دراسة… شمّ رائحة دموع النساء يُغيّر سلوك الرجال
وكالات
وجد العلماء طريقة غير عادية للحدّ من السلوك العدواني لدى الرجال، وهي استنشاق دموع المرأة، قد يبدو الأمر غريباً، لكن دراسة جديدة نشرت في “PLOS Biology” وجدت أن الرجال الذين استنشقوا دموع المرأة في تجربة علمية، كانوا أقل عدوانية بشكل ملحوظ.
ولا شكّ أنّ البكاء استجابة طبيعية للشعور بالحزن، ولكن من الناحية العلمية بقيت بعض الجوانب من هذه الظاهرة غير مفهومة، وذكرت الدراسة أن تشارلز داروين نفسه كان في حيرة منها، قائلاً: “ليس لدى هذه الظاهرة وظيفة واضحة” لكن العلم الحديث يثبت العكس.
لا يعرف العلماء الكثير عن البكاء عند البشر، لكن المؤلفة الرئيسية في معهد “وايزمان” للعلوم، شاني أغرون، شرعت في اكتشاف المزيد.
وتؤكد لمجلة “نيوزويك” أنّه “نظراً إلى النتائج السابقة التي أظهرت انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال بعد استنشاق الدموع، فضلاً عن اكتشاف أنّ الدموع تقلل من العدوانية، افترضنا أن الدموع سيكون لها نفس التأثير عند البشر، ومع ذلك، فقد فوجئنا بحجم التأثير في المختبر”.
للوصول إلى هذه النتائج، قامت أغرون بتجربة علمية على مجموعة من الرجال، ووضعت أمام قسم منهم دموع نساء، والقسم الآخر مياهاً مالحة، أثناء لعبة مصممة لإثارة العدوانية. على سبيل المثال، تم دفع الرجال إلى الاعتقاد بأن اللاعب الآخر كان يغش، ما يؤدي إلى “سلوك يسعى للانتقام”.
وعندما حان الوقت، تمكن الرجال من استعادة سيطرتهم على اللاعب الآخر. واكتشف العلماء أن نسبة هرمون التستوستيرون انخفض بنسبة تزيد على 40 في المئة بعد أن استنشاق دموع النساء، للذين قرروا الانتقام من اللاعب “الخائن”.
وقالت أغرون إنّ “الانخفاض بنسبة 44 في المئة ليس أمراً عادياً، تالياً فإنّ حاسة الشم يمكنها الاستجابة للدموع على الرغم من افتقارها إلى الرائحة”.
ولفتت أغرون الى أنّ “الدموع هي سائل جسدي يظهر حين يكون الفرد في موقف ضعيف، إذ يكون التواصل غير اللفظي أمراً بالغ الأهمية، تالياً فإن الدموع إشارة كيميائية تساعد على تقليل العدوانية، وهو أمر مفيد”، مضيفةً: “نعلم أن استنشاق الدموع يخفض هرمون التستوستيرون، ما يؤثر على العدوانية لدى الرجال، أكثر من النساء، لذلك بدأنا بهم. وحين بحثنا عن متطوعين للتبرع بالدموع، وجدنا أنّ معظمهم من النساء، والآن سنكرر هذه التجربة على النساء للحصول على صورة أكمل لهذا السلوك”.
وتشير هذه النتائج إلى أن الإشارات الكيميائية الاجتماعية تحدث بالفعل عند البشر، وليست مقتصرة على الحيوانات.