“هايبرلوب”.. ثورة نقل مزعومة فشلت قبل أن تبدأ..!

 

نظام النقل هايبرلوب حلم يصعب تنفيذه في الوقت الحالي

تقنية أشعلها “إيلون ماسك” لنقل الركاب بسرعة الصوت في كبسولة

 

متابعة: أيمن الشحات، ووسائل اعلام

مع بداية عام 2024 أغلقت شركة النقل المستقبلي “هايبرلوب ون”، نشاطها الذى أثار ضجة في العالم منذ تأسيسها في 2014، عندما نشر الملياردير إيلون ماسك، ورقة بيضاء تضع رؤية لتكنولوجيا “الهايبرلوب” المختصة بتقنية النقل عبر كبسولات عالية السرعة، حيث كانت الفكرة بمثابة وعد مغرٍ -وإن كان بعيد المنال- بتكنولوجيا نقل جديدة، ونهاية لمشكلات حركة المرور، عبر مسارات محاطة بأنابيب لنقل الركاب والبضائع من مدينة لأخرى بسرعة تقارب سرعة الطائرات.

وبحسب وكالة بلومبرغ أغلقت الشركة نشاطها في دبي ونقلت حقوق الملكية الفكرية المتبقية لها إلى “موانئ دبي”، التى تمتلك فيها حصة أغلبية، وتحاول بيع أصولها المتبقية حاليا، ومنها المسار التجريبي والمعدات بعد إن جمعت تمويلات تتجاوز الـ450 مليون دولار، بدعم من مجموعة شركات ناشئة يقع مقرها في دبي.

كما قامت شركة “بيتش بوك” التى اسست بهدف تطوير تكنولوجيا النقل، وعملت باسم “فيرجن هايبرلوب ون” واستثمر فيها ريتشارد برانسون، بسحب علامتها التجارية في العام الماضي، بعدما قررت الشركة التركيز على الشحن بدلاً من الركاب.

ويقول الخبير في سياسات البنية التحتية في جامعة كورنيل ريك جيديس “لقد مر هايبرلوب بدورة تكنولوجية مألوفة للغاية، إذ كان هناك الكثير من الإثارة” حول وسيلة النقل هذه ولكن تبين أن ترجمتها عملياً أكثر صعوبة مما كنا نعتقد.

وبشكل أكثر سرية، تعمل شركة “ترانسبود” (TransPod) الكندية أيضاً منذ سنوات على خط ركاب وشحن خفيف بطول 300 كيلومتر بين كالغاري وإدمونتون في غرب كندا، وتبلغ قيمة هذا المشروع حوالى 18 مليار دولار أميركي، ويأمل سيباستيان جندرون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “ترانسبود”، في رؤيته في الخدمة “قبل عام 2035”.

وتمكنت الشركة بالفعل من جمع 550 مليون دولار من الصندوق البريطاني “بروتون كابيتال غروب” (Broughton Capital Group) لتطوير أول قسم بطول 7 كيلومترات يهدف إلى “اعتماد التكنولوجيا”.

ولكن رغم عمليات حشد الأموال، والاتفاقيات المبدئية، ودراسات الجدوى أو تطوير النماذج الأولية، ثمة ركود ظاهر بالنسبة إلى مختلف الشركات التي تنفذ المشروع، ولا يزال الخبراء يبدون تشكيكاً في مآل الأمور على هذا الصعيد.

وكانت “هايبرلوب تي تي”، وهي شركة أخرى في كاليفورنيا مهتمة بهذا المفهوم، تعتزم إنشاء مسار اختبار في قاعدة عسكرية سابقة بالقرب من مدينة تولوز في جنوب غرب فرنسا، بمباركة السلطات المحلية، لكنها انسحبت من المشروع بصمت.

ولا يزال موقعها الإلكتروني يعرض صوراً استشرافية جديدة، كما كان من المقرر افتتاح أول خط تجاري لمناسبة المعرض الدولي “إكسبو 2020” في دبي، وخط آخر من جدة إلى الدمام في السعودية عام 2034.

وفي الوقت نفسه، تعرضت “ترانسبود” لانتقادات بسبب تأخرها في بناء مركز في درو بوسط فرنسا، وتقول الشركة على موقعها الإلكتروني إنه تمت الموافقة على تصريح البناء في عام 2018، وكان من المقرر في البداية إجراء أول “اختبارات السرعة العالية” في عام 2020.

لكن حتى الساعة، لا تزال الأعمال في بداياتها، لكنّ الشركة تأمل أن تتمكن من إصدار إعلانات في هذا الشأن خلال يناير الحالي.

ويقول المتخصص في مسائل النقل في شركة “ويفستون” الاستشارية جوليان جولي “إن ما يحدث هو نوع من الصحوة الصعبة”، مضيفاً “في السنوات الأخيرة، كنا نؤمن بهذه التكنولوجيا. أما اليوم، فقد بات الوضع أشبه بالاستيقاظ ما بعد الثمالة”.

ووفقا له، يُتوقع أن تواجه الشركات “عقبات تكنولوجية” عدة، ولكن أيضا القضايا الأمنية، وأضاف إن مستقبل الهايبرلوب يكمن في القطارات فائقة السرعة الموجودة حالياً في العالم.

وبحسب سيباستيان جندرون يواجه الهايبرلوب “صعوبة أولية ترتبط بالتمويل”، ويقول “على الرغم من كل ما نسمعه من الحكومات والصحافة، فإن تمويل الابتكارات الثورية لا يزال صعبا للغاية”، مضيفاً “عندما لا تعرف ما إذا كان الأمر ناجحاً، لا أحد يريد أن يستثمر المال”.

وفي العام الماضي، قامت شركة “Hyperloop One” الناشئة التي يدعمها الملياردير البريطاني، ريتشارد برانسون بتسريح نصف موظفيها وركزت على نقل الشحنات، وحتى خارج مقر شركة “سبيس إكس”، التابعة لـ “إيلون ماسك”، أنشأ العمال موقف سيارات في نفس المكان الذي كان يستخدم لاختبارات “هايبرلوب”. كما تخلت أحد أقدم الشركات في هذه التقنية “Hyperloop TT”، عن محاولة الطرح العام للجمهور، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”.

وكان من المقرر إدراج الشركة في بورصة نيويورك عبر الاندماج مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة (SPAC)، يدعمها أسطورة كرة السلة “شاكيل أونيل”، وقدّرت قيمة الشركة الناشئة بـ 600 مليون دولار، وبدلاً من ذلك، تقلص “HyerloopTT” النفقات – في مثال حي على التحديات التي تواجه الآن شركات التكنولوجيا في جميع الصناعات، خاصة تلك التي ليس لديها الكثير من الإيرادات.

 كما تثير الصفقة الفاشلة أيضاً أسئلة جديدة حول الجدوى في العالم الحقيقي من الحلم المثالي لنظام “هايبرلوب”.

وفي 2023 انخفض تمويل شركات النقل الناشئة بمقدار النصف مقارنةً بالعامين السابقين، إلى 500 مليون دولار، وفقاً لبيانات شركة الأبحاث “PitchBook”.

وحتى شركة “Boring Co”، التابعة للملياردير، إيلون ماسك، فقد واجهت تحديات كبيرة في طريق لوس أنجلوس البالغ طوله 350 ميلاً تقريباً إلى سان فرانسيسكو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى