الجيش الإسرائيلي: لسنا بحاجة للأميركيين لكي ندرك أنّنا نريد الحدّ من الخسائر في غزة
نفى الجيش الإسرائيلي في اليوم الـ73 من الحرب الدائرة بينه وبين حركة حماس, الاتّهامات الموجّهة إليه بشنّ قصف عشوائي على قطاع غزة، مؤكّداً أنّه “ليس بحاجة” إلى الأميركيين لكي يعلم أنّ من واجبه تجنّب سقوط ضحايا مدنيّين.
وخلال لقاء عقده في قاعدة بالماشيم الجوية جنوبي تلّ أبيب مع عدد من الصحافيين، قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي إنّه “أيّاً كان نوعها، فإنّ كلّ القنابل التي نستخدمها هي قنابل عالية الدقّة”.
وأوضح أنّ هذه الدقّة العالية مردّها إلى عوامل عدّة من بينها نظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس”، والكاميرات، وأجهزة الكمبيوتر المزوّدة بها الطائرات الحربية المقاتلة.
وانطلقت شرارة الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر بهجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة. وأوقع الهجوم في الجانب الإسرائيلي نحو 1140 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيّين، وفقاً لتعداد أجرته “فرانس برس” استناداً إلى إحصاءات إسرائيلية.
وخلال هجومهم، اقتاد مقاتلو حماس معهم إلى غزة حوالي 250 شخصاً احتجزتهم الحركة اسرى في القطاع، وفقاً للسلطات الإسرائيلية. وأفرجت حماس مذاّك عن 110 من هؤلاء الرهائن.
وردّاً على هجوم حماس، تعهّدت إسرائيل بـ”القضاء” على الحركة وبدأت هجوماً واسع النطاق تسبّب بدمار هائل في القطاع الفلسطيني. وأوقع القصف الإسرائيلي 19,453 قتيلاً على الأقلّ، نحو 70% منهم من النساء والأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة.
وأثارت هذه الحصيلة المرتفعة من القتلى المدنيين في غزة ردود فعل دولية مندّدة بإسرائيل التي تلقّت أيضاً من حليفها الأميركي انتقادات غير معهودة.
والأسبوع الماضي، انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن “القصف العشوائي” الإسرائيلي لقطاع غزة وشدّد على وجوب أن يولي الإسرائيليون “مزيداً من الحرص” لتجنّب سقوط ضحايا مدنيين.
“لسنا بحاجة للأميركيين”
و قال الضابط الإسرائيلي الكبير: “لسنا بحاجة للأميركيين لكي ندرك أنّنا نريد الحدّ من الخسائر” في صفوف المدنيين الفلسطينيين. وأضاف “لسنا بحاجة لأن نغيّر مبادئنا، لأنّنا نحترمها منذ البداية”، وفق تعبيره.
ووفقاً لتقرير أعدّته الاستخبارات الوطنية الأميركية ونشرت مضمونه وسائل الإعلام فإنّ ما يقرب من نصف الذخائر التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة هي قنابل تقليدية غير موجّهة تسمّى اصطلاحاً “قنابل غبيّة” (dump bombs)”.
وتعليقاً على هذا التقرير، قال الضابط الإسرائيلي الكبير “أعرف هذا النقاش حول القنابل الغبيّة، لم تكن هناك قنابل غبيّة” في هذه الحرب.
كما أعربت واشنطن عن “قلقها” إزاء تقارير أفادت بأنّ إسرائيل استخدمت خلال هذه الحرب ذخائر تحتوي على الفوسفور الأبيض، وهي أسلحة حارقة يحظر استخدامها ضدّ أهداف مدنيّة.
لكنّ الضابط الإسرائيلي الكبير نفى صحّة هذه التقارير جملة وتفصيلاً.
بالمقابل، اعترف المسؤول العسكري الإسرائيلي بـ”أخطاء” ارتكبها الجيش في هذه الحرب.
وقال: “في بعض الأحيان لم نفهم جيّداً الوضع (على الأرض)، وفي بعض الأحيان أخطأنا هدفنا، وفي بعض الأحيان واجهنا مشكلة مع القنبلة”.
وعزا هذا المسؤول العسكري حصيلة القتلى المدنيين الفادحة في غزة إلى الكثافة السكّانية المرتفعة في القطاع.
ويقطن في القطاع 2.4 مليون نسمة على مساحة لا تزيد عن 362 كيلومتراً مربّعاً.
وقال الضابط الإسرائيلي إنّه بالإضافة إلى العسكريين الإسرائيليين والأسرى المحتجزين في القطاع هناك أيضاً المدنيون والعناصر المسلحة، مضيفاً بالقول: “كلّ ذلك في منطقة مكتظة بالسكّان. من ناحية علينا أن نضرب بقوة وأن نستخدم الكثير من الذخيرة، ومن ناحية أخرى علينا أن نستخدمها بدقّة”.