أول ضحايا التغيرات المناخية..غرق جزيرة “جاردي سوجدوب”
تسببت التغيرات المناخية، في جعل سكان جزيرة “جاردي سوجدوب”، الواقعة في أرخبيل سان بلاس بأمريكا الجنوبية، أوائل لاجئي تغير المناخ في العالم، حيث سيتم إخلاء الجزيرة رسميًا بدءًا من العام الحالي، عقب قيامهم بالاتفاق مع الحكومة البنمية على إنشاء مجتمع آخر، على بعد كيلومترات من وطنهم الأم، الذي قد يختفي تحت سطح البحر قريبًا.
شعب جونا الأصلي
وذكر موقع “بي بي سي”، أن سكان الجزيرة الكاريبية الصغيرة، التي تقع على بعد حوالي 1200 متر قبالة الساحل الشمالي لبنما، يطلق عليهم شعب جونا الأصلي، وعاشوا فيها أكثر من مائة عام وتبلغ مساحتها 400 متر فقط، وعددهم يقترب من 1300 شخص، عقب تمكنهم من النجاة من الاستعمار الإسباني.
ومنذ فترة التسعينيات، لاحظ سكان الجزيرة أن منازلهم ذات الأسقف المصنوعة من القش والصفيح، تغمرها المياه أكثر فأكثر، خاصة خلال موسم الأمطار من نوفمبر إلى فبراير، ووفقًا لمعهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية، فإن معظم الجزر التي يسكنها “جونا” تقع على ارتفاع يتراوح بين 0.5 متر إلى متر واحد فقط فوق سطح الماء، وسيتم التخلي عن جميع الجزر بحلول عام 2100.
مستوى سطح البحر
ونقلت “إندبندنت” البريطانية عن ستيف باتون، مدير برنامج المراقبة الفيزيائية، أن الظروف تتدهور في الجزيرة منذ فترة، وتواجه الجزر الأخرى أيضًا مشكلات خطيرة، لافتًا إلى أنه استنادًا إلى التنبؤات الحالية لارتفاع مستوى سطح البحر، فمن شبه المؤكد أنه خلال الـ20 عامًا المقبلة، سيتعين على جزر جونا البدء في مغادرتها، بحلول نهاية القرن.
وقال السكان إنه عندما يرتفع المد، تدخل المياه إلى بعض المنازل ويتعين على الناس نقل ممتلكاتهم إلى أرض مرتفعة، كما أنه يجب على المعلمين والطلاب ارتداء الأحذية المطاطية للخوض في المياه للوصول إلى فصولهم الدراسية، وسيكون لانتقالهم إلى المكان الجديد تأثير كبير عليهم، لذلك ستكون عملية التكيف ضرورية في البيئة الجديدة.
مجتمع إسبر يالا
ووفقًا لبي بي سي، فإن مستوى سطح البحر حول “جاردي سوجدوب” يرتفع الآن بمقدار 3.4 ملم سنويًا، وهو الأمر الذي جعل السكان مع الحكومة البنمية يفكرون في الانتقال إلى منازل جديدة، وبالفعل تم الاتفاق على بناء مجتمع جديد له تحت مسمى “إسبر يالا”، وتقع على البر الرئيسي من المحيط.
ومن المقرر أن تبدأ العائلات في الانتقال من الجزيرة إلى المجتمع الجديد في فبراير 2024، وعندما يحدث ذلك، بدلاً من المنازل الخشبية والمعدنية المكتظة والمطلة على البحر، التي كانوا يقطنونها، سينتقلون إلى منازل خرسانية جديدة تقع على بعد عدة كيلومترات من المحيط.
خطر يهدد الجميع
وحذر تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، نشرته إندبندنت البريطانية، أن مستويات سطح البحر ستظل مرتفعة لآلاف السنين، نتيجة لارتفاع درجة حرارة المحيطات وذوبان الصفائح الجليدية في القطب الشمالي والقطب الجنوبي والأنهار الجليدية الجبلية التي تضيف الماء إلى المحيط.
وتوصل العلماء إلى أن المحيط، يمتص أكثر من 90% من الحرارة الزائدة، الناجمة عن الغازات الدفيئة، وهو ما يجعله يتمدد مع تسخنيه، مشددين على أن أزمة المناخ واسعة النطاق، ولن تفلت أي منطقة على وجه الأرض من التغيرات التي تحدث عبر أنظمة مناخية بأكملها.
وأكد التقرير أن وتيرة الفيضانات الساحلية تضاعفت تقريبًا منذ ستينيات القرن الماضي، وستظل تشكل خطرًا متصاعدًا، كما ارتفع مستوى سطح البحر بسرعة متزايدة منذ عام 1970، لافتين إلى أن ما يقرب من نصف سكان العالم يعيشون على بعد 60 ميلاً من الساحل، وهو ما يهددهم جميعًا بالنزوح داخليًا.