ناسا تعلن عن اكتشاف هام على كوكب خارجي!
يجذب الميثان الاهتمام العلمي بشكل رئيسي بسبب قصر مدته في الغلاف الجوي الكوكبي. ولا يستطيع أن يتحمل ضوء النجوم لفترة طويلة، خاصة في الأجواء الأرضية.
وإذا كان الكوكب الصخري يحتوي على الكثير من الميثان، فيجب أن يكون المصدر ضخما، ما يجعل المصدر الحيوي محتملا. وعلى الأرض، ينتج النشاط البيولوجي كمية هائلة من غاز الميثان.
ويعد الميثان شائعا في نظامنا الشمسي، على الرغم من أنه ليس متوفرا بكثرة بالضرورة. وبقدر ما يستطيع العلماء أن يقولوا، فإن الأمر كله غير حيوي. ويمكن لعملية تسمى “السربنتينية” أن تفسر ذلك.
وتعد السربنتينية عملية طبيعية غير حيوية تتضمن الماء وثاني أكسيد الكربون ومعدن الأوليفين الشائع على الأرض، وهو المكون الأساسي للوشاح العلوي لكوكبنا. ووُجد أيضا على القمر والمريخ، وعلى بعض الكويكبات.
واكتشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي مؤخرا غاز الميثان في الغلاف الجوي لـWASP-80b، وهو عملاق غازي تبلغ كتلته حوالي نصف حجم كوكب المشتري. ويدور حول نجم تسلسل رئيسي من النوع K يبلغ عمره حوالي 1.5 مليار سنة.
ونظرا لأن WASP-80b عملاق غازي، فإن اكتشاف الحياة هناك مستبعد، باستثناء بعض سيناريوهات الخيال العلمي. كما أن الأوليفين، المصدر غير الحيوي الأكثر شهرة للميثان، مستبعد أيضا نظرا لأن WASP-80b ليس كوكبا صخريا.
والآن، يمكن مقارنة الكوكب الخارجي بالأغلفة الجوية التي تحتوي على الميثان في أورانوس ونبتون في نظامنا الشمسي.
وتقدم ورقة بحثية جديدة نشرت في مجلة Nature اكتشافا بعنوان “الميثان في الغلاف الجوي للكوكب الخارجي الدافئ WASP-80b”.
وتبلغ درجة حرارة WASP-80b حوالي 550 درجة مئوية.
ويوضح معدو البحث أن درجة حرارة WASP-80b تضعه في “نظام انتقالي مثير للاهتمام حيث تتنبأ نماذج كيمياء التوازن بأنه يجب أن تكون هناك خصائص CH4 وCO/CO2 يمكن اكتشافها في أطياف انتقال وانبعاث الكوكب”.
ويعد WASP-80b قريبا جدا من نجمه القزم الأحمر، ويستغرق مداره ثلاثة أيام فقط.
واستخدم علماء الفلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي لدراسة الضوء المدمج من النجم والكوكب في حالات العبور والكسوف.
ولم يكن هناك الكثير من اكتشافات غاز الميثان في الغلاف الجوي للكواكب الخارجية بواسطة التلسكوبات مثل هابل وسبيتزر. وبما أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي اكتشف غاز الميثان، فهذا يثير سؤالا مهما.
لذا، إذا استمر علماء الفلك في اكتشاف غاز الميثان في المزيد من الأغلفة الجوية للكواكب الخارجية، فقد نضطر إلى تغيير تفكيرنا حول الميثان باعتباره بصمة حيوية.
ويوضح الباحثون أن العثور على الكواكب الخارجية التي تحتوي على غاز الميثان في غلافها الجوي يساعد أيضا على فهم نظامنا الشمسي.
وكتبوا: “لدى وكالة ناسا تاريخ في إرسال المركبات الفضائية إلى عمالقة الغاز في نظامنا الشمسي لقياس كمية الميثان والجزيئات الأخرى في غلافها الجوي. الآن، من خلال قياس الغاز نفسه في كوكب خارج المجموعة الشمسية، يمكننا البدء في إجراء مقارنة ومعرفة ما إذا كانت التوقعات من النظام الشمسي تتطابق مع ما نراه خارجه”.
ويقول الباحثون أيضا إن قياس غاز الميثان إلى جانب الماء يساعد في تحديد كيفية ومكان تشكل الكوكب.
وسيساعدنا اكتشاف غاز الميثان في الكواكب الخارجية على بناء فهم شامل أفضل للأجواء الجوية للكواكب الخارجية.
ويستعد تلسكوب جيمس ويب الفضائي للعب دور رئيسي في بناء معرفتنا بالميثان والغلاف الجوي.
المصدر: ساينس ألرت