النفط يحافظ على مكاسبه تزامنًا مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر
حافظت أسعار النفط على أكبر مكاسبها في أكثر من أسبوع، وذلك مع استمرار التوترات المتزايدة في البحر الأحمر والهجمات الحوثية على السفن في باب المندب. وعلى الرغم من ارتفاعات أسعار النفط فإنها تتجه لتحقيق خسائر سنوية هي الأولى منذ العام 2020.
استقرت أسعار النفط اليوم الأربعاء بعد مكاسب قوية حققتها أمس الثلاثاء في وقت يراقب فيه المستثمرون التطورات في البحر الأحمر مع استئناف بعض شركات الشحن الكبرى للمرور من المنطقة رغم استمرار الهجمات والتوتر الأوسع نطاقا في منطقة الشرق الأوسط.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 15 سنتا أو 0.2% إلى 81.22 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 8 سنتات أو 0.1% إلى 75.49 دولار للبرميل.
وأنهى الخامان الجلسة أمس الثلاثاء على ارتفاع بأكثر من 2% إذ غذت الهجمات على سفن في البحر الأحمر المخاوف من تعطل عمليات الشحن إضافة إلى تأثير تزايد الآمال في خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وهو ما قد يعزز النمو الاقتصادي ويزيد الطلب على الوقود.
وعلى الرغم من استمرار هجمات تشنها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، استأنفت شركات شحن كبرى مثل ميرسك الدنماركية وسي.إم.إيه سي.جي.إم الفرنسية المرور عبر البحر الأحمر بعد نشر قوة عمل متعددة الجنسيات في المنطقة.
وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا “رغم إغلاق قنوات شحن وتغيير مسار سفن، لا يزال مدى تأثر الإمدادات العالمية محل جدل”.
ومن المتوقع أن تعلن شركة هاباج لويد الألمانية قرارها بشأن استئناف المرور في المنطقة، اليوم الأربعاء.
ويظل احتمال استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة لفترة طويلة من المحركات الرئيسية لمعنويات السوق.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي للصحافيين، أمس الثلاثاء، إن الحرب في غزة ستستمر “لعدة أشهر”.
وتلقت أسعار النفط دعما أيضا من التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في عام 2024.
ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تقليل تكاليف الاقتراض، الأمر الذي يمكن أن يحفز النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط.
وأظهر استطلاع أولي أجرته رويترز أمس الثلاثاء أن من المتوقع أن تنخفض مخزونات الخام الأميركية بمقدار 2.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما من المرجح أن ترتفع مخزونات نواتج التقطير والبنزين.
ومن المتوقع صدور تقارير المخزونات من معهد البترول الأميركي وإدارة معلومات الطاقة اليوم الأربعاء وغدا الخميس على التوالي، أي بعد يوم من الموعد المعتاد لكلا التقريرين بسبب عطلة عيد الميلاد.