أهالي الأسرى يضغطون على حكومة نتنياهو لتنفيذ صفقة تبادل أسرى جديدة مع حماس
أكد أهالي الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ضرورة التوصل بسرعة إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة “حماس”، مشددين على أن “العملية العسكرية لن تنقذ حياة ذويهم”.
صفقة تبادل أسرى جديدة بين إسرائيل وحماس
وخلال وقفة حاشدة في تل أبيب، قالت “راز بن عامي”، التي أفرجت عنها “حماس”، ولا يزال زوجها في الأسر: “توسلنا إلى مجلس الوزراء وحذرنا من أن القتال قد يلحق الضرر بالرهائن، وللأسف كنا على حق”.
وصرحت “بن عامي” بذلك عقب مقتل ثلاثة محتجزين أمس على يد جنود من الجيش الإسرائيلي، الذين ظنوا بالخطأ أنهم مسلحون من “حماس”، وفق صحيفة “هآرتس”.
ودعت “بن عامي”، في خطاب ألقته خلال تجمع حاشد في “ساحة المختطفين”، الحكومة إلى إطلاق صفقة تبادل لإعادة المزيد من المحتجزين.
وقالت: “على إسرائيل أن تضع مخططا آخر وتسخر العالم لتتنفيذه”، مؤكدة أن “عودة المختطفين مقابل الأسرى أمر ملح وحاسم. المبادرة قوة وليست ضعفا. أتوسل إليكم، لقد وعدتم بجلب الحل. المختطفون أحياء، ماذا تنتظرون؟ العملية العسكرية وحدها لن تنقذ أرواحهم”.
وقال داني إلجرت، شقيق المحتجز لدى “حماس” يتسحاق إلغرت، خلال المتظاهرة إن الحكومة الإسرائيلية وضعت “عودة المختطفين كأحد أهداف الحرب، لكن رغم ذلك علينا أن نطاردهم ونتوسل إليهم للقيام بذلك، لقد قررنا أنهم إذا لم يأتوا إلينا، فسوف نذهب إليهم”.
وتابع: “لذا فإننا ننتظر أن نسمع منهم الليلة إذا كان لديهم نوع من الاتفاقات، أو نوع من الصفقة، لا أفهم لماذا ينتظرون؟ نحن نرى ما يحدث هنا، نستقبل جثة تلو الأخرى، نعشًا بعد نعش”.
كما دعت نوعا بيري، ابنة “حاييم” المحتجز في قطاع غزة، خلال التظاهرة إلى وضع اتفاق جديد لتبادل الأسرى.
وأشارت إلى ادعاء أعضاء مجلس الوزراء بأن الضغط العسكري سيساعد في التوصل إلى اتفاق لعودة المحتجزين، وقالت: “في هذه الأثناء، نستقبل المزيد والمزيد من المختطفين جثثًا”.
من ناحية أخرى قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم السبت إنه من المقرر أن يجتمع مسؤولون إسرائيليون وقطريون اليوم السبت في النرويج في جهود لإحياء محادثات بخصوص الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل وقف إطلاق النار وتحرير سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة
وأضافت الصحيفة نقلا عن أشخاص مطلعين أن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من المقرر أن يجتمع مع ديفيد بارنيا مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في أوسلو. وذكرت الصحيفة أن من المرجح أن يجتمع بارنيا مع مسؤولين مصريين.
وتابعت الصحيفة نقلا عن أشخاص مطلعين على المحادثات أن خلافات على الشروط المحتملة داخل حركة حماس من بين العقبات البارزة التي تعرقل استئناف المفاوضات حول اتفاق تبادل جديد للمحتجزين.
ويأتي التقرير حول المحادثات بعد يوم من قول الجيش الإسرائيلي إنه قتل عن طريق الخطأ ثلاثة رهائن تحتجزهم حماس في غزة.
وأفرجت حماس خلال هدنة امتدت أسبوعا في أواخر نوفمبر عن أكثر من 100 امرأة وطفل وأجنبي كانت تحتجزهم في غزة مقابل الإفراج عن 240 امرأة وقاصرا.
صفقة رهائن جديدة
وتشير عودة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات إلى أنها مستعدة لاستكشاف صفقة رهائن جديدة، بعدما توقفت الصفقة السابقة عقب رفض حماس إطلاق سراح النساء المتبقيات اللاتي تحتجزهن كرهائن، فيما تقول حماس إن هؤلاء النساء جنديات في جيش الدفاع الإسرائيلي، بحسب الموقع.
وأفاد تقرير سابق لـ”أكسيوس” أن وسطاء من قطر اتصلوا بمسؤولين إسرائيلين خلال الأيام الماضية لمعرفة التوجهات حول إعادة إطلاق المحادثات غير المباشرة مع حماس بشأن صفقة جديدة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، بعد التحرك القطري الأولي قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وأعضاء “حكومة الحرب” عدم سفر مدير الموساد إلى قطر.
ولكن بعد “رد فعل” على القرار غيَّر نتانياهو مساره وسمح لبارنياع بالتعامل مع القطريين، وأشار مصدر إسرائيلي إلى أن إسرائيل أبدت استعدادها لمناقشة اتفاق جديد يضمن إطلاق سراح النساء المتبقيات.
وتقود قطر مفاوضات بين حماس وإسرائيل. ويقيم في الدوحة العديد من قادة حماس.
وأدت تلك المحادثات إلى هدنة استمرت سبعة أيام قبل استئناف الأعمال القتالية. وسمحت الهدنة بإطلاق حماس سراح عشرات الرهائن المحتجزين في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن مئات السجناء الفلسطينيين والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي مطلع ديسمبر، أعادت إسرائيل فريق الموساد من الدوحة بعد بلوغ “طريق مسدود” في المفاوضات الرامية لتجديد الهدنة وتبادل محتجزين مع حركة حماس، وفق ما أعلن مكتب نتنياهو.
وقال المكتب في بيان: “بعد بلوغ المفاوضات طريقا مسدودا وبتوجيه من رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، أمر رئيس الموساد، ديفيد بارنياع، فريقه المتواجد في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل”.
ورأى أن “منظمة حماس لم تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق الذي شمل الإفراج عن جميع الأطفال والنساء المختطفين وفقا لقائمة تم تحويلها إلى حماس وتمت المصادقة عليها من قبلها”.
وشكر رئيس الموساد في البيان مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة ومصر، إضافة الى رئيس الوزراء القطري، على “جهود الوساطة الجبارة” التي أفضت إلى هدنة من سبعة أيام بدأت في 24 نوفمبر، وأتاحت وقف الأعمال القتالية والإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.