسبة 24.9%.

كما يبلغ عدد أسواق الخضر والفاكهة نحو625 سوقاً، أما أسواق اللحوم والدواجن فيبلغ عددها 292 سوقاً يليها أسواق الأسماك بعدد 291 سوقاً أما أسواق الماشية والحيوانات فيبلغ عددها 165 سوقاً على مستوى الجمهورية.

أشهر أسواق مصر العتيقة

سوق العتبة الخضراء

أما عن أشهر أسواق مصر الشعبية فيأتي في مقدمتها «سوق العتبة الخضراء» وهو واحد من أقدم الأسواق الشعبية في مصر والشرق الأوسط، ويقع بوسط القاهرة في منتصف القاهرة التاريخية والأزهر الشريف وبالقرب من قصر الحكم والخلافة في قصر عابدين.

ويتميز بتجارة الملابس منذ زمن طويل ويطلق عليه «العتبة الخضراء» تيمناً بشارع المحمل الذي كانت تخرج منه كسوة الكعبة الشريفة من مصر متجهة إلى الأراضي المقدسة بالحجاز، وكانت تمر من حي الجمالية وتتمركز في ميدان العتبة قبل انطلاقها إلى الأراضي المقدسة.

ويتميز سوق العتبه بتنوع كافة المنتجات والأسواق المتخصصة والتي تتناسب مع جميع الأذواق وجميع المستويات الاجتماعية.

كما تضم أسواق العتبة سوق الموسكي وهو امتداد سوقي العتبة الخضراء وخان الخليلي وهو من أقدم الأسواق المصرية وكان حتى منتصف القرن الماضي يسيطر عليه التجار اليهود حيث يضم بين جنباته حارة اليهود الشهيرة.

ويتميز سوق الموسكي بتنوع وتعدد المنتجات وخاصة المنتجات النسيجية والملابس والأحذية بكل أنواعها، كما أن أسعاره متفاوته وتناسب جميع فئات المجتمع، حتى بات مقصداً لكافة فئات الشعب المصري.

سوق خان الخليلي قبلة المثقفين وروضة السائحين

يعتبر سوق خان الخليلي من أقدم وأهم الأسواق في مصر والشرق الأوسط، ويقع بالمنطقة الإسلامية في حي الحسين بمحافظة القاهرة في شارع موازٍ لشارع المعز لدين الله الفاطمي.

ويعود تاريخه إلى عام 1382، ويزيد عمره على 700 عام ويعد من أشهر الاماكن السياحية في القاهرة باعتباره من أقدم أسواق المدينة منذ زمن المماليك حتى وقتنا الحالي، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسه «الشريف الخليلي» الذي كان كبير التجار في عصر السلطان برقوق عام 1400م.

وأهم ما يميز خان الخليلي محافظته حتى الآن على أبنيته الأثرية ومعماره القديم منذ عهد المماليك، والتي تتميز بكثرتها والتصاقها مع بعضها.

ويحتوي السوق على العديد من المحلات التي تبيع الأشياء التراثية اليدوية والقديمة، والتي تتنوع ما بين محلات الفضيات التي تبيع الاكسسوارات ذات اللمسة الفرعونية، بالإضافة الى محلات الأواني النحاسية والفضية والتي تصنع من النحاس وتطلى بطبقة من الذهب، والتي تستخدم كقطعة لتزيين المنزل أو تستخدم يومياً حسب الحاجة إليها، كما يتميز بوجود بازارات ومحلات ومطاعم شعبية، أيضا يتميز بكثرة أعداد السياح واعتياد سكانه عليهم.

كما كانت حارات خان الخليلي مقصداً للشعراء والمثقفين والسياسيين في مصر والوطن العربي وكانت لهم مقاهي محددة يلتقون فيها يومياً ومن أشهرها «مقهى الفيشاوي» الذي تم تأسيسه عام 1769م، والذي كان مجلس نجيب محفوظ والعقاد وغيرهم.

سوق الفسطاط أول سوق شعبي يجمع التجار العرب

يقع سوق الفسطاط بالقرب من مسجد عمرو بن العاص في منطقة مارجرجس، حيث يقدم أعمالا فنية تجمع أرباب الفنون طوال الأسبوع باستثناء الجمعة.

ويضم السوق عدداً من الفنانين بين جدرانه، حيث يتم إعداد ورش لتعليم الأطفال الصناعات اليدوية والفنية كنشاط ترفيهي وتعليمهم حرفا يدوية بسيطة واكتشاف مواهب الأطفال في تلك الصناعات.

ويقدم سوق الفسطاط منتجات حرفية تحكي قصصَ الماضي والحاضر، حيث أن الكثير من الحرف نشأت في مهدها الأول في هذا السوق منذ قرون عديدة، كالزجاج والفخار، وبعضها قَدِم من أقاصي مصر، كالمشغولات السيناوية التى تعرّف بالقبائل السيناوية، عبر تطريزات تفرّق بين قبيلة وأخرى وتعبّر عن علاقة أبناء سيناء مع بيئتهم الصحراوية.

سوق وكالة البلح تأسس بداية القرن التاسع لتصديرها البلح للأراضي المقدسة بالحجاز

سوق وكالة البلح أو كما يطلق عليه «الوكالة» هو أشهر وأقدم الأسواق الشعبية بالقاهرة حيث أنشئ فى سنة 1880، تقع الوكالة بين حي بولاق أبوالعلا الشعبي والزمالك أحد أحياء القاهرة الراقية، ويقصده كل الفئات الاجتماعية بعدما بات مصدراً للأستوكات الأوروبية والملابس المستعملة، ومقصدًا لطلبة الجامعات الباحثين عن جديد قليل السعر وجيد الخامة، حيث تبدأ به أسعار البراندات من 50 جنيهاً.

ويعود سبب إطلاق اسم “وكالة البلح” على هذا السوق إلى أنه تم تأسيسه في بدايات القرن التاسع، كسوق متخصص في تجارة البلح وتصديرها إلى الأراضي المقدسة بالحجاز.